ـ[حازم إبراهيم]ــــــــ[14 - 01 - 2008, 03:22 م]ـ
الأستاذ الفاضل
أقدم لك مع القهوة طبق حلوى فلا تحلو القهوة إلا به.
فإليك طبقي استشارة نحوية لذيذة-إن جاز الوصف- وبالهناء والعافية.
قيل في النحو:
النحو يبسط من لسان الألكن ... والمرء تكرمه إذا لم يلحن.
وإذا طلبت من العلوم أجلها ... فأجلها منها مُقيم الألسن.
كان هذا منذ زمن لكن واقع أمتنا الآن لا يقدّر للنحو تلك المكانة التي يستحقها بل ولا يوليه ذلك الاهتمام المفروض على كل فرد فينا؛ وما ذاك لقصور في النحو بل لعيوب فينا؛ أبعدتنا عنه كثيرا فافتقدناه في غالب أمرنا وعولنا عليه في القليل القليل
فنشأت أجيال مزهوة ببريق خادع، مغترّة بزيف ضائع، لا تقدّر للنحو قدرة ولا تهتم به وتعده من هوامش الأمور وتوافهها بل وترى رجعيته وابتعاده عن واقع الحياة ومتطلباتها.
ونحن هنا قد عقدنا العزم على الإصلاح، وأنتم إضافة لهذا على احتكاك أكثر بالناشئة وعلى علم بمدى صعوبة إقناع من أعرض بوجهه صفحا؛ لذا نود بعض الاقتراحات التطبيقية والوسائل المُجدية في سبيل النهوض بجيل واعٍ لأهمية النحو محبٍ له متفانٍ فيه.
كلامك صحيح، ولا أرى سببا حقيقيا لذلك التردي الذي أصاب لغتنا العربية، ولا غرو فلقد فقدنا هويتنا مذ تخلينا عن أصولنا العربية ورحنا نلهث وراء زيف الغرب الخادع، وقد تأثرت اللغة هي الأخرى بهزائمنا النفسية، ولا بد أن نعي حقيقة مهمة، وهي أنَّ الأمة العربية لم تشهد حضارة حقيقة إلا بعد ظهور الإسلام، فعاش العرب أزهى عصورهم العلمية انطلاقا من عملهم المخلص ويقينهم بالله، فعاشوا أزهى عصورهم، وانتظمت الحضارة كافة فروع الحياة وكان منها اللغة العربية، فلقد كان العرب قبلة العلم والعلماء ومريدي العلم من شتى البقاع، أماَ وقد تخلينا عن بعض مبادئنا، فما حصدنا إلا الضعف والهوان على غيرنا، ولا عجب فقد هُنَّا على أنفسنا فكيف تُكتب لنا العزة؟؟
والنحو شأنه شأن العلوم الأخرى يتأثر كما تتأثر، وتخيلي لو أننا أمة قوية تبسط نفوذها، علميا، أو أخلاقيا، أو حتى اقتصاديا، ساعتها أقول لك أننا سُدنا العالم، فالثقافة الأقوى هي تتبع الدول الأقوى.
أما عن أسباب التردي فنحن فقط المسؤولون عنه، والغريب أن الأمة تسيرِّها اتجاهات هلامية غير محددة المعالم، وقد وُسِّد الأمر إلى غير أهله، فلا تجدين طالبا إلا وهو يسخر من حال الأمة ضاربا كل تاريخها عرض الحائط، فهو يرى منهجا تعليميا غريبا، وكأنه ترجمة لثقافة مجهولة، فموضوعات النحو مثلا تجدينها موزعة بشكل غريب لا يخدم الطالب، كما إنها لا توظف بأي حال، وهي مجرد حشو يُفرغه الطالب في ورقة الأسئلة، لكن الحلول يجب أن تبدأ بإذكاء تقدير الذات العربية لدى الطالب ليعتز بنفسه أولا حتى يقبل ثقافة وطنه، ثم تعليم النحو العربي بطريقة الممارسة، ابتداء بالسهل، حيث يمتد المنهج الدراسي بصورة تتابعية تراكمية، فمثلا تدريس الجملة مثلا يجب أن يستمر مع الطالب في كل سني تعليمه، ولكن مع إضافات تناسب السن، وإذا درس الطالب الاستثناء فيمكن أن نبدأ معه من الصف الأول الابتدائي بما يناسب الفترة، ثم يدرسه نفسه في المراحل المتتالية بتكثيف أكثر حتى التعليم الثانوي ليصل إلى قمة القاعدة، بمعنى أن توزع القاعدة النحوية على كل مراحل الدراسة بلا انقطاع، وما نراه الآن يخالف ذلك، فتجدنا ندرس المبتدأ والخبر، وفي المرحلة التالية ندرس الفاعل، وهكذا يدرس الطالب في كل سنة قاعدة جديدة، وكأننا نقول له بلسان الحال: انس ما مضى واعرف الجديد، وكأننا ننفخ في قربة ..........
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[16 - 01 - 2008, 08:17 م]ـ
هل للمضيف من سؤال؟!:)
إن كان كذلك فأرجو منك تعقيبا على ما ورد في موضوع أخينا ضاد
هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=28236) مع التحية المباركة
ـ[حازم إبراهيم]ــــــــ[17 - 01 - 2008, 12:08 ص]ـ
هل للمضيف من سؤال؟!:)
إن كان كذلك فأرجو منك تعقيبا على ما ورد في موضوع أخينا ضاد
هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=28236) مع التحية المباركة
حياك الله أخي المغربي العزيز، على الرحب والسعة.
ـ[ريتال]ــــــــ[17 - 01 - 2008, 12:41 م]ـ
تبارك الله أستاذنا تفاعل الإخوة ينم عن أستاذيتك
ولي سؤال باعتبارك فارسا من فرسان أشارك في الإعراب، كيف ترى تفاعل المعربين مع مسائل الإعراب؟
وهل من توجيه بهذا الخصوص؟
وما آليتك عند تناولك لبيت أو سياق تناولا إعرابيا؟
دمت أستاذا
ـ[محمد سعد]ــــــــ[17 - 01 - 2008, 01:49 م]ـ
مرحبا بك أخي العزيز، وأحمد الله أنْ أتاح لي فرصة الحديث معك، لكني لم أسمع بظاهرة النحو القرآني، أو ربما أعرفها بمصطلح آخر، فهل ضربت لي مثالا لأتمكن من الرد.
أخي الحبيب حازم: تحية طيبة وبعد: كنت أتسائل عن تجديدات إبراهيم مصطفي النحو، وأما الحديث عن النحو القرآني فهناك من يقول نطبق المسائل النحوية الموجودة في القرآن وحده، ومنهم من كتب في هذا الموضوع.
¥