تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

و عليه: فلا حجة لهم فيما احتجوا به من كلام ابن عبد البر، و سقط استشهادهم به في تأييد دعواهم بإنكار ختان الإناث؛ لأنه احتجاج في غير محله، و تصريح ابن عبد البر بأنه مكرمة لهنّ ينقضه، و الإجماع على مشروعيته فيهن يَردّه؛ قال الإمام ابن رجب الحنبلي – في كتابه " فتح الباري " -: (و ختان المرأة مشروعٌ بلا خلاف). و انتفاء الخلاف هو عيْن الإجماع، و هو ما صرّح به الإمام أحمد بن يحيى بن المرتضى – في كتابه: " البحر الزخار الجامع لمذاهب علماء الأمصار " – قال: (و الختان مشروعٌ إجماعاً للرجال و النساء).

و هذا قد تقدم تفصيله في بحث: [بيان دليل الإجماع في مشروعية ختان الإناث]. المنشور في عدة ملتقيات، و في موقع مكتبة مشكاة الإسلامية

* * *تذكيرٌ بحقيقة كلام ابن عبد البر في الختان

و نعيد كلام الحافظ ابن عبد البر في الختان بتمامه؛ تذكرةً به، و تبصرةً بمقصوده به؛ قال في " التمهيد ": " و الذي أجمع المسلمون عليه الختان في الرجال على ما وصفنا "؛ إشارةً إلى ما ذكره – في أول كلامه - من الإجماع على أن إبراهيم عليه السلام أول من اختتن من الرجال، و قال في " الكافي في فقه أهل المدينة " - بالحرف -: " و من فطرة الإسلام عشر خصال: الختان، و هو سُنة للرجال، و مكرمة للنساء ". اهـ

هذا هو صريح قول الإمام ابن عبد البر في مشروعية ختان الإناث و استحبابه، فالمِكرُمة هي ما يُستحب شرعاً.

و بذلك انكشفت تلك الشبهة المثارة في ختان الإناث، و اندفعت؛ بعون الله و توفيقه، و الحمد لله أولاً و آخراً.

? كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ ? [الرعد: 17]

أسأل الله تعالى أن يتقبل مِنّي عملي هذا، و يجعله خالصاً لوجهه الكريم، و أن ينفع به و ينفعني به، كما أسأله عَزّ و جِلّ أن يُعينني على إكمال بقيته؛ دفعاً و دحْضاً لحجج المُشككّين، و حِفظاً ودفاعاً عن حُكْمٍ من أحكام الدين القويم، وبياناً لِحُكْمٍ من أحكام الشرع الحنيف.

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

كتبه

د. أبو بكر عبد الستار خليل

عفا الله عنه و عافاه في الداريْن

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير