تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الأول: التخيير، نحو: كُلْ إمّا سمكاً وإمّا تمراً، أي: اِختَرْ أحدَهما، ولا تجمَعْهما.

الثاني: الإباحة، نحو: يا بُنَيَّ، اِقرأ إمّا كتاباً وإمّا ديوان شِع، أي: قد أبحتُ لك قراءتَهما.

الثالث: الشكّ، نحو: غاب خالدٌ عن المدرسة إمّا مرّةً وإمّا مرّتين، إذا لم يُعلَم: أمرّةً غاب أم مرّتين.

الرابع: الإبهام، نحو: وآخرون مُرْجَوْنَ لأمر الله إمّا يعذبهم وإمّا يتوب عليهم

(التوبة 9/ 106)

الخامس: التفصيل، نحو: إنّا هديناه السبيل إمّا شاكراً وإمّا كفوراً (الإنسان 76/ 3)

نماذج فصيحة من استعمال [إمّا]

"قلنا ياذا القرنين إمّا أنْ تعذِّبَ وإمّا أن تتَّخذَ فيهم حُسناً" (الكهف18/ 86)

هي في الآية للتخيير.

"وإمّا تخافنّ من قوم خيانة فانبذْ إليهم" (الأنفال 8/ 58)

[إمّا]: في الآية مركبة من حرفين هما: إنْ الشرطية + ما الزائدة وليست هي [إمّا] التي للتفصيل والتخيير. يدلّك على ذلك: هذه النون المؤكّدة في تخافنّ، فإنها تلحق فعل الشرط إذا كانت ما زائدة داخلة على إنْ الشرطية. ولا تأتي بعد [إمّا] التي للتفصيل والتخيير. ثمّ هذه الفاء الرابطة لجواب الشرط في فانبذْ، فإنّها لا تصحب إمّا التفصيلية. كلّ هذا فضلاً على أنها في الآية غير مكررة.

قال عليّ كرّم الله وجهه يوصي ابنه الحسن: واعلمْ أنّ أمامك عقبةً كَؤُوداً، ... وأنّ مَهبِطَكَ بها لا محالةَ إمّا على جنّةٍ أو على نار (نهج البلاغة /398)

[إمّا] تتكرّر فيقال: [إمّا ... وإمّا ... ]، وأنه قد يُستغنى عن تكرارها بـ أو فيقال مثلاً: زُرْ إمّا دمشقَ أو بيروتَ؛ وقول عليّ: إمّا على جنّةٍ أو على نار شاهد على ذلك.

قال الجاحظ: وتكلّم رجلٌ عند الحسن (أي: الحسن البصري) فقال الحسن: إمّا أن يكون بنا شَرٌّ أو يكون بك (البيان والتبيين 4/ 29)

وقد استغنى هاهنا بـ[أو] عن تكرار [إ مّا].

قال المثقِّب العَبْديّ:

فإمّا أنْ تكون أخي بحقٍّ = فأَعرفَ منك غَثِّي مِن سَمِيني

وإلاّ فاطَّرِحني واتّخِذْني = عدوّاً أتَّقِيكَ وتتَّقِيني

[إمّا] تتكرّر فيقال: إمّا ... وإمّا ... ، وأنه قد يُستغنى عن تكرارها بـ إلاّ نحو: إمّا أن تقول الصدقَ، وإلاّ فاسكُتْ. وقولُ المثقّب: فإمّا ... وإلاّ ... شاهد على


1 - [إمّا] في نحو قوله تعالى] فإمّا ترَيِنَّ مِن البشر أحداً فقولي [(مريم 19/ 26) مرَكَّبة من حرفين هما [إنْ] الشرطية الجازمة، و [ما] الزائدة، وليست هي [إمّا] التفصيلية التي نحن بصددها هنا.

2 - ينجلي للمعرب إعراب ما بعدها، إذا تغافل عنها. ففي نحو: [سيسافر إمّا زهيرٌ وإمّا سعيدٌ]، زهيرٌ: فاعل. وفي نحو: [نودّع إمّا زهيراً وإمّا سعيداً]، زهيراً: مفعول به. وفي نحو: [يذهب خالدٌ إلى العمل إمّا راكباً وإمّا ماشياً]، راكباً: حال. وهكذا ...

ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[08 - 10 - 2007, 09:20 م]ـ
أرجو منك أخي محمد أن تكتب بخط أكبر حتى نتمكن من قراءة مواضيعك دون عناء وبارك الله فيك.

ـ[دعدُ]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 04:21 ص]ـ
أشكرك أستاذنا محمد على هذه الدروس المفيدة حقاً.
أريد جمعها وحفظها في ملف خاص ,فهل تأذن لي؟
دمت للخير ناشراً؟

ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 05:08 ص]ـ
حقوق النشر غير محفوظه
(ابتسامة)
D:D:D:D:D:D:

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير