تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

{أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْدًا لِّثَمُودَ}

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[06 - 05 - 2007, 10:29 م]ـ

{كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْدًا لِّثَمُودَ} هود/68

قال صاحب الكشاف:

وقرىء: «ألا إن ثمود» و «لثمود» كلاهما بالصرف وامتناعه، فالصرف للذهاب إلى الحيّ أو الأب الأكبر، ومنعه للتعريف والتأنيث، بمعنى القبيلة.

و قال صاحب المجمع:

" وقال في صرف ثمود وترك صرفه إن هذه الأسماء التي تجري على القبائل والأحياء على ضروب أحدها: أن يكون اسمًا للحيِّ والأب والآخر: أن يكون اسمًا للقبيلة والثالث: أن يكون الغالب عليه الأب والحي والقبيلة والرابع: أن يستوي ذلك في الاسم فيجري على الوجهين ولا يكون لأحد الوجهين مزية على الآخر في الكثرة فمما جاء على أنه اسم الحي قولهم ثقيف وقريش وكل ما لا يقال فيه بنو فلان وأما ما جاء اسمًا للقبيلة فنحو تميم قالوا تميم بنت مر قال سيبويه سمعناهم يقولون قيس ابنة غيلان وتميم صاحبة ذلك وقالوا تغلب ابنة وائل قال:

لَوْلا فَوارِسُ تَغْلِبَ ابْنَة وائِلٍ

نَزَلَ الْعَدُوُّ عَلَيْكَ كُلَّ مَكانِ

وأما ما غلب عليه اسم الحي أو القبيلة فقد قالوا: باهلة بن أعصر وقالوا يعصر وباهلة اسم امرأة.

قال سيبويه: ولكنه جعل اسم الحي ومجوس لم يجعل إلا اسم القبيلة وتميم أكثرهم يجعله اسم القبيلة ومنهم من يجعله اسم الأب فأما ما استوى فيه أن يكون اسمًا للقبيلة وأن يكون اسمًا للحي. فقال سيبويه: هو ثمود وسبأ فهما مرة للقبيلتين ومرة للحيين وكثرتهما سواء قال

{وعاداً وثموداً} [الفرقان: 38] وقال

{ألا إنَّ ثموداً كفروا ربهم} [هود: 68] وقال:

{وآتينا ثمود الناقة} [الإسراء: 59]

فإذا استوى في ثمود أن يكون مرة للقبيلة ومرة للحي فلم يكن لحمله على أحد الوجهين مزية في الكثرة فمن صرف في جميع المواضع كان حسنًا ومن لم يصرف في جميع المواضع كان حسنًا وكذلك إن صرف في موضع ولم يصرف في موضع آخر إلا أنه لا ينبغي أن يخرج عما قرأت به القراء فإن القراءة سنة متبعة ومن ذلك قول الشاعر:

كَسَا اللَّهُ حَيَّ تَغْلِبَ ابْنَةِ وائلٍ

مِنْ اللُّؤْمِ أظْفارًا بَطيئاً نُصُولُها

فقال حي ثم قال ابنة وائل فجمع بين الحي والقبيلة وأما قوله:

أُولئِكَ أوْلى مِنْ يَهُودَ لِمَدْحَةٍ

إذا أنْتَ يَوْمًا قُلْتَها لَمْ تُؤَنَّبِ

فقد قامت الدلالة على أن يهود استعملت على أنها للقبيلة وليس للحي في قوله {أولئك} أولى من يهود لأن يهود لو كان للحي لصرف وأنشد أبو الحسن:

فَرَّتْ يَهُودُ وَأسْلَمَتْ جِيرَانُهَا

صَمّي لِما فَعَلَتْ يَهُودُ صَمامِ

وكذلك جاء في الحديث: " تقسم يهود " ومثل يهود في هذا مجوس في قول الشاعر:

كَنارِ مَجُوسَ تَسْتَعِرُ اسْتِعارا

ألا ترى أنه لو كان للحي دون القبيلة لانصرف." انتهى.

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[06 - 05 - 2007, 10:56 م]ـ

في كتاب الحجة في القراءات السبع لابن خالويه:

قوله تعالى: {ألا إن ثمودا كفروا ربهم}

يقرأ وما شاكله من الأسماء الأعجمية مصروفا وغير مصروف. فلمن صرفه وجهان: أحدهما أنه جعله اسم حي أو رئيس فصرفه, والآخر أنه جعله فعولا من الثمد وهو الماء القليل فصرفه. والحجة لمن لم يصرفه أنه جعله اسما للقبيلة فاجتمع فيه علتان فرعيتان منعتاه من الصرف: إحداهما للتأنيث وهو فرع للتذكير والأخرى التعريف وهو فرع للتنكير.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير