- وعن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من نصر أخاه بالغيب وهو يستطيع نصره نصره الله في الدنيا والآخرة "، رواه البزار، ورواه الطبراني.
2 - المتخاذل:
وهو الذي يسمع ما يسمع ويرى ما يرى، ثم هو بعد ذلك لا يحرك ساكنًا، وهؤلاء متعاطفون مع إخوانهم ولا يرْضَوْن عن ما يحدث لهم، ولكن لا يعدو الأمر عندهم مصًّا للشفاه أو ضربًا لكف على أخرى.
وهذا، بكل أسى، هو حال الكثير من أبناء جلدتنا.
وهؤلاء توهموا مجموعة من الأسباب ظنُّوها مانعة لهم من القيام بواجب النصرة، وهم يوهمون أنفسهم بأنها تعفيهم من المسئولية الشرعية والحساب بين يدي الله الكبير المتعال.
ومن هذه الأسباب:
ا-الخوف من التعرض للأذى:
وأقول له بما أنك في أيام ذكرى الهجرة فأذكرك بموقف سيدنا على ومبيته على فراش رسول الله، مع علمه بما يعنيه ذلك، لو فكر كما نفكر وخاف على نفسه ما فعل ما فعل وسجل التاريخ موقفه، وأقول له وما يضيرك أن تُؤْذى في سبيل الله وهل انتصر الدين إلا بمواقف وتضحيات الرجال؟!! وكما يقولون الحر يموت مرة والجبان يموت ألف مرة.
وأعيذك بالله أن تضع نفسك في صف هؤلاء الذين قال فيهم ربنا سبحانه: ?وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ (56) لَوْ يَجِدُونَ مَلْجًَا أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ (57) ? (التوبة)،أو ممن قال فيهم ?وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمْ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (4) ? (المنافقون).
ب- قلة الحيلة:
فيقولون وماذا نفعل، ثم تراه يُحَوْقِلُ، ويقول لك "ربنا معهم"، في حين أنه يرى أمامه نماذج مشرقة مضيئة لرجال يضحون بأوقاتهم وأموالهم ويجاهدون بألسنتهم في سبيل نصرة القضية، ويخرجون إلى الشارع لرفع أصواتهم ليُذَكِّروا حكامهم، ويوقظونهم من نومهم، ويُفِيقُونهم من غفلتهم، وهم على يقين بأن ذلك قد يكلفهم كثيرًا ولكن لا ضير فهو في سبيل الله. كما أنهم يهدفون أيضًا لرفع معنويات إخوانهم وإشعارهم أن لهم إخوانًا يؤيدونهم ويدعون لهم ووَدُّوا لو كانوا معهم. أقول إن هذا المتخاذل يرى أمامه هذه النماذج فلا عذر له بالتخلي عن النصرة.
وأود هنا أن أذكره أن المسلم أَبِيٌّ يرفض المذلة ويستعصي على القيود، ويهجر المستحيل.
وتِأمل هذه الآية ويا ليتك تقرأ مناسبة نزولها:
?إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97) ? (النساء)، أريدك أن تتأمل مصير من اعتذر بقلة الحيلة وعدم الاستطاعة.
ج- شبهات واهية يسمعونها:
وهذه الشبهات تأتي من المُخَذِّلين والمتآمرين على المشروع الإسلامي بصفة عامة فضلاً عن المجاهدين، ومن هذه الشبهات "حماس هي السبب"، "أتريدون لبلدنا أن تدخل في حروب"، "أتريدون للفلسطينيين أن يتركوا غزة ويأتوا لسيناء إذا فتحنا لهم المعبر؟ " ... و .. و .. وأقول لك ببساطة وبعيدًا عن الجدل العقيم، والدخول في سجالات كلامية جوفاء والتي تتولى كِبْرها الصحف الصفراء كصحيفة (الأهرام) وغيرها، أو التليفزيون الرسمي "المتصهيوأمريكي" الذي يتراقص على أشلاء الضحايا، ويذيع برامجه المعتادة وكأن شيئًا لا يحدث. المهم نقول ببساطة إن هذه الحجج يمكن الضحك بها على الصبية في الشوارع وهم يلعبون الكرة. إن مئات الفلسطينيين الآن يقفون على المعبر ينتظرون دخول غزة متحدين القصف البري والبحري والجوي، فكيف يُقال بأنهم سيتركونها؟!!
¥