ـ[أبو تمام]ــــــــ[25 - 01 - 2008, 03:53 ص]ـ
أخي الكريم أبا حازم - حفظك الله- كلام واضح، ولكن لا يشترط أخي الكريم أن يكون الفعل متعديا بنفسه.
فالتعدية - ولا أظنك تجهلها- تعني تعدية الفعل إلى مفعوله، سواء أتعدى بنفسه أم بحرف جر، فالمنصوب مفعول به، والمجرور محّله محل المفعول به في الأصل قبل أن يجر، إلا أنّ السماع ألزم تعدية الفعل إلى المفعول بحرف الجر.
يقول سيبويه - رحمه الله:" يقول سيبويه - رحمه الله:" كما أنك إذا قلت: مررت بزيد فكأنك قلت: مررت زيداً ".
قال أبو الفتح - رحمه الله في سر صناعة الإعراب:" لهذا قال سيبويه: إنك إذا قلت مررت بزيد فكأنك قلت (مررت زيدا).
يريد بذلك أنه لولا الباء الجارة لانتصب زيد، وعلى ذلك أجازوا مررت بزيد الظريف بنصب الظريف على موضع بزيد ".
يقول الرضي - رحمه الله-:" وإذا تعدى بحرف الجر، فالجار والمجرور في محل النصب على المفعول به، ولهذا قد يعطف على الموضع بالنصب ".
والذي يدلك على المحل أنّ الاسم الذي انشغل الفعل بعده بضميره نحو (زيدا مررت به) نُصب، ولو قدّروا اللفظ لجرّوا (زيدا) بفعل من لفظ الفعل (مررت) لذا قدّروا فعلا بمعنى مررت يتعدى بنفسه وهو (جاوزت)، وهذا كلّه من أجل علمهم أنّ محل (زيدا) في مررت بزيد النصب، وإن لم يُسمع، لأن الفعل لا يتعدي إليه إلا بحرف.
يقول ابن يعيش - رحمه الله:" واعلم أن حرف الجر إذا دخل على الاسم المجرور، فيكون موضع الحرف الجار والاسم المجرور نصباً بالفعل المتقدِّم، يدل على ذلك أمران، أحدهما: أن عبرة الفعل المتعدي بحرف الجر عبرة ما يتعدى بنفسه، إذا كان في معناه، ألا ترى أن قولك" "مررت بزيد"، معناه كمعنى "جزت زيداً"، و"انصرفت عن خالد"، كقولك: "جاوزت خالداً".
والذي يدلك على المحل أيضا مسألة نزع الخافض، فمتى ما حذف حرف الجر في الفعل المتعدي بواسطته نُصب المجرور، وأُعيد إلى أصله في النصب، وسُميّ منصوبا على نزع الخافض، ولو لم يراع أصله لما نُصب.
والله أعلم
ـ[راكان العنزي]ــــــــ[25 - 01 - 2008, 11:14 م]ـ
حسنا لو كان الباء زائدة هل يجوز العطف
ـ[أبو تمام]ــــــــ[25 - 01 - 2008, 11:56 م]ـ
جائز نحو:
معاوي إننا بشر فأسجح ... فلسنا بالجبال ولا الحديدا
ـ[راكان العنزي]ــــــــ[26 - 01 - 2008, 12:06 ص]ـ
بارك الله فيك
ولكني قرأت في كتاب عن ابن جني لفاضل السامرائي
قال لم يجزها ألا أبن جني
ـ[أبو تمام]ــــــــ[26 - 01 - 2008, 12:45 ص]ـ
وفيك أخي الكريم
كلامه غير صحيح، فقد أجازه سيبويه - رحمه الله- يقول:"جائز عند سيبويه - رحمه الله - يقول:" باب: ما يجري على الموضع لا على الاسم الذي قبله:-
وذلك قولك: ليس زيد بجبان ولا بخيلاً، وما زيد بأخيك ولا صاحبَك. والوجه فيه الجر لأنك تريد أن تشرك بين الخبرين، وليس ينقض إجراؤه عليه المعنى. وأن يكون آخره على أوله أولى، ليكون حالهما في الباء سواءً كحالهما في غير الباء، مع قربه منه".
ولا شك أن الجر هو الوجه عنده ولا يمنع ذلك من جواز النصب "وليس ينقض إجراؤه عليه المعنى".
وأبو العباس - رحمه الله- في مقتضبه كذلك، والرضي، وابن عصفور، وابن هشام وغيرهم كثير.
ولا أعلم من خالف في هذه المسألة - إن كان هناك أحد-.
لأن العطف على الموضع كثير في كلامهم، وهو متوزع في أبواب كثيرة في النحو، كالنواسخ، والمنادى.
أما حرف الجر الأصلي فالظاهر جوازه على ما بيّنا.
والله أعلم