تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لنلاحظ أن (لو) هنا لم تقلب النفي ثبوتا حيث لم تثبت المنفي (الرسوب) ولم تثبت النفي المفترض (المذاكرة) كما حصل في المثال السابق (لو لم يهمل زيد لما رسب) حيث ثبت المنفي (الرسوب) لثبوت المنفي (المذاكرة).

إذ إنه في قوله (لو لم يذاكر عمرو لما رسب) إنما أراد المبالغة في أنه حتى في حال عدم مذاكرة عمرو فإنه لن يرسب لما عرف عنه من الذكاء وقوة الحافظة، كما أن الجملة لا تقرر أن عمرا لم يذاكر ولم تقرر أنه رسب.

ونظير ذلك قوله تعالى: (ولوْ أنّ ما في الأرضِ منْ شجرةٍ أقلامٌ والبحرُ يمدّهُ منْ بعدِهِ سبعةُ أبحُرٍ ما نَفِدَتْ كلماتُ اللهِ) فلو طبقنا قاعدة (لو) لاقتضى ذلك أن كلمات الله نفدت وأن سبب نفادها عدم كون الشجر أقلاما، وهذا معنى فاسد لأن (لو) جاءت هنا للمبالغة إذ المراد أنه حتى في حال كون أشجار الأرض أقلاما والبحار مدادا فإن كلمات الله لن تنفد.

ومثل ذلك قوله تعالى: (ولو أننا نزّلنا إليهم الملائكةَ وكلَّمهم الموتى وحشرْنا عليهمْ كلَّ شيءٍ قبلاً ما كانوا ليؤمنُوا)

حيث تقتضي القاعدة (القلب) أنهم آمنوا وأن سبب إيمانهم عدم تنزيل الملائكة إليهم وعدم تكليم الموتى إياهم، وهذا المعنى فاسد، إذ المراد المبالغة أنهم حتى في حال تنزيل الملائكة إليهم وتكليم الموتى إياهم فإنهم لن يؤمنوا.

ومن هذا القبيل يكون تخريج (نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه) إذ لو طبقنا قاعدة القلب لأثبتنا أن صهيبا عصى الله وأن سبب عصيانه أنه يخافه، وهذا خلاف المراد إذ المراد المبالغة أن صهيبا رضي الله عنه حتى في حال عدم خوفه من الله فإنه لن يعصيه، وفي ذلك مبالغة في مدحه أي أن المانع من العصيان لديه ليس الخوف وحده فإذا انتفى الخوف ـ على سبيل الافتراض مبالغة ـ فسيمنعه من العصيان موانع أخرى كمحبة الله وإجلاله، وقوة الإيمان، وتأصل الطاعة في نفسه، على أن ذلك لا يعني أن صهيبا لا يخاف الله، ولا أنه عصاه، تماما كما في المثال (لو لم يذاكر عمرو لما رسب) حيث لا يعني ذلك أنه لم يذاكر ولا يعني أنه رسب، وإنما المراد أنه حتى في حال عدم المذاكرة فلن يرسب. والله أعلم بالصواب.

معذرة عن الإطالة ولكم تحياتي ومودتي.

ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[22 - 05 - 2007, 01:00 ص]ـ

السلام عليكم ..

لم تتركوا لأحد بعدكم غير الشكر لكم، والسرور بمعرفة أمثالكم من الكرام.

شكر الله لك أخي علي المعشي، وبورك القلم الذي في يمينك يا أخي أبا تمام ..

جزاكم الله عنا خير الجزاء

ـ[فوزي دحام الحديثي]ــــــــ[22 - 05 - 2007, 06:49 م]ـ

جزاكم الله خيراً اجمعين ونسال المولى ان يوفقكم

ـ[حمود المطيري]ــــــــ[24 - 05 - 2007, 02:54 ص]ـ

جزاكم الله خيرا عامة وعلي المعشي خاصة

وحفطكم من كل مكروه

ـ[الخريف]ــــــــ[24 - 05 - 2007, 08:16 م]ـ

بارك الله فيكم و نفع بكم و بعلمِكم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير