تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

عشر من سبتمبر من ذات العام حين أكد استعداد بلاده للاعتراف بالكيان الصهيونى. اللهم إلا إذا ثبت أن هذه التصريحات وتلك غير صحيحة! إننى رغم هذا كله لا أنحاز أبدا لأمريكا أو لإسرائيل ضد الإيرانيين رغم ما يتهمهم به الكثيرون من أنهم ضالعون مع الأمريكان مثلا فى احتلال أفغانستان والعراق، وإن لم يبوؤوا وحدهم بإثم هذا التعاون، وهو إثم رهيب وشنيع، بل يبوء معهم أيضا معظم حكام المنطقة السنيين به وبمشاركتهم فى حصار غزة لتركيعها فى الوقت الذى يضعون أيديهم فى أيدى السفاحين الصهاينة. أما حزب الله فإنه، رغم كل شىء، قد أجبر الصهاينة على اللجوء إلى المخابئ لأول مرة فى مواجهتهم لأى طرف عربى ولفترة طويلة من الزمن رغم أنه ليس جيشا كبقية الجيوش، بل أقرب إلى العصابات المحاربة، وأطلق رجاله على عدد من المدن الإسرائيلية الصواريخ التى زلزت قلوبهم، وإن كان صدام حسين قد فعلها من قبل حين أطلق بضع عشرات منها على تل أبيب فى حرب الخليج الأولى، إلا أنه لم تكن ثم مواجهة مباشرة بينه وبين الإسرائيليين، كما جاء إطلاق الصواريخ من وحى اللحظة لدن العدوان الأمريكى الأول على أرض الرافدين، علاوة على أنه لم يستمر. كذلك لقن حزب الله الدبابات الصهيونية درسا لا يمكنها أن تنساه مدى الحياة. سيقول المتّهِمون لحزب الله إن إسرائيل، بسبب ما فعله الحزب، قد دمرت الجنوب اللبنانى ودخلته القوات الأوربية وتمركزت هناك بحجة الحيلولة بين الطرفين. وهذا رغم صحته لا ينفى أن حزب الله قد أبلى بلاء عظيما. ثم إن إسرائيل قد مردت على ضرب الجنوب اللبنانى وغيره كلما عَنَّ لها ذلك دون أن يعترض طريقها معترض، وكانت تحتل هذا الجنوب لفترة طويلة قبل أن يُكْرِهها حزب الله على الخروج منه تجرر أذيال الهزيمة والخزى. كما لا يقلل من هذا البلاء ما قيل من أن الحزب إنما يعمل بوحى من مصلحة الإيرانيين لشغل الغرب عن البرنامج النووى الإيرانى بعض الوقت. بل إنى لأرى أن هذا البرنامج، إذا صح ما نسمعه من أن إيران قد تقدمت فى هذا المجال تقدما عظيما، هو مفخرة لهم لا يقلل منها أنهم قد يستخدون السلاح النووى يوما فى إخضاع المنطقة لنفوذهم، إذ السؤال هو: ولماذا لم تهتم الدول السنية المجاورة لإيران بالوصول فى هذا المجال إلى ما وصلت إليه إيران؟ أقول هذا كيلا يتمحك متمحك فى الكلام السخيف عن فتنة التحريش بين السنة والشيعة.

وقد كتب أحد المعلقين الشيعة قائلا إنه حريص على الوحدة بين طائفتى السنة والشيعة، اللتين وصفهما بأنهما جناحا الأمة، وبدونهما لا تستطيع الأمة الطيران. وهذا نص كلامه: "وأنا هنا لست في مقام الرد وإظهار الحقائق لأن ماذكرته لا يستحق ذلك! فضلا عن أنه مردود عليه من قبل علماء الطائفتين المسلمتين:سنة وشيعة. ولكن أنا أريد أن أزودك والقارئين الأعزاء، ولمن أراد الحقيقة والإستفادة، للمقال ببعض الكتب المفيدة جدا راجيا من الجميع الرجوع لها وقرائتها، وهي: 1 - كتاب "خمسون ومائة صحابي مختلق" للمحقق المعروف السيد مرتضى العسكري 2 - كتاب "معالم المدرستين" للمحقق المعروف السيد مرتضى العسكري 3 - كتاب "أحاديث أم المؤمنين عائشة" للمحقق المعروف السيد مرتضى العسكري 4 - كتاب " شيخ المضيرة أبو هريرة" الداعية المربي المجاهد محمود أبو رية المصري 5 - كتاب "أضواء على السنة المحمدية" للداعية المربي المجاهد محمود أبو رية المصري". فكتبت ردا على هذا التعليق أقول فيه: "أشكرك على تعليقك المملوء حبا (!) للوحدة بين الشيعة والسنة رغم أننى، كما قلت، أعد نفسى مسلما وكفى. لكن ألا ترى أنك بطريقتك هذه لا تبنى وحدة ولا تريدها؟ يُشْتَم أبو هريرة وعائشة ويُنَال منهما فيُوصَف هذا بأنه حفاظ على الوحدة الإسلامية، أما أن ينبّه منبه إلى مجافاة الأدب فى هذا الأمر فإن عمله يوصف حينئذ بأنه تفتيت للوحدة. على كل حال أرجو أن أقرأ بعض الكتب المشار إليها هنا، وإذا وجدتُ فيها ما يستحق التعقيب فلعل الله يساعدنى على أن أكتب كلمة. أما تطاولك على العبد الضعيف فإننى أسامحك عليه، على الأقل: هذه المرة".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير