تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كما أنه لم يقل أحد بأن المعبر يُترَكُ هكذا بلا رقيب ولا حسيب. أما بالنسبة لدخول حرب فلم يطلب أحد ذلك، أما بخصوص إلقاء التهمة على حماس وأنها هي السبب فهذه أرذل السخافات وأحقرها: وأُشَبِّهُ ذلك بوالد مثلاً يحذر ابنه من اللعب بالقرب من البحر خشية الغرق، فلما حدث ما لم يُحْمَد عقباه، واستغاث الابن بأبيه. ماذا سيفعل الأب حينها؟ أيلوم ابنه على عدم استماعه لنصحه أم .... ؟! أترك لكم الإجابة. هذا إن افترضنا جدلاً أن "حماس" هي السبب.

المهم أن المُتَخَاذِلُ يسمع كثيرًا من هذه الحجج فتثبط عزيمته، ولكن مع معرفة الواجب الشرعي للنصرة تتلاشى كل هذه الحجج الواهية المُتَهَرِّئة.

عاقبتهم:

إن التخاذُل جرَّ على المسلمين الذلة والعار، وقد حاربه الإسلام حربًا شعواء، ولعن من يقبعون في ظلاله الداكنة الزريَّة:

قال صلى الله عليه وسلم: "لا يقفن أحدكم موقفًا يقتل فيه رجل ظلمًا فإن اللعنة تنزل على كل من حضر حين لم يدفعوا عنه، ولا يقفن أحدكم موقفًا يضرب فيه رجل ظلمًا فإن اللعنة تنزل على من حضره حين لم يدفعوا عنه". المعجم الكبير للطبراني.

وقال "من أذلّ عنده مؤمن فلم ينصره وهو يقدر على أن ينصره أذلّه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة" رواه أحمد.

وقال: "مَن خذل أخاه في موطنٍ وهو يقدر على نصرته خذله الله على رؤوس الأشهاد يوم القيامة" [6] أخرجه أحمد.

وفيما يرويه الرسول الكريم عن رب العزة: "وعزتي وجلالي لأنتقمن من الظالم في عاجله أو آجله، ولأنتقمن ممن رأى مظلومًا فقدر أن ينصره فلم يفعل" رواه الطبراني في الأوسط (12134) والبزار.

وهكذا، فإن الدفاع عن إخواننا في غزة فريضة إسلامية، خاصة في عالم يسوده الاستكبار، وتمارس دول وحكومات وجماعات بشرية وأفراد الظلم على الآخرين، فالدفاع عن المظلومين يصبح رقمًا مهمًّا في معادلة المشروع الحضاري الإسلامي.

3 - المُخَذِِّل:

وهم الذين يقومون بتعويق وتثبيط المجاهدين ومن يسعون لنصرتهم من المسلمين، وهؤلاء في الحقيقة أكتفي بذكر ما قاله القراّن في شأن أمثالهم:

?قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً (18) أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنْ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (19) ? (الأحزاب).

وقول الله: ?الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا? (آل عمران: من الآية 168)،

وقول الله: ?وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا (72) وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا (73) ? (النساء).

فبين الله أن هؤلاء:

1 - يفرون من المواجهة ويعملون على تخذيل الغير.

2 - بخلاء بأموالهم على المجاهدين وبأنفسهم ولا يحبون الخير لرجال الحق والموقف.

3 - ترتعد فرائصهم وتدور أعينهم عند حلول الشدائد.

4 - الشماتة بالمؤمنين المجاهدين.

أما عن عاقبتهم ومآلهم:

فيكفي ما قاله ربنا سبحانه وهو يفضح حالهم: ?فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا? (الأحزاب: من الآية 19).

4 - المتآمر:

وهؤلاء هم أقبح القوم وأرذلهم، وهم المشاركون عمليًّا في حصار غزة وغلق معابرها بحجج مدحوضة أكل عليها الزمان وشرب، وكذلك المبررون لليهود الغاصبين جرائمهم والداعمين لهم ماديًّا كان أم معنويًّا. وكذلك الذين يلمزون ويغمزون المجاهدين من أهل غزة، والقامعين والمعوقين لناصريهم من الشعوب.

وهؤلاء لا يستحقون ذكرًا ولا تعليقًا، ويكفي أنهم وضعوا أنفسهم في سلة واحدة مع أعداء الأمة من اليهود والنصارى.

ومصيرهم:

?إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا? (النساء: من الآية 140) إلا أن يتوبوا إلى الله.

وبعد ..

لم أُرِد فيما سبق أن أَحكم على أحد أو أُصَنِّفَه فهذه ليست قضيتنا ولم تعلمنا دعوتنا ذلك، فنحن دعاة لا قضاة، ولكن أردت أن أضع النقاط فوق الحروف، حتى لا يقف إنسان مسلم وهو يشهد هذه المحرقة والإبادة لإخوانه المسلمين مترددًا في نصرتهم ودعمهم بالمال وبما يستطيع، والمجاهرة بذلك مهما كان الثمن. وأردت أن يعرف كل واحد منا أين يقف بالضبط من هذه المحرقة البشعة والمجزرة المروعة خاصة بعد الاجتياح البري لقطاع غزة من قبل عصابات إجرامية أَلَِفَت الرقص على دماء المسلمين وأشلائهم، وغدا سيلقى كل إنسان ربه فيجزيه بما عمل، إن خيرًا فخير وإن شرًا فشر ?وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (281) ? (البقرة).

فيا أيها المتردد في نصرة إخوانك في غزة داعيًا كنت أم مَدعُوًّا، رجلاً كنت أم امرأة، ولدًا كنت أم والدًا، هل أدركت أن السكوت لا ينفع وأن الساكت في مثل هذه الحالة متخاذل ومصيره كما قد تبين فماذا أنت فاعل؟!! وأين ستقف؟!!

?هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (138) ? (آل عمران).

?هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (52) ? (إبراهيم).

?إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37) ? (ق).

ألهمنا الله رشدنا ووفقنا لنصرة إخواننا أهل غزة، اللهم آمين.

منقول من موقع إخوان اون لاين

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير