تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لفضل أبي هريرة ترويجا لسلعته التي كان مروان ومعاوية وبنوهما يحاربون بها الحسن والحسين وأباهما وبنيهما". فانظر بالله عليك أيها القارئ العزيز كيف يطغى الغِلُّ على بعض الناس فيُفْقِدهم عقولهم على هذا النحو المخزى! أفيظن الموسوى أن الناس قد فقدت عقلها مثله حتى يصدقوا هذا السخف الساخف ويتصوروا أن الأمويين يمكن أن يلطخوا صورتهم على هذا النحو لا لشىءإلا لترويج سمعة أبى هريرة تابعهم وصنيعتهم والآكل على موائدهم حسبما يقول؟ ترى ما الثمرة التى أرادوا أن يقطفوها من وراء هذه المسرحية الساذجة التى ألفها الموسوى ويريد إلصاقها بالأمويين؟ قالوا فى الأمثال: أذنك من أين يا جحا؟ وعلى كل فهذا هو ما حدث أضعه بين يدى القارئ ليرى فيه رأيه فى هذا التنطع الماسخ، وهو منقول عن الجزء الثانى من "سير أعلام النبلاء": "لما أرادوا أن يدفنوا الحسن في الحجرة النبوية وقع خصام. قال محمد بن سعد: أخبرنا محمد بن عمر: حدثنا كثير بن زيد عن الوليد بن رباح: سمعت أبا هريرة يقول لمروان: والله ما أنت وال، وإن الوالي لَغَيْرُك، فدَعْه (يعني: حين أرادوا دفن الحسن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم)، ولكنك تدخل فيما لا يعنيك. إنما تريد بها إرضاء من هو غائب عنك (يعني معاوية). فأقبل عليه مروان مغضبا وقال: يا أبا هريرة، إن الناس قد قالوا: أكثرَ الحديثَ عن رسول الله، وإنما قَدِم قبل وفاته بيسير. فقال: قَدِمْتُ والله، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر، وأنا يومئذ قد زدت على الثلاثين سنة سنوات، وأقمت معه حتى توفي أدور معه في بيوت نسائه وأخدمه وأغزو وأحج معه وأصلي خلفه. فكنت والله أَعْلَم الناس بحديثه".

على أنه لا بد مع ذلك من إبداء الاستغراب مما قاله الموسوى عن العُمَرَيْن وعائشة رضى الله عنهم رضا واسعا إذ ذكر بعض فضائلهم ببساطة لم أتوقعها منه. قال: "لينظر (القارئ) إلى الخلفاء الأربعة وسَبْقهم واختصاصهم وحضورهم تشريع الاحكام وحسن بلائهم في اثنتين وخمسين سنة: ثلاث وعشرين كانت بخدمة رسول الله صلى الله عليه وآله، وتسع وعشرين من بعده ساسوا فيها الامة وسادوا الأمم، وفتح الله لهم ملك كسرى وقيصر، فمدّنوا المدن ومصّروا الامصار ونشروا دعوة الاسلام وصَدَعوا بأحكامه، وأذاعوا السنن، ينحدر عنهم السيل، ولا يرقى إليهم الطير. فكيف يمكن، والحال هذه، أن يكون المأثور عن أبي هريرة وحده أضعاف المأثور عنهم جميعا؟ أفتونا يا أولي الالباب! وليس أبو هريرة كعائشة، وإن أكثرت أيضا، فقد تزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله قبل إسلام أبي هريرة بعشر سنين، فكانت في مهبط الوحي والتنزيل ومختلف جبرائيل وميكائيل أربعة عشر عاما، وماتت قبل موت أبي هريرة بيسير. وشتان بين الصحبتين وبين الفطنتين. أما أمر الصحبتين فمعلوم، وأما الفطنتان فقد كان فهم عائشة يماري سمعها، وقلبها يسبق شعورها. وعن عروة: ما رأيت أحدا أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة. وعن مسروق: رأيت مشيخة من أكابر الصحابة يسألونها عن الفرائض. على أنها اضْطُرَّتْ إلى نشر حديثها إذ بثت دعاتها في الأمصار، وقادت إلى البصرة ذلك العسكر الجرار. ومع هذا فإن جميع ما رُوِىَ عنها إنما هو عشرة مسانيد ومائتا مسند. فحديثها كله أقل من نصف حديث أبي هريرة. ولو ضممتَ حديثها وحديث أم سلمة مع بقائها إلى ما بعد وقعة الطفّ، وجمعتَ ذلك كله إلى حديث البقية من أمهات المؤمنين وحديث سيدي شباب أهل الجنة وسيدة نساء العالمين وحديث الأربعة من خلفاء المسلمين ما كان كله إلا دون حديث أبي هريرة وحده! وهذا أمر مهول ألفت إليه ارباب العقول" (ص46 - 48).

وبعد فقد وصلنى، فى البريد الضوئى عقب انتهائى من الصفحات الماضية، البيان التالى، وعنوانه "مثقفون من "الجيل الشيعي الجديد": لا لولاية الفقيه وهذا نصه: "مثقفون من "الجيل الشيعي الجديد": لا لولاية الفقيه"- 11 ناشطا يثيرون ضجة متوقعة: نرفض أن ندفع الخُمس، نرفض سب الخلفاء الراشدين ونرفض الدق على الصدور.

ميدل إيست أونلاين- المنامة: رفض مثقفون وناشطون شيعة عرب الخميس بعضا من أبرز المسلمات في المذهب الشيعي الاسلامي، وعلى رأسها مبدأ "ولاية الفقيه"، في خطوة يتوقع أن تثير ضجة واسعة لدى الأوساط الشيعية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير