تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

البلاد العربية، فيها تشيع بفئات كبيرة أو أعداد صغيرة، ولكنه في مجموعه لا يكون كثرة إسلامية ولا عددا قريبا من الكثرة المطلقة، وإن كان عددا كبيرا في جملته. فالكثرة الكبيرة سنية بلا ريب. وإننا نأمل أن يندمج الجميع في وحدة شاملة لا تكون فيها كثرة وقلة طائفية، بل يكون فيها جمع موحد. وإن كانت فيه مذاهب مختلفة وتفسيرات للشريعة في دائرة المقررات الشرعية متعددة فتعدد التفسيرات في دائرة المقررات الإسلامية دليل على الحيوية الفكرية، والانقسام إلى طوائف دليل على التفرق والانقسام، والفرق بين الأمرين عظيم".

ويقول الأستاذ المستشار عبد الحليم الجندي في كتابه: "الإمام الصادق" (ص 3): "فقد تأكد في كتابنا: "توحيد الأمة العربية" أن "الوحدة القانونية" هي الطريقة المثلى لربط المسلمين في شتى أقطارهم بتشريع إسلامي شامل تتضاءل دونه التشريعات المعاصرة في الغرب أو في الشرق. والفقه "الشيعي" واحد من النهرين اللذين تسقى منهما حضارة أهل الإسلام، وإليه لجأ الشارع المصري في هذا القرن لإجراء إصلاحات ذات بال في نظم الأسرة المصرية. والإمام جعفر الصادق يقف شامخا في قمة فقه أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وهو في الفقه إمام، وحياته للمسلمين إمام. والمسلمون اليوم يلتمسون في كنوزهم الذاتية مصادر أصلية للنهضة مسلمة غير مخلطة ولا مستوردة". ويقول (ص 6): "فالكتاب الحالي يبلغ غرضه إذا كان صوتا يدعو للوحدة. والمسلمون تجمعهم أصول فكرية واحدة، وإن اختلفت الفروع أو تعددت الآراء. وفي تعدد الآراء ثراء". وأعود وأقول أن نقد الذات هو الخطوة الأولى لتصحيح مسار الشخص. "وإنا أو أياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين".

كَأَنَّ قُلُوبَ الطَّيْرِ رَطْبًا وَيابِسًا * لَدَى وَكْرِهَا الْعُنّابُ وَالحَشَفُ الْبالي".

ويلاحظ القارئ أن الأستاذ المعلق قد نفى أن يكون قد تطاول علىّ، ولكن هل هو فعلا لم يتطاول على العبد لله؟ فماذا نسمى إذن مثل تلك الكلمات: "وأنا هنا لست في مقام الرد وإظهار الحقائق لأن ما ذكرته لا يستحق ذلك! فضلا عن أنه مردود عليه من قِبَل علماء الطائفتين المسلمتين سنة وشيعة"؟ ثم كيف نفهم أيضا الفقرة التالية التى يزودنا فيها بكتب تنال من أبى هريرة وعائشة: "ولكن أنا اريد أن أزودك والقارئين الأعزاء، ولمن أراد الحقيقة والإستفادة، للمقال ببعض الكتب المفيدة جدا راجيا من الجميع الرجوع لها وقرائتها، وهي: 1 - كتاب "خمسون ومائة صحابي مختلق" للمحقق المعروف السيد مرتضى العسكري 2 - كتاب "معالم المدرستين" للمحقق المعروف السيد مرتضى العسكري 3 - كتاب "أحاديث أم المؤمنين عائشة" للمحقق المعروف السيد مرتضى العسكري 4 - كتاب "شيخ المضيرة أبو هريرة" الداعية المربي المجاهد محمود أبو رية المصري 5 - كتاب "أضواء على السنة المحمدية" الداعية المربي المجاهد محمود أبو رية المصري"؟

وإذا كان قد أورد كلام الشيخ شلتوت والشيخ أبو زهرة والمستشار الجندى وترحم عليهم بما يفيد أنه لا يجد فرقا فى الإسلام بين سنى وشيعى، فهل هو ينظر إلى عائشة وحفصة وأبى بكر وعمر وعثمان وأبى هريرة وسائر الصحابة بنفس العين التى يريد منا أن ننظر بها إلى الشيعة؟ إن أهل السنة، كما هو معروف، لا يمكن أن ينالوا من على وفاطمة والحسنين وأى صحابى من شيعة على كرم الله وجهه، فهل من المرجو أن يبادلهم الشيعة بدورهم احتراما لرموزهم، ولا يفكروا فى أن يمسوا أيا منهم بسوء؟ إننى لا أسأله عن رأيه هو فقط، بل عن رأى الشيعة أجمعين. وأنا لا أريد من أى من الطرفين أن يقدّم أكثر مما يقدّم الطرف الاخر، بل أطالب الشيعة بما أعرف ويعرف كل إنسان أن أهل السنة يلتزمون به. فماذا هو قائل؟ وماذا هم قائلون؟ كذلك لا بد من التنبيه إلى أن ما قاله شلتوت وأبو زهرة والجندى إنما يقتصر على العبادات والمعاملات الاقتصادية وما إلى هذا، وإلا فهل يقبل هؤلاء العلماء زواج المتعة مثلا؟ ودعنا من وجوب الإيمان بولاية علىٍّ وذريته بوصفها ركنا من أركان الدين لا يتم الإسلام إلا به. أما السِّبَاب والبذاء الذى يبوء به معظم الصحابة من أفواه الشيعة فلا أظن أولئك العلماء ينظرون إليه إلا بوصفه مناقضا لحب النبى ودينه، ولا أزيد!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير