ثم ختم الشيخ الكتاب بترجمة للشيخ محمد بن إبراهيم، والشيخ عبدالعزيز بن باز، ولقد مرنا معنا في هذه الزاوية الحديث عن الشيخين وعن ما كتب حول سيرتهما.
هذا ما تيسر إيراده وبإذن الله يعقبه كتاب آخر في سير العلماء المعاصرين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[19 Apr 2009, 02:18 م]ـ
الكتاب العشرون: العالم العابد الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن قاسم (رحمه الله)، حياته وسيرته ومؤلفاته، إعداد عبدالملك القاسم، الطبعة الأولى 1423هـ، دار القاسم، عدد الصفحات (410)
كتب المعد وفقه الله ـ وهو ابن المترجم له ـ في مقدمته:
إنها كلمات في حياة عالم عابد زاهد، وما أنا وإياه إلا كما قال الشاعر:
أنا المكدي وابن المكدي
وهكذا كان أبي وجدي
وهو وإن كان أبي نسباً فهو للعلماء وطلبة العلم ذو نسب رفيع فيهم ومنهم، فلا تخلو مكتبة من المكتبات إلا وبها مجلدات من تأليفه وجمعه وتحقيقه على بعُد فيه عن الشهرة والأضواء وعدم محبة الظهور.
رحم الله الوالد ورفع درجته وأعلى نزله، فقد أفنى عمره في البحث والتأليف والتعليم والتدريس ولندرة حديثه عن نفسه وعمله فقد يُعذر مثلي في التقصير، فغالب السير تكتب بيد أصحابها أو ممن حولهم، ونحن مع عالم يخفي حسناته مثل ما يخفي أحدنا سيئاته، ولهذا صعب التوسع وقل الزاد، وللقارئ نزر يسير من سيرته، وبعضاً من صفاته وسجاياه جعلتها في أبواب متتالية، وحسبي جهد المقل والمشاركة في الأجر.
فأولاً: عرض لمولده ونشأته.
ثانياً: رحلته في طلب العلم.
ثالثاً: حياته العلمية.
رابعاً: حياته العملية وعرض لمؤلفاته مع مقتطفات للتعريف بها.
خامساً: سجاياه وصفاته وعبادته.
سادساً: محبة العلماء له.
سابعاً: فوائد من أقواله وكتبه.
ثامناً: وفاته ووصيته.
تاسعاً: ما قيل فيه شعراً ونثراً.
هذا وأسأل الله أن يجعل هذا العمل من البر به بعد موته، كما وأسأله بجوده وكرمه أن يجمعنا وإياه في دار كرامته. ص8 ـ 9.
فوائد من الكتاب:
1 ـ سأله أحد طلاب العلم متعجباً: شيخ الإسلام يعرف أحكام النساء كأنه متزوج؟
قال الوالد: لم يتزوج ولكنه تسرى. ص251.
2 ـ طُرِحَ عليه أن بعض السلف يحفرون قبورهم في بيوتهم للعظة والتفكر، فقال رحمه الله: ليس من الهدي في شيء.
وذُكر له عن عابدة اشترت كفنها ووضعته في خزانة ملابسها فقال رحمه الله جملة واحدة: خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، السلف يستعدون للموت بالعمل. ص257.
3 ـ ذكر رحمه الله أنهم عندما كانوا يسافرون لجمع فتاوى شيخ الإسلام هو والجد أنهم يؤذنون في الطائرة. ص259.
4 ـ لا أذكر يوماً أنه فاتته صلاة الجماعة إلا مرة واحدة. كان نائماً القيلولة فأُذِنَ لصلاة العصر، وحسب أهل البيت أنه خرج للمسجد كالعادة. فما علموا إلا وهو يقوم من نومه بعد انتهاء الصلاة معاتباً من حوله على عدم إيقاظهم له، وعلاه من الحزن وسواد الوجه ما الله به عليم.
والعجيب أنه لما توفي قريب له وكان تقياً ورعاً يحبه الوالد كثيراً ما رأينا ذلك السواد في وجهه كيوم فاتته صلاة الجماعة. ص261.
5 ـ الوالد رحمه الله حج حججاً كثيرة حسبت ما كان متصلاً منها فوجدتها أكثر من خمسين حجة متواصلة. ص264.
6 ـ عُرف عن الوالد رحمه الله قيامه لليل منذ حداثة سنه، وكان قيامه يتجاوز ثلاث ساعات، وقد سأله أخي عبدالمحسن: (إمام الحرم المدني) هل الشيخ محمد بن إبراهيم هو الذي دلكم على ذلك؟ قال: لا، قرأت كتاباً عن فضل قيام الليل وكان عمري سبعة عشر عاماً فما تركته، وقد ذكرت والدتي أنه قام ليلة زواجه مثل الليالي الأخرى!. ص272.
7 ـ من ورع الوالد رحمه الله، أننا كنا في مكة في يوم ومررنا بصاحب دراجة يسير فأتاه قليل من ماء الأرض بفعل سير السيارة. فوقف رحمه الله ونزل إليه، وعندما عاد إلى السيارة قال: (استسمحته و أرضيته)، ولا نعرف هل أرضاه بمال أم لا؟!. ص280 ـ 281.
¥