تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والرجولة حتى إنه ليرضى باغتصاب عمر لابنته، التى اختزلها الحديث الأخير إلى "فَرْج"، أستغفر الله من الغباء والسفاهة وبذاءة الملافظ، فلا يهبّ للدفاع عن عرضه وكرامته وكرامة بيته وقومه، وفى نفس الوقت يصورونه بصورة الرجل الذى لولا دفاعه ما نجح الرسول فى دعوته ولا انتشر الإسلام. فهل يصدق أحد أن مثل هذا البطل الصنديد، وهو بحقٍّ بطلٌ صنديد لا مراء، يقبل الدنية دون أن ينبس ببنت شفة جُبْنًا وهلعا ويرضى باغتصاب عمر لابنته حتى لا ينفذ تهديده وينزل به الأذى والضرر؟

أما النواصب (جمع "ناصب")، وهم أهل السنة فى اصطلاح الشيعة، فهذا ما يقوله الشيعة عنهم بعد أن نسبوا الكلام إلى واحد من آل البيت حتى تكون عليه "الدمغة الرسمية" فلا يعترض عليه معترض منهم: "بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنِ ابْنِ جُمْهُورٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) قَالَ قَالَ لا تَغْتَسِلْ مِنَ الْبِئْرِ الَّتِي تَجْتَمِعُ فِيهَا غُسَالَةُ الْحَمَّامِ فَإِنَّ فِيهَا غُسَالَةَ وَلَدِ الزِّنَا وهوَ لا يَطْهُرُ إِلَى سَبْعَةِ آبَاءٍ وفيهَا غُسَالَةَ النَّاصِبِ وهوَ شَرُّهُمَا إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ خَلْقاً شَرّاً مِنَ الْكَلْبِ وانَّ النَّاصِبَ أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنَ الْكَلْبِ قُلْتُ أَخْبِرْنِي عَنْ مَاءِ الْحَمَّامِ يَغْتَسِلُ مِنْهُ الْجُنُبُ والصَّبِيُّ والْيَهُودِيُّ والنَّصْرَانِيُّ والْمَجُوسِيُّ فَقَالَ إِنَّ مَاءَ الْحَمَّامِ كَمَاءِ النَّهَرِ يُطَهِّرُ بَعْضُهُ بَعْضاً"، "عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ حَنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) أَنَّهُ قَالَ لا يُبَالِي النَّاصِبُ صَلَّى أَمْ زَنَى وهذِهِ الأيَةُ نَزَلَتْ فِيهِمْ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ تَصْلى ناراً حامِيَةً" (أرأيت أيها القارئ، هذا التفسير العبقرى للآية؟).

وعندنا كذلك القصتان التاليتان، ولهما نظائر فى "الكافى"، وقد لُفِّقَتْ كلها من أجل الانتصار لعلىٍّ على عمر، رضى الله عنهما جميعا، ولعن من يحشر نفسه بينهما فيشتم أحدهما لحساب الآخر، سواء كان من هذا الطرف أو من ذاك. وملفق القصتين يقرّر عمر بفضل علىٍّ، مع أن هذا الإقرار، لو صحت الروايتان، إنما يشهد فى الواقع لعمر بأنه كان يحترم عليًّا ولا يجد فى نفسه من ناحيته شيئا. أى أنها تدل على عكس ما يريد الشيعة: "عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي الْمُعَلَّى عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) قَالَ أُتِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِامْرَأَةٍ قَدْ تَعَلَّقَتْ بِرَجُلٍ مِنَ الأنْصَارِ وكانَتْ تَهْوَاهُ ولمْ تَقْدِرْ لَهُ عَلَى حِيلَةٍ فَذَهَبَتْ فَأَخَذَتْ بَيْضَةً فَأَخْرَجَتْ مِنْهَا الصُّفْرَةَ وصبَّتِ الْبَيَاضَ عَلَى ثِيَابِهَا بَيْنَ فَخِذَيْهَا ثُمَّ جَاءَتْ إِلَى عُمَرَ فَقَالَتْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ أَخَذَنِي فِي مَوْضِعِ كَذَا وكذَا فَفَضَحَنِي قَالَ فَهَمَّ عُمَرُ أَنْ يُعَاقِبَ الأنْصَارِيَّ فَجَعَلَ الأنْصَارِيُّ يَحْلِفُ وامِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) جَالِسٌ ويقُولُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَثَبَّتْ فِي أَمْرِي فَلَمَّا أَكْثَرَ الْفَتَى قَالَ عُمَرُ لأمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) يَا أَبَا الْحَسَنِ مَا تَرَى فَنَظَرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) إِلَى بَيَاضٍ عَلَى ثَوْبِ الْمَرْأَةِ وبيْنَ فَخِذَيْهَا فَاتَّهَمَهَا أَنْ تَكُونَ احْتَالَتْ لِذَلِكَ فَقَالَ ائْتُونِي بِمَاءٍ حَارٍّ قَدْ أُغْلِيَ غَلَيَاناً شَدِيداً فَفَعَلُوا فَلَمَّا أُتِيَ بِالْمَاءِ أَمَرَهُمْ فَصَبُّوا عَلَى مَوْضِعِ الْبَيَاضِ فَاشْتَوَى ذَلِكَ الْبَيَاضُ فَأَخَذَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) فَأَلْقَاهُ فِي فِيهِ فَلَمَّا عَرَفَ طَعْمَهُ أَلْقَاهُ مِنْ فِيهِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى الْمَرْأَةِ حَتَّى أَقَرَّتْ بِذَلِكَ ودفَعَ اللَّهُ عَزَّ وجلَّ عَنِ الأنْصَارِيِّ عُقُوبَةَ عُمَرَ".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير