تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وبمناسبة هذا الكلام أود أن أنبه إلى أن عبارة "أهل البيت"، التى يظن الشيعة أنها لا تشمل زوجات النبى عليه السلام، إنما تشمل أول ما تشمل هؤلاء الزوجات بنص القرآن الكريم، إذ جاء فى خطاب الملائكة لسارة زوجة الخليل عليه السلام: "قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ" (هود/ 73). فلماذا نقبل هذا التفسير هنا وننكره فى خطاب المولى سبحانه لأمهات المؤمنين فى سورة "الأحزاب" على ما سوف يأتى بيانه؟ وكيف تكون زوجة الرجل غير معدودة من "أهل بيته"، وهى نفسها "أهله"؟ وهذا موجود فى عدة مواضع من القرآن الكريم والسنة النبوية. ومنه أيضا الحديث التالى الموجود فى "الكافى" ذاته: "أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ (عليه السلام) عَنْ رَجُلٍ أَتَى أَهْلَهُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَهُوَ مُسَافِرٌ قَالَ لا بَأْسَ". أما الحديث التالى فمن الواضح أن "أهل البيت" هن زوجات الرجل، على الأقل: فى المقام الأول، إذ قد عُطِف عليهن أولاده، بما يفيد أن المقصود بهذا التعبير الزوجات أولا: "وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبَانٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) عَنْ صَوْمِ تَاسُوعَاءَ وعاشُورَاءَ مِنْ شَهْرِ الْمُحَرَّمِ فَقَالَ تَاسُوعَاءُ يَوْمٌ حُوصِرَ فِيهِ الْحُسَيْنُ (عليه السلام) واصْحَابُهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ بِكَرْبَلاءَ واجْتَمَعَ عَلَيْهِ خَيْلُ أَهْلِ الشَّامِ وانَاخُوا عَلَيْهِ وفرِحَ ابْنُ مَرْجَانَةَ وعمَرُ بْنُ سَعْدٍ بِتَوَافُرِ الْخَيْلِ وكثْرَتِهَا واسْتَضْعَفُوا فِيهِ الْحُسَيْنَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ واصْحَابَهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وايْقَنُوا أَنْ لا يَأْتِيَ الْحُسَيْنَ (عليه السلام) نَاصِرٌ ولا يُمِدَّهُ أَهْلُ الْعِرَاقِ بِأَبِي الْمُسْتَضْعَفُ الْغَرِيبُ ثُمَّ قَالَ وامَّا يَوْمُ عَاشُورَاءَ فَيَوْمٌ أُصِيبَ فِيهِ الْحُسَيْنُ (عليه السلام) صَرِيعاً بَيْنَ أَصْحَابِهِ واصْحَابُهُ صَرْعَى حَوْلَهُ عُرَاةً أَفَصَوْمٌ يَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ كَلا وربِّ الْبَيْتِ الْحَرَامِ مَا هُوَ يَوْمَ صَوْمٍ وما هُوَ إِلا يَوْمُ حُزْنٍ ومصِيبَةٍ دَخَلَتْ عَلَى أَهْلِ السَّمَاءِ واهْلِ الأرْضِ وجمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ ويوْمُ فَرَحٍ وسرُورٍ لابْنِ مَرْجَانَةَ والِ زِيَادٍ واهْلِ الشَّامِ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وعلَى ذُرِّيَّاتِهِمْ وذلِكَ يَوْمٌ بَكَتْ عَلَيْهِ جَمِيعُ بِقَاعِ الأرْضِ خَلا بُقْعَةِ الشَّامِ فَمَنْ صَامَهُ أَوْ تَبَرَّكَ بِهِ حَشَرَهُ اللَّهُ مَعَ آلِ زِيَادٍ مَمْسُوخُ الْقَلْبِ مَسْخُوطٌ عَلَيْهِ ومنِ ادَّخَرَ إِلَى مَنْزِلِهِ ذَخِيرَةً أَعْقَبَهُ اللَّهُ تَعَالَى نِفَاقاً فِي قَلْبِهِ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ وانْتَزَعَ الْبَرَكَةَ عَنْهُ وعنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَوُلْدِهِ وشارَكَهُ الشَّيْطَانُ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ". ثم مَنْ هم أهل بيت على رضى الله عنه يا ترى؟ ألا تدخل فيه فاطمة زوجته؟ أم هل هى مبعدة عنه؟

وقد سمى القرآن الكريم زوجات النبى صلى الله عليه وسلم أثناء خطابه لهن فى سورة "الأحزاب" بـ"أهل البيت"، وإن كان مفسرو الشيعة يلجأون إلى أساليب غاية فى العجب والغرابة يلوون بها النص القرآنى ويمزقون آياته ويتجاهلون سياقه كى يبعدوهن عن شىء هن أول من ينطبق عليهن، وإنْ رَغِمَتْ أنوف وعيون! وهذا هو النص المذكور: "يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير