ـ[المهندس]ــــــــ[07 - 01 - 2008, 08:56 م]ـ
أخوي الكريمين محمّد عبد العزيز والمهندس
رغم أني أحبّكما في الله إلاّ أن ذلك لا يمنع من أن أخالفكما.
أحبك الله الذي أحببتنا فيه
ولا شك أننا أيضا نحبك في الله أقولها بثقة عن نفسي وعنه
وإن شاء الله ستصل بنا المناقشة إلى الاتفاق
وأصحح كلمة قلتها في مشاركتي وهي (فوضعت في ذهني تصورا للإعراب، ثم وجدت الجميع قد بعدوا عنه حتى ... )،
فالمناقشات كانت قوية ومفيدة ولكن أخانا محمد استكمل إعرابا موافقا لظني
حقيقة , أخذت أقلّب ما تفضّلتما من إعراب في رأسي فلم يقبله عقلي , لا نحويّا ولا معنى , وأظن أنّه يخالف أدب الدعاء مع الله تعالى
أما من ناحية الأدب مع الله فهذا من التوسل بالعمل الصالح، وذلك أمر مأذون به.
أمّا نحويّا فأمامنا فعل (أعطني) يتعدّى لمفعولين نستطيع أن نبدله فعلا آخر فلا يتغيّر المعنى (أسألك ثوابا أفضل .. ) (هب لي ثوابا) (ارزقني) فهل يتغيّر الإعراب؟
لن يكون "ثوابا" إلاّ مفعولا به ثانيا , وأفضل صفة لثوابا
فلم تعاملنا مع هذا الفعل بهذه الطريقة العجيبة وكأنّ المسألة لغز من الألغاز؟
أين ذهبت أخي الكريم؟
الفاعل في "أعطني" هو الله
والفاعل في "أسألك" هو السائل
فأنت لم تختر مثالا مناسبا لتشرح به وجهة نظرك
بل لو جعلت ثوابا مفعولا به ثانيا
لكان كلام الأخ أبي الأسود أوقع، وهو جعل أفضل خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هو، ولكن يعيبه وجود التقدير
والمعنى يستقيم لو جعلنا ثوابا هي علة الإعطاء
ولكن لست واثقا أن ثوابا تعتبر مصدرا قلبيا
فالمفعول لأجله يشترط فيه أن يكون مصدرا قلبيا هو علة الفعل وفاعله نفس فاعل الفعل.
وكل الشروط منطبقة إلا "قلبيا" ففيها شك، وأرجح أنه قلبي لأنه بمعنى الإثابة.
وإذا لم نجعلها مفعولا لأجله فلا أراها مفعولا به
لأنني أرى أن يكون المطلوب شيئا عظيما يعني (أفضل ما ... )
ويمكن اجتماع مفعول أو أكثر مع مصدر
فأرى المصدرية وجها جائزا (لأن أعطني بمعنى أثِبني)
ثمّ ليتكم تقنعوني كيف صارت " مثوبة " مفعولا مطلقا وهي وصف على صيغة اسم المفعول أليس المفعول المطلق مصدرا؟
عدت إلى لسان العرب فوجدته يقول:
(والثَّوابُ جَزاءُ الطاعةِ وكذلك المَثُوبةُ قال اللّه تعالى "لَمَثُوبةٌ مِن عندِ اللّهِ خَيْرٌ")
ولم يجعلها مصدرا لـ "ثاب"
(ثابَ الرَّجُلُ يَثُوبُ ثَوْباً وثَوَباناً رجَع بعد ذَهابه ويقال ثابَ فلان إِلى اللّه وتابَ بالثاء والتاء أَي عادَ ورجعَ إِلى طاعته)
وعلى هذا المعنى لا تتعلق بالفعل في "بمثوبته"
بل تتعلق بالفعل تعطي
ولكن مفعولات الفعل "تعطي" قد تمَّت لوجوب الضمير المقدر
فهل نائب مفعول مطلق للفعل "تعطي"
أو نجعلها تمييزا للضمير المحذوف الذي أعربناه مفعولا به أول
أنا لا أدعي أنني حسمت الموضوع
وأطلب التأييد أو الاعتراض
ـ[المهندس]ــــــــ[07 - 01 - 2008, 09:15 م]ـ
السلام عليكم: أخي المهندس: لماذا كان غير فصيح؟ لقد بحثت إليكترونيا عنها فرأيت نتيجة مذهلة: مئات المرات وردت في أمهات الكتب ومنها كتب النحو الكبرى.
وعليك السلام ورحمة الله
وأنا أيضا في عجب مثلك
فقد قرأت ذلك في مغني اللبيب:
(حرف الغين المعجمة
غير: اسم ملازم للإضافة في المعنى، ويجوز أن يُقطع عنها لفظاً إن فهم المعنى وتقدمت عليها كلمة ليس، وقولهم لا غير لحن ويقال قبضتُ عشرةً ليسَ غيرُها برفع غير على حذف الخبر، أي مقبوضاً، وبنصبها على إضمار الاسم، أي ليس المقبوضُ غيرها وليسَ غيرَ بالفتح من غير تنوين على إضمار الاسم أيضاً وحذف المضاف إليه لفظاً ونية ثبوته كقراءة بعضهم (للهِ الأمرُ منْ قبلِ ومنْ بعدِ) بالكسر من غير تنوين، أي من قبلَ الغَلَب ومن بعده، وليسَ غيرُ بالضم من غير تنوين، فقال المبرد والمتأخرون: إنها ضمة بناء، لا إعراب، وإن غير شبهت بالغايات كقبلُ وبعد؛ فعلى هذا يحتمل أن يكون اسماً وأن يكون خبراً، وقال الأخفش: ضمة إعراب لا بناء؛ لأنه ليس باسم زمان كقبل وبعد ولا مكان كفوق وتحت، وإنما هو بمنزلة كل وبعض؛ وعلى هذا فهو الاسم، وحذف الخبر، وقال ابن خروف: يحتمل الوجهين، وليس غيراً بالفتح والتنوين، وليس غيرٌ بالضم والتنوين، وعليهما فالحركة إعرابية؛ لأن التنوين إما للتمكين فلا يلحق إلا المعربات، وإما للتعويض، فكأنّ المضاف إليه مذكور.)
ثم وجدت ابن هشام نفسه استخدم هذا التعبير عدة مرات، وفي نفس الكتاب!
فهل أخطأتُ في فهمه؟ أم كيف يقول إنها لحن ويستعملها؟
ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[07 - 01 - 2008, 10:46 م]ـ
حسنا
بارك الله فيكما
أعدت النظر مرّة أخرى فاستوعبت ما توجّهتما إليه , وأراه مقبولا
إلاّ أن تكون مثوبة مفعولا مطلقا فما استسغتها
فأرى والله أعلم أن تكون بدلا من المفعول به الثاني (أفضل ما تعطي مثابا)
والتقدير: اللهم أعطني - ثوابا بما عملته - مثوبة ما أعظمها.
بإحلال البدل محل المبدل منه
فما رأيكم دام فضلكم
تحيّاتي
¥