تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومن ذلك قوله عز من قائل [كانُوا قَليلاً مِنَ الليل ما يَهْجعون] [107] (الواو) اسم كان، و (قليلا) نعت لظرف متعلق بـ (يهجعون) أي: وقتاً قليلاً ثم حذف (وقتاً) وأُنيب عنه (قليلاً). ويمكن أن يكون (قليل) نعتاً لمفعول مطلق أي: هجوعاً قليلاً ثم حذف وأنيب صفته عنه و (ما) زائدة، و (يهجعون) خبر كان. وزعم أبو البقا [108] (أن بعض النحويين زعم أن (ما) نافية وأشكل عليه بأن نفي (ما) لا يتقدم عليه ما هو في حيّزه فلو كانت (ما) نافية لما صح تقديم (قليل) عليها. ويمكن أن تكون (ما) مصدرية وعلى هذا فـ (قليل) خبر كان والمصدر المنسبك منها ومن الفعل فاعل (قليل) والمعنى: قليل من الليل هجوعهم و (من الليل) متعلق بـ (قليل).

ومن ذلك ما سألني بعض الأفاضل وهو (ما هو الوصف الصريح الداخلة (أل) عليه، على القول بأنها اسم موصول؟) فأجبته:

انه ليس له محل من الإعراب لوقوعه صلة كما أن الجملة لم يكن لها محل من الإعراب إذا وقعت صلة، ولكن لما كانت (ال) على صورة الحرف نقل إعرابها إليه ولأنه مع (ال) كالكلمة الواحدة لفظاً وصورة. وعلى كل فالاعراب في الوصف بطريق العارية. فاستحسنَ الجوابَ مني.

ومن ذلك قولهم (ضربته كائناً ما كان) [109]، إعرابه:

(كائناً) اسم فاعل مأخوذ من (كان) الناقصة منصوب على أنه حال من مفعول (ضربته)، والضمير المستتر فيه العائد للمفعول أسمه، و (ما) اسم موصول خبره، و (كان) تامة وفاعلها ضمير مستتر عائد لـ (ما) لأنها صلتها.

ومن ذلك قول الحكماء (هذا الأمر متوقفة معرفته على معرفة كل فرد من أجزائه). إعرابه:

(هذا) مبتدأ، و (الأمر) عطف بيان أو بدل من اسم الإشارة. و (متوقفة) خبر مضاف إلى (معرفة)، و (الهاء) في معرفته مضاف إليها، و (على معرفة كل) متعلق بـ (متوقفة)، و (كل) مضافة إلى (فرد) الأول، و (الفرد) الثاني صفة للأول لتأوله بـ (منفرد)، و (من) بيانية، و (أجزائه) مجرور بـ (من) والجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة ثانية لـ (الفرد) الأول. والتقدير: ثابت من أجزائه.

ومن ذلك قولهم (هو كذا لغة أو اصطلاحاً) [110]، اعرابه:

(هو) مبتدأ، و (كذا) خبره. و (لغة) في موضع الحال من المبتدأ على تقدير مضافين والمعنى: موضوع أهل اللغة ثم حذف المضافان وأُنيب الثالث أعني (لغة) عنهما على حد (فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أثَرِ الرّسولِ) [111].

تنبيهان:

الأول: إن العامل بالحال مع صاحبها محذوف. والأصل: تفسيره كذا لغة ثم حذف المضاف الذي هو عامل بالحال مع صاحبها اعني (تفسير) فانفصل الضمير.

الثاني: إن هذا الحال قبل حذف المضافين معرفة ولكن التزم فيها التنكير بعد حذفهما لأنها نائبة عما هو الحال في الحقيقة.

و (اصطلاحاً) عطفاً على لغة. وفي إعرابه وجوه هذا أصحها.

ومن ذلك ما سألني والدي (أيده اللّه) عنه وهو إعراب قولهم (إنا كما نقطع بوجود عمرو كذلك نقطع بوجود زيد). فأجبته فلم يستحسن مني الجواب، وأجاب هو بجواب مختصر مفاده:

(إن "كما" متعلق بـ "نقطع" الثانية، و"كذلك" بدل من "كما" وجملة "نقطع" خبر لـ "إنّا"). والأولى أن يجاب عنه هكذا:

(إنّا) عبارة عن (إنّ) المشبهة وأسمها هو (نا). و (الكاف) حرف جر، و (ما) مصدرية سبكت مع (نقطع) بمصدر معمولاً لـ (الكاف) والجار والمجرور متعلق بمحذوف تقديره (كائن) صفة لمصدر محذوف وهو (قطعاً) أي: قطعاً كائناً كقطعنا بوجود عمرو، و (كذلك) توكيد لـ (كما نقطع بوجود عمرو) لأن ذلك إشارة إلى القطع بوجود عمرو فتكون توكيداً لفظياً لأنه كرر المؤكد بذكر مرادفه، وأما (نقطع) الثانية فخبر لـ (إنّ) المشبه والمعنى: إنّا نقطع بوجود زيد قطعاً كائناً كقطعنا بوجود عمرو كذلك.

ومن ذلك قول المصنفين (وليس هذا كما زعمه فلان جائزاً) إعرابه:

إن (كما) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لـ (ليس) تقديره: كائن. و (جائزاً) خبر ثانٍ.

ومن ذلك (عجزوا عن آخرهم).

قال السيد الشريف [112] (إن (عن آخرهم) جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لمصدر محذوف. والتقدير: عجزوا عجزاً صادراً عن آخرهم. وهو عبارة عن الشمول فإن العجز إذا صدر عن الآخر فقد صدر عن الأول.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير