* ومن ذلك (غير) في قوله تعالى: [ما لكم من اله غيره] [24] قرء برفع (غير) على أنها صفة لـ (اله) تابعة لمحله وهو الرفع لأن (ما) عاملة عمل (ليس) و (لكم) خبر مقدم و (من) حرف جر زائد و (اله) أسمها. وبالنصب [25] على الاستثناء من (اله). وبالجر [26] على أنه صفة لـ (اله) تابع للفظ، ذكر ذلك بعض النحويين.
* ومن ذلك (غير) في قوله تعالى: [غير المغضوب عليهم] [27] يجوز جر [28] (غير) على أنها صفة [29] (الذين) وقد أشكل على هذا الوجه أبو البقاء [30] حيث قال: إن (الذين) معرفة و (غير) نكرة ولا يجوز أن توصف المعرفة بالنكرة [31]. وأجاب عن ذلك: أن (غير) إذا وقعت بين متضادين وكانا معرفتين تعرفت بالإضافة كقولك (عجبت من الحركة من غير السكون) والأمر هكذا ههنا لأن المنعم عليه والمغضوب عليه متضادان. ويجوز نصبها [32] على أنها حال من الضمير في (عليهم) والعامل فيها (أنعمت). ويجوز رفعها على جعلها خبر لمبتدأ محذوف تقديره (هم غير المغضوب عليهم). ولكن قرء بالوجهين الأولَيْن ولم يقرء بالوجه الأخير.
* ومن ذلك (الكذب) في قوله تعالى: [وَلا تَقُولوا لِمَا تَصِفُ ألسِنَتُكُم الكَذِبَ] [33] قرء [34] بفتح [35] (الكذب) ووجهه أنه مفعول (تقولوا) أو أنه بدل من الضمير المستتر في (تصف) العائد إلى (ما) أي: لما تصفه ألسنتكم الكذب. وقرء [36] بالجر على أنه بدل من (ما). وقرء [37] بالرفع على أنه صفة لـ (ألسنتكم). وفي قراءة الرفع ضم الكاف والذال على أنه جمع (كذوب) أو (كاذب) وإن أردت تحقيق المقام فراجع الكشاف [38].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
[21] سورة يوسف، آية: (105).
[22] وهي قراءة عكرمة - عمرو بن فائد - عبد اللّه بن مسعود.
[23] وهي قراءة السدى.
[24] سورة هود، آية: (50).
[25] وهي قراءة غير منسوبة لواحدٍ من القراء.
[26] وهي قراءة الكسائي - أبو جعفر -.
[27] سورة الفاتحة، آية: (7).
[28] وهي قراءة عاصم.
[29] أو بدل من (الذين)، أو بدل من الضمير في (عليهم).
[30] أبو البقاء: محب الدين عبد اللّه بن أبي عبد اللّه الحسين بن أبي البقاء العكبري ولد سنة (538 هـ) وتفي سنة (616 هـ).
[31] إملاء ما من به الرحمن في باب اعراب سورة الفاتحة.
[32] وهي قراءة ابن كثير - عمر بن الخطاب - ابن مسعود - أبي بن كعب - علي بن أبي طالب - عبد اللّه بن الزبير.
[33] سورة النحل، آية: (116).
[34] وهي قراءة المصحف.
[35] الأولى أن يعبر (النصب) لأن الفتح من ألقاب البناء.
[36] وهي قراءة الحسن - ابن يعمر - طلحة - الأعرج - ابن أبي إسحاق.
[37] وهي قراءة مسلمة بن محارب - يعقوب.
[38] قال صاحب الكشاف: (وقريء "الكذب" جمع كذوب بالرفع صفة للألسنة، وبالنصب على الشتم أو بمعنى الكلم الكواذب، أو هو جمع الكذاب من قولك كذب كذبا ذكره ابن جني).
ـ[بثينة]ــــــــ[04 - 02 - 2008, 03:56 ص]ـ
:::
السلام عليكم
دكتور _و الله_ ما شاء الله.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[05 - 02 - 2008, 12:41 ص]ـ
ومن ذلك (حور) في قوله تعالى: [وحور عين] [39] فأنه قرء [40] برفع (حور) ووجهه أنه مبتدأ خبره محذوف تقديره (لهم حور عين) أو أنه عطف على (ولدان) [41]. وقرء بنصبه [42] ووجهه أنه مفعول لفعل محذوف تقديره (تعطون حوراً عين). وبالجر [43] عطفاً على (جنات) وقيل عطفاً على (أكواب) لفظاً لا معنى.
ومن ذلك (يفعل) في قولهم (لا ينهين أحدكم عن أمرٍ ثم يفعله) يجوز رفع (يفعل) على أنه خبر لمبتدأ محذوف والتقدير: (هو يفعل). ونصبه على أن (ثم) أُعطيت حكم واو المعية في نصب المضارع بعدها بـ (أن) مضمرة، قال ابن مالك [44]: (إن "ثم" قد تعطى حكم واو الجمع بعد الطلب) [45]. أي: قد تعطى (ثم) حكم (واو المعية) بعد الطلب في نصب المضارع بعدها بـ (أن) مضمرة. وجزمه على أنَّ (يفعل) معطوف على (ينهين) محلاً وذلك لأن (ينهين) مبني لفظاً على الفتح لاتصاله بنون التوكيد ومجزوم محلاً لاتصاله بـ (لا) الناهية.
ومن ذلك (غدوة) في قولهم (لدن غدوة أتى زيد) [46] يجوز رفع غدوة على إضمار (كان) التامة والتقدير (لدن كان غدوة). والنصب على التمييز لأن (لدن) ههنا اسم مبهم فيصح تمييزه بـ (غدوة). والجر على أن (لدن) مضاف إلى (غدوة).
تنبيه: (لدن) في هذا كله ظرف زمان.
¥