تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

((اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْكُو إِِلَيْكَ ضَعْفَ قُوَّتِي، وَهَوَانِي عَلَى النَّاسِ. أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ. إِلَى مَنْ تَكِلُنِي؟ إِلَى عَدُوٍّ يَتَجَهَّمُنِي؟ أَمْ إِلَى قَرِيبٍ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي؟ إِنْ لَمْ تَكُنْ غَضْبَانَ عَلَيَّ فَلاَ أُبَالِي. غَيْرَ أَنَّ عَافِيَتَكَ أَوْسَعُ لِي. أَعُوذُ بِوَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتُ، وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ـ أَنْ يَنْزِلَ بِي غَضَبُكَ، أَوْ يَحِلَّ بِي سَخَطُكَ. لَكَ الْعُتْبَى حَتَّى تَرْضَى. لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ))

وما رواه أبو داود، كتاب الأدب، باب ما يقال عند النوم: 4/ 472 والنسائي في الكبرى: 4/ 413:

((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ، وَبِكَلِمَاتِكَ التَّامَّةِ، مِنْ شَرِّ ما أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ. اللَّهُمَّ أَنْتَ تَكْشِفُ الْمَغْرَمَ وَالْمَأْثَمَ. اللَّهُمَّ لاَ يُهْزَمُ جُنْدُكَ، وَلاَ يُخْلَفُ وَعْدُكَ، وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ. سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ))

وما رواه أبو داود: 1/ 175:

((أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ، وَبِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ، وَسُلْطَانِهِ الْقَدِيمِ، مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ))

أولاً: حديث "لا يسأل بوجه الله إلا الجنة" ضعفه بعض أهل العلم.

ثانياً: هذه بعض النقولات التي فيها الجواب عن بعض ما سألت عنه:

جاء في فتاوى الشيخ عبدالله بن عقيل: (قلت: والظاهر أن المراد لا يسأل بوجه اللَّه إلا الجنة، أو ما هو وسيلة إليها، كالاستعاذة بوجه اللَّه من غضبه ومن النار، ونحو ذلك، مما هو وارد في أدعيته صلى الله عليه وسلم، وتعوذاته، ولما نزل قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ} (444) قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أعوذ بوجهك" {أَوْمِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} قال: "أعوذ بوجهك". رواه البخاري (445).

وقال في "فتح المجيد" (446): وهنا سؤال، وهو أنه قد ورد في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عند منصرفه من الطائف حين كذبه أهل الطائف، ومن في الطائف من أهل مكة، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بالدعاء المأثور: "اللَّهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني، أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي، غير أن عافيتك هي أوسع لي" وفي آخره: "أعوذ بنور وجهك، الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن يحل علي غضبك، أو ينزل بي سخطك، لك العُتْبَى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا باللَّه" (447).رواه ابن إسحاق والطبراني عن عبد اللَّه بن جعفر. والحديث المروي في "الأذكار": "اللَّهم أنت أحق من ذُكر وأحق من عُبد" وفي آخره: "أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السموات والأرض". (448) وفي حديث آخر: "أعوذ بوجه اللَّه الكريم، وباسم اللَّه العظيم، وبكلماته التامة من شر السامة واللامة، ومن شر ما خلقت أي رب ومن شر هذا اليوم، ومن شر ما بعده، ومن شر الدنيا والآخرة". وأمثال ذلك في الأحاديث المرفوعة بالأسانيد الصحيحة، أو الحسان. فالجواب: أن ما ورد من ذلك، فهو في سؤال ما يقرب إلى الجنة، أو ما يمنعه من الأعمال التي تمنعه من الجنة فيكون قد سأل بوجه اللَّه، وبنور وجهه ما يقرب إلى الجنة، كما في الحديث الصحيح: "اللَّهم إني أسألك الجنة، وما يقرب إليها من قول وعمل، وأعوذ بك من النار، وما يقرب إليها من قول وعمل" (449) بخلاف ما يختص بالدنيا، كسؤال المال، والرزق، والسعة في المعيشة؛ رغبة في الدنيا، مع قطع النظر عن كونه أراد بذلك ما يعينه على عمل الآخرة، فلا ريب أن الحديث يدل على المنع من أن يسأل حوائج دنياه بوجه اللَّه. وعلى هذا فلا تعارض بين الأحاديث. كما لا يخفى. واللَّه أعلم.) انتهى

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير