وإنَّما مُنِعَتْ من الجَزْمِ لأنها مُؤَقَّتَةٌ، وحروفُ الجزمِ مُبْهَمَة، وتُفِيد "إذَا" تُحَقّق الوُقوع فَإذا قال تعالى: {إذَا السَّماءُ انْشَقَّت} فانْشِقَاقُها وَاقِعٌ لا مَحَالَة بِخِلافِ "إن" فَإِنَّهَا تُفيد الظَّن والتَّوقَّعَ.
إذا الفُجَائِيَة: تَخْتَصُّ بالجُمَل الاسميَّةِ ولا تَحْتَاجُ إلى جَوَاب، ولا تَقَعُ في ابتداء الكَلام، وَمَعْنَاهَا الحَال، والأرْجَحُ أَنَّهَا حَرْفٌ، نَحْوَ قوله تعالى: {فَأَلْقَاهَا فإذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى} (الآية "20" من سورة طه "20").
وَتَكُونُ جَواباً للجزاءِ كالفاءِ قَال اللَّهُ عزَّ وجلَّ: {وَإنْ تُصِبْهُم سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيْهِم إذا هُمْ يَقْنَطُون} (الآية "36" من سورة الروم "30"). وَتسُدُّ مَسَدَّ الخبرَ، والاسم بَعْدَها مبتدأ، تقول: "جِئْتُكَ فإذا أَخوكَ". التقدير: "جِئْتُكَ فَفَاجَأَني أَخُوك". وتقول أيضاً: "دَخلْتُ الدار فإذَا بصديقي حَاضِر" بِصديقي: مبتدأ والباء: حَرْفُ جَرِّ زائد، وحاضرٌ: خبر.
إذَاً: حَرْفُ جَوَابٍ وَجَزَاءِ، والصحيحُ أنها بَسيطَةٌ غيرُ مُرَكَّبة مِن إذْ وأنْ وهي بِنَفْسِها النَّاصِبَةُ للمضارع بشُرُوطٍ:
[1] تَصْدِيرُها.
[2] واسْتِقْبَالُ المضارع.
[3] واتِّصَالُها به، أو انْفِصَالُهَا بِالقَسَمِ أوْ بِلا النافية، يقال: آتيك، فتقول: "إذاً أُكرِمَكَ" فلو قلتَ: "أَنا إذَاً" لقلت "أكْرِمُك" بالرفع لفَوَاتِ التَّصْدِير.
يقولُ المبرّدُ: واعْلمْ أَنَّها إذَا وَقَعَتْ بعدَ واوٍ أو فاءٍ صَلَح الإِعمالُ فيها و الإِلْغاءُ. وذلكَ قَوْلُكَ: "إنْ تَأَتِني آتِكَ وإذاً أُكرِمْك". إنْ شِئْتَ نَصبْت، وإن شئْتَ رَفَعْتَ، وإن شِئْتَ جَزَمْت، أمَّا الجَزْم فَعَلَى العَطْفِ على آتِك وإلْغَاءِ "إذاً". و النصبُ على إعمالِ "إذاً" والرفَّعُ على قَولِكَ: أَنا أكرمُك - "أي بإلْغَاءِ إذاً. أمَّا كتَابَتُها و الوقوفُ عليها فالجُمْهور يَكْتُبُونها بالألِف ويقِفُون عَلَيْها بالألِف، وهناك من (المازني و المبرد) يَرى كتابَتها بالنُون و الوقفَ عليها بالنّون.
ويرى البعضُ (الفراء وتبعه ابن خروف) أنَّها إن عَمِلَت كُتِبَتْ بالألف و إلاّ كُتِبَت بالنون، أقول: وهذا تَفْريق جَيِّدٌ.
وقد تقعُ "إذَنْ" لَغْواً وذلكَ إذا افْتَقَرَ مَا قَبْلَها إلى ما وَقَعَ بَعْدَها وذلكَ كقول الشاعر:
وما أنَا بالسَّاعِي إلى أُمِّ عَاصمٍ * لأَضْربَها إنِّي إذَنْ لجهولُ
ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[20 - 09 - 2007, 07:55 م]ـ
جهد مشكور أبا الفادي جعله الله في ميزان حسناتكم
ـ[عنتر الجزائري]ــــــــ[20 - 09 - 2007, 10:19 م]ـ
بوركت
جعله الله في ميزان حسناتك
ـ[عنتر الجزائري]ــــــــ[21 - 09 - 2007, 10:01 م]ـ
السلام عليكم من جديد
اخوتي الكرام ما تقولون في اعراب ما تحته خط
إذا الجنة أزلفت فقد وجدت من يعربها نائب فاعل
2 - إذا الشعب غازلته الأماني .... هل هي مفعول به
3 - إذا أنت أكبرت شأن الشباب ==== فإن الشباب أبو المعجزات
ـ[أبو تمام]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 03:50 ص]ـ
وعليكم السلام
جزاك الله خيرا أخي محمد.
الجنة: نائب فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور.
الشعب: مفعول به لفعل محذوف يفسره المذكور.
أنت: في محل رفع فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور، وقد انفصل الضميرفي (أكبرتَ) بسبب حذف الفعل.
وإعرابك صحيح أخي عنتر
والله أعلم
ـ[عنتر الجزائري]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 06:15 م]ـ
ألا يمكن أن يكون إعراب أنت في
إذا أنت أكبرت شأن الشباب .... توكيد لفظي
والله أعلم
ـ[أبو تمام]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 03:39 ص]ـ
أهلا أخي عنتر
يحتمل كلامك أمرين:-
الأول: كون (أنت) توكيدا مقدم للضميرالتاء في (أكبرتَ)، وهذا لايجوز قطعا، أي تقديم التوكيد، على المؤكَّد.
الثاني: كون (أنت) توكيدا للضميرالتاء في الفعل المحذوف (أكبرتَ)، وهذا لايجوز عند أغلب النحاة، أي حذف المؤكَّد وبقاء التوكيد، لأنه يضعف مسألة التوكيد، فالغرض منه توكيد الاسم، أي ذكره مرتين، فكيف تحذف الأول ويدّعى التوكيد؟
وذا الكلام خلافا للشيخين الخليل وسيبويه - رحمة الله عليهما- اللذين جوّزا حذف الاسم الذي تريد توكيده وبقاء المؤكِّد - أي التوكيد-؟
والله أعلم
ـ[هشام الصباحى]ــــــــ[21 - 08 - 2010, 03:08 ص]ـ
كلُ الشكرٍِ لكم