تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أَمَا وإِمَّا وأَمَّا

ـ[محمد سعد]ــــــــ[08 - 10 - 2007, 06:00 م]ـ

أَمَا

تأتي "أَمَا" على وجهين:

الأول: حرف استفتاح، تُكسَر بعدها همزة إِنَّ، نحو: أمَا إنه ليجتهد، وتكثر قبل القسم أمَا - والله - إنه لصادق.

الثاني: حرف عَرْض، فلا يكون بعدها إلاّ الفعل، نحو: أمَا تقوم - أمَا تقعد، وذلك إذا عرضت عليه فعل القيام والقعود لترى أيفعلهما، أوْ لا.

أمَّا

حرف شرطٍ وتوكيد، نحو: أمّا سعيدٌ فمجتهدٌ. وقد تفيد التفصيل نحو: الطلاّب صنوف، فأمّا المجتهد فناجح، وأمّا اللاهي فمخفق، وأمّا ... (1)، وتلزم الفاءُ جوابَها أبداً.

*حُكْم:

لا يفصِل بين أمّا وفائها، إلا اسمٌ، نحو: أمّا سعيدٌ فمنطلق (2)، أو شرط نحو: أمّا إنْ كنت مسافراً فعناية الله تَحُوطُك (3).

نماذج فصيحة من استعمال" أمّا "

1 - "سأُنبِّئُك بتأويل ما لم تستطع عليه صبراً. أمّا السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر ... وأمّا الغلام فكان أبواه مؤمنَيْن ... وأمّا الجِدارُ فكان لغُلامَيْن ... (الكهف 18/ 78 - 82)

2 - "فأمّا الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيُدخِلهمْ في رحمةٍ منه وفضل"

(النساء 4/ 175)

الآية نموذج لترك التفصيل والتكرار، استغناءً بذكر أحد القسمين. ولولا هذا الاستغناء لَتُوبِع الكلام فقيل مثلاً: وأما الذين كفروا فسيُفعَل بهم كذا وكذا ...

3 - "فأمّا إنْ كان من المقرَّبين فَرَوْحٌ وريحانٌ وجنَّةُ نعيم. وأمّا إنْ كان من أصحاب اليمين فسلامٌ لكَ من أصحاب اليمين. وأمّا إنْ كان من المكذّبين الضّالِّين فنُزُلٌ من حميم" (الواقعة 56/ 89 - 93)

4 - "فأمّا الذين اسودّتْ وجوهُهُمْ أَكَفَرتُمْ بعدَ إيمانكم" (آل عمران 3/ 106) فائدة: الإجماع منعقدٌ على أنّ [أمّا] تحتاج إلى جواب، وأن الفاء تلزمه أبداً. وليس في الآية جواب ولا فيها فاء، كما يبدو في الظاهر. وسبب ذلك أنّ في الآية حذفاً، إذ الأصل: فأما الذين ... فيقال لهم: أَكفرتم بعدَ إيمانكم؟. وحذفُ فعل القول في التنْزيل العزيز كثير، منه أيضاً:

5 - "وأمّا الذين كفروا أَفَلَم تكن آياتي تُتلى عليكم؟ " (الجاثية 45/ 31)

فهاهنا حذفٌ، إذ الأصل: وأمّا الذين ... فيقال لهم: أَفَلَم تكن آياتي تُتلى عليكم؟

فأمّا اليتيمَ فلا تقهر (الضحى 93/ 9)

فائدة أخرى: من المقرر أنّ الأسماء هي التي تفصل بين أمّا وفائها. وأمّا الأفعال فلا تفصل بينهما، إلاّ أن يكون ذلك فعلَ شرط. وأنّ إعراب هذه الأسماء يكون على حسب موقعها من العبارة، وأن إعرابها يسهل إذا تغافلتَ عن أمّا والفاء. وبناءً على ذلك تُعرَب كلمة اليتيم مفعولاً به مقدّماً على فعلِه: تقهر، فكأنما قيل: لا تقهر اليتيمَ.

6 - "أمّا السفينة فكانت لمساكين" (الكهف 18/ 79)

السفينة: مبتدأ خبره جملة "كانت لمساكين". ويتبيّن لك الوجه في هذا الإعراب، إذا تغافلتَ عن أمّا وفائها، مسترشداً بقولنا: تغافلْ عن أمّا وفائها


1 - يدل على شرطيّتها أنّ الفاء تلزم جوابها أبداً. ويدل على التوكيد ما في قولك: أمّا سعيدٌ فناجح من قطعٍ بأنّ الجواب لا بدَّ واقع، على حين لا تجد هذا المعنى في قولك: سعيدٌ ناجحٌ. ويقول المعربون: سعيدٌ مبتدأ، وناجح خبر، والفاء الواقعة في جواب أمّا زائدة.

2 - الاسم الواقع بين أمّا وفائها يُعْرَب على حسب موقعه من العبارة: مبتدأً، مفعولاً به، جارّاً ومجروراً، خبراً، ظرفاً إلخ ... وقد رأينا من المفيد هاهنا أن نقبس قول المبرّد في المقتضَب: ( ... الكلام بعد أمّا على حالته قبل أن تدخل). ويصحّ أن يقال: تغافلْ عن أمّا وفائها وأعربْ تُصِبْ، إن شاء الله.

3 - تختلف كتب الصناعة في هذه الحال: فالأكثرون على أن الجواب لـ أمّا وجواب إنْ محذوف، وآخرون يقولون بالعكس، وفريق ثالث يقول: الجواب لهما معاً
إِمّا

حرفٌ لتعليق الحُكم بأحد الشيئين نحو: زُرْ إمّا دمشقَ وإمّا بيروتَ أو الأشياء نحو: زُرْ إمّا دمشقَ وإمّا بيروتَ وإمّا القاهرة (1). وتُلازِم التكرار، كما جاء في المثالين، ولكنْ قد يُستغنى عن تكرارها بـ أو نحو: زُرْ إمّا دمشقَ أو بيروتَ أو القاهرة، أو بـ إلاّ، نحو: إمّا أن تقول الصدقَ، وإلاّ فاسكُتْ.
حُكْم: يُعرَب ما بعدها على حسب موقعه من العبارة: فاعلاً أو مفعولاً أو حالاً أو ... (2).
معانيها: لها خمسة معان:
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير