"إن الذين ءامنوا والذين هادوا والنصارى و الصابئين من ءامن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون" البقرة 62
"إن الذين ءامنوا والذين هادوا و الصابئون والنصارى من ءامن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون" المائدة 69
بداية بسورة البقرة حسب الترتيب المصحفى المتناسق حيث نجد أن الله سبحانه وتعالى يخبرنا أن الذين آمنوا و كلا من
· الذين هادو
· النصارى
· الصابئين
الذين قضوا نحبهم قبل زمن رسولنا الحبيب لهم مكافأة إذا كانوا قد آمنوا بالله واليوم الآخر وعملوا عملاً صالحاً، ألا وهى أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
ولكن قد يسأل طالب علم نجيب الأسئلة التالية
هذا بال النصارى واليهود والذين آمنوا لأنه قد جاء لهم رسل و أنبياء فما بال الصابئين؟
هل من الصائبين من قد ينال رضا الله؟
أليسوا هم عباد الكواكب الذين بدلوا دين سيدنا نوح عليه السلام أو هم عباد الاصنام الذين بدلوا دين سيدنا ابراهيم عليه السلام وغيرهم؟
فيرد الأستاذ عليه ويقول و الصابئون كذلك تنطبق عليهم هذه القاعدة فمنهم من حكّم عقله ومال وحنف عن هذه العبادة التى لم يقتنع بها
أليس منهم من اعتقد بالبعث بل وجهر به وهو سويد بن عامر الصطلقى
أليس منهم عامر بن الظرب العدوانى الذى قال"لو أن الذى يميت الناس الداء لكان الذى يحيهم الدواء" وهو يعنى بذلك الله عز وجل
أليس منهم زيد بن عمرو بن نوفيل الذى قال
أربا واحداً أم ألف رب أدين إذا تقسمت الإمور
أليس منهم أمية بن أبى الصلت الذى قال
الا نبى لنا منا فيخبرنا ما بعد غايتنا من رأس مجرانا
فمن أجل ذلك قد يرضى الله عنهم إذا كانوا قد أخلصوا النية لله، فلوا أنهم عاشوا حتى عاصروا رسول الله لكانوا آمنوا به بل أن بعضهم كان يخاطب من أصغره سناً ويقول له إن طالت بك الحياة حتى مجيء نبى من عند الله فأقرئه منى السلام.
فما كان من القرآن الا أن يخبرنا بكل ما سبق وبإيجاز ليس بعده إعجاز فى حرف واحد وهو الواو فى كلمة الصابئون ليحولها إلى مبتدأ فى سورة المائدة التى تلى سورة البقرة فى الترتيب المصحفى بدلا من اسم إن فى سورة البقرة
ما سبق ذكره فى سورة المائدة يسمى فى علم الإعراب "كسر الاعراب".
وكسر الاعراب لا يكون إلا لإضافة معنى جديد حتى ينبه السامع أن هناك علة يجب أن يفطن إليها وكسر الإعراب لا يكون إلا من بليغ وإلا لثار الأعراب إذا سمعوه كما ثار الأعرابى على الخليفة أبى جعفر المنصور حين صعد على المنبر وخطب ولحن فى الإعراب وللأسف أنكم لم تنتبهوا للمعنى الجميل الذى تقصده الآية وإلا لأكنتم أسلمتم أو سكتم
وإليكم الآن إعراب الآية التى هللتم وكبرتم باسم إلهكم عندما رأيتموها و هذا الإعراب ليس وليد اليوم ولا الأمس بل جاء فى كتب كثير من المفسرين كان آخرهم شيخنا الكبير محمد متولى الشعراوى منذ حوالى ربع قرن من الزمان
"إن الذين ءامنوا والذين هادوا و الصابئون والنصارى من ءامن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون" المائدة 69
الذين: إسم موصول مبنى على الفتح فى محل نصب إسم إن
آمنوا: فعل ماضى مبنى على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو ضمير متتصل مبنى على السكون فى محل رفع فاعل (و الجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب)
والذين: الواو حرف عطف (الذين) إسم موصول مبنى على الفتح فى محل نصب معطوف
هادوا: فعل ماضى مبنى على الضم و الواو ضمير متصل مبنى على السكون فى محل رفع فاعل
الصابئون: الواو استئنافية (الصابئون) مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو وخبره محذوف تقديره كذلك
والنصارى: الواو عرف عطف (النصارى) معطوف منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة لأنه اسم مقصور
و فى النهاية أذكر بأن قواعد الإعراب قد تم وضعها بعد نزول القرآن الكريم أو الافضل أن نقول أن قواعد الإعراب تم استخراجها من القرآن الكريم)
منقول
ـ[فتح الله 12]ــــــــ[16 - 10 - 2007, 09:27 ص]ـ
أخي الكريم
كسر النحو مصطلح فضفاض ويتلبس لبوسا مختلفا ضمن أسيقته التي ترد فيه
فإن كان المقام مقام النحو العربي / القواعد التي يقوم عليها النحو وأبنية الصرف، فذلك يعني كل ما خرج عن الكلام العربي وأحدث كسرا في القاعدة التي تنبني عليها الجملة النحوية صياغة ومعنى ..
وهو أي كسر النحو يدخل في أطر شتى فنستطيع أن نتلمسه في الفن التشكيلي، والسينمائي والأدبي وغيرها من الفنون الإنسانية الإبداعية، ويعنى به كل ما خرج عن السائد والمألوف
فيقال مثلا: العمل السينمائي أحدث كسرا في النحو، أو أن الفنان يشكل ظاهرة كسر النحو أي أحدث ما يمكن أن نسميه " خروجا عن النص " بمعنى الخرق أو الاختراق الفني ليكون بذلك ظاهرة فنية ..
أرجو أن أكون قد فهمت مرادك وأجبتك على ضوء فهمي
مشرفنا الفاضل: مغربي
جزاك الله خيرا على ردك الكريم و لعلي قد أجبت على سؤالك بذاك المقال
و لي سؤال عندك
أمعرفك هذا لأنك مغربي أم حبا فينا أهل المغرب؟
دمت في رعاية الله