ـ[إيمان]ــــــــ[30 Jul 2010, 12:03 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي فهد على حسن انتقائك للخواطر التربوية النافعة
وأسأل الله المغفرة والرحمة لأمهاتنا وآبائنا كما تربينا في كنفهم صغاراً ..
ـ[إشراقة جيلي محمد]ــــــــ[30 Jul 2010, 01:26 ص]ـ
بارك الله فيك أخ فهد وجزاك خيرا مقالة رائعة جدا .. أسأل الله أن يرحم أبي رحمة واسعة،ويحفظ أمي ويبارك في عمرها ..
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[30 Jul 2010, 01:13 م]ـ
وشكر الله للأختين الكريمتين إيمان وإشراقة، أسأله سبحانه لكما إيماناً لا ينفد وقرة عين لا تنقطع.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[30 Jul 2010, 02:00 م]ـ
أخي فهد بارك الله بك:
قد فتحت مواجعي وأبكيت عينيّ. وما جفت لهما دمعة منذ أن ماتت أمي قبل ثلاث سنين. كانت تسكن معي حيث اختارت رحلي عن دون الرحال ودقت أوتاد خيمتها جوار خيمتي ليظلني ظليلها ويشرف عليّ حنانها. وفي ذات ليلة قالت لي كعادتها: تصبح على خير يا ولدي. ولم أكن ادرك ان هذه آخر كلمة ستتفوها في دنياها فشهقت آخر أنفاسها بعد ساعة من توديعي. وشهقت أنا شهقة ما زلت أكابد حسرتها. ووالله لو أن أحدنا فقد أمه وهو أبن ثمانين ليبكين عليها بكاء الطفل الحزين ولأحس بيتمٍ سيسرج قلبه الى حين. رحم الله أمي وغفر لها. وإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإني على فراقك يا أماه لمفطور حزين.
ـ[عبدالعزيز الجهني]ــــــــ[31 Jul 2010, 12:06 ص]ـ
هذه مقالة كنت قد كتبتها منذ سنوات بعد فقد الوالدة الحبيبة ومن قبلها أبي الغالي،بثثت فيها شيئا مما في القلب من ألم الفراق وضمنتها وصية لمن لا زال ممتعا بنعمة الوالدين أو أحدهما، وقد نُشرت في مجلة البيان في حينها، وقد ذكرنيها كلام الأخوين الكريمين فهد وتيسير أحسن الله إليهما، وها أنا ذا أضعها هنا علّ الله أن ينفع بها وأن يكتب لها القبول.
(قَبْلَ أنْ تُصْبِحَ مِثْلِي)
يتقلبُ الإنسانُ في هذه الدنيا بين سعادة وشقاء , وراحة وعناء , وفرح وترح , وإن من أعظم أسباب السعادة والراحة والطمأنينة في حياة المرء عيشه مع والدين يأنسُ بهما , ويسعدُ برؤيتهما , ويرجو بركتهما , ويتقربُ إلى الله ببرهما؛ لينالَ رضاهما , ويفوزَ بدعوة صالحة منهما تفتحُ له أبوابَ الخير والبركة والرزق. ودعوةُ الوالد مستجابة, كما أخبر بذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم, فما أجملَ العيشَ في كنف الوالدين لمن عرفَ ذلك وذاقَ حلاوته. فالجلوسُ معهما متعةٌ لا تعادلها متعة , يغسلُ فيها الابنُ البارُ همومَه , وينفسُ كروبه , ويهربُ من متاعب الدنيا , ونكد الحياة , ليلجأ بعد الله إلى القلوب المفعمة بالرحمة , والأحضان النابضة بالشفقة , حيث الكلمة الشافية , والنظرة الحانية , والابتسامة اللطيفة , والمشاعر الرقيقة , والصفاء والود والحب, الذي يخرج من القلب بأحاسيس لا يعلمها إلا الرب.
هكذا تمضي الحياةُ_ لمن كَتَبَ اللهُ له التوفيق_ مع أبوين كريمين , يلتمسُ العبدُ رضا الله برضاهما , ويسعى للجنة بلزوم أقدامها , ويرجو بركةَ العمر بالإحسان إليهما من غير كلل ولا ملل , بل هي عبادةٌ من أعظم العبادات , وقربةٌ من أجل القربات. وهنيئاً لمن امتثل أمرَ المولى الكريم ببرهما , ونالَ الشرفَ العظيمَ بالعطف عليهما. فالحياةُ لا تدومُ على حال , ودوامُ الحال من المحال , فسيأتي – ولا بد – اليومُ الذي يخترمُ فيه هادمُ اللذات ومفرقُ الجماعات أحدَ الوالدين في لحظات رهيبة, وساعات عصيبة , يذهلُ فيها العقلُ , ويتشتتُ الذهنُ, وينعقدُ اللسانُ , وتنهمرُ العينان , لحظات لا يحتملها جسد , ولا يصبرُ عليها أحد , لولا لطفُ الواحد الأحد
وما الدهرُ إلا هكذا فاصطبر له رزيةُ مالٍ أو فراقُ خليلِ
وحُقَّ لكل مكلوم بوالديه أنْ يكونَ كذلك , فها هو ذا بابٌ من أبواب الجنة يُوصدُ , وطريقٌ من طرقها يُغلقُ , وها هي ذي شمعةٌ منيرة من شموع الحياة تنطفي , وسراجٌ من سرج الرحمة يختفي , فيالله كيف تحلو الحياةُ بعدها , وكيف يأنسُ المرءُ بغيرهما , وهو يتذكرُ تلك الجلساتِ المباركات, واللحظاتِ البهيجات, والكلمات اللطيفات ,والابتسامات النيرات , ثم فجأة كأنَّ شيئاً لم يكن.
كأنْ لم يكنْ بين الحجون إلى الصفا أنيسٌ ولم يسمر بمكةَ سامرُ
فتعودُ الحياةُ لمن اعتاد على لزوم والديه بلا معنى , يأكلُ بلا شهوة , وينامُ بلا رغبة , ويعيشُ مع الناس بلا شعور , ويهيمُ على وجهه بلا هدف , فهو فارغُ القلب , مشتتُ الذهن.
ولم أَرَ في الذي قاسيتُُ شيئاً أمَرَّ من الفراق بلا وداع
ولولا لطفُ المولى عز وجل لما احتمل قلب تلك المصيبة , ولكنها نعمة الصبر واحتساب الأجر والرضا بالقضاء والقدر , ومن يَتَصَبَّر يصبره الله.
فيامن لا يزالُ ممتعاً بنعمة الوالدين , هذه نُتَفٌ من مشاعر من ذاقَ طعمَ الفراق, وتجرعَ مرارةَ الحرمان. فأدركْ عمرك , وقَدِّمْ لنفسك , وبادرْ في بر والديك , والإحسان إليهما , وبذل الوسع في خدمتهما , وإدخال السرور عليهما. فَرِّغْ شيئاً من وقتك لهما , تأنسُ بهما , وتتفقدُ حاجاتِهما. وإياك من مداخل الشيطان في كثرة الشواغل , وضيق الوقت , فهذه الجلساتُ هي أنفسُ ما تُصرفُ فيه الأوقات.
قال أحد السلف: بِتُّ أغمزُ رجلَ أمي وباتَ أخي يصلي , فما يسرني أنَّ ليلتي بليلته. فهي طاعةٌ وعبادةٌ وقربةٌ وبر وإحسان (نُوْرٌ على نُوْرٍ) , فاحمدِ اللهَ على هذه النعمة , واغتنم هذه الفرصة , قبل أنْ تندمَ ولات حين مندم , وقبل أنْ تُصبحَ مثلي , فاقداً لوالديه , حياتُه بلا لون ولا طعم ولا رائحة , فليس هناك مَنْ أتقرب إلى الله بتقبيل رأسه ويده , أو أتعبد الله ببره والجلوس معه , وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وكتبه الفقير إلى عفو ربه
عبدالعزيز الجهني
¥