[سؤال عن حرف الجر (على)]
ـ[سبير*]ــــــــ[17 - 01 - 2010, 11:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدى سؤال عن حرف الجر على , يأتى حرف الجر على يفيد معنى الظرفية بمعنى فوق.
السؤال هل يفيد هذا الحرف البينونة (عدم الإلتصاق) أم يفيد الإلتصاق فقط؟؟ أم قد يفيدهما معا؟!
أرجو التوضيح , وجزيتم خيرا:)
ـ[مهاجر]ــــــــ[18 - 01 - 2010, 02:48 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وجزيت خيرا أيها الكريم.
ذكر بعض الفضلاء المعاصرين عندنا في مصر في أولى حلقات سلسلة يقدمها تحت عنوان: "أصول الفهم" في بعض الفضائيات:
أن الفوقية تستلزم مطلق العلو دون تقييد بملامسة أو عدمها، فذلك معنى زائد على دلالتها الوضعية، وضرب مثلا بقوله: القلم فوق اليد، مع وضع القلم ملامسا لليد، فيصح هنا الجمع بين الفوقية والملامسة في نفس الوقت، ثم ضرب مثلا آخر بنفس الجملة مع رفع القلم عن اليد بمسافة فيصدق عليه أيضا أنه فوق اليد ولا يصدق عليه أنه ملامس لها، وضرب مثلا أيضا بقولك: السماء فوق الأرض، أو السحاب فوق الأرض، فلا يلزم منه بل ينتفي القول بالملامسة، وهو المثل الذي ضربه ابن تيمية، رحمه الله، في الرسالة التدمرية في معرض نقد قول المتكلمين بأن استواء الله، عز وجل، فوق العرش على الوجه اللائق بجلاله يلزم منه أن العرش يقله، وهذا معنى باطل بداهة، وإنما وقع فيه من وقع لقياس استواء الرب، جل وعلا، على استواء المخلوق في عالم الشهادة: قياس تمثيل أو قياس شمول فإن المخلوق هو الذي يفتقر إلى ما تحته فمن جلس على عرش من عروش الدنيا صح القول بأنه يقله ويحده بأركانه، وليس ذلك بلازم لأن قياس الخالق، عز وجل، على المخلوق قياس فاسد إذ هو قياس غائب على شاهد فلم تدرك حقيقة استواء الغائب ابتداء، وإن أدرك الذهن معناها الكلي المطلق الذي لا يلزم منه تشبيه أو تمثيل بالمخلوق، لم تدرك تلك الحقيقة المغيبة لتقاس على حقيقة استواء الشاهد التي ندركها بأبصارنا.
والشاهد أنه: لا يلزم من الفوقية ملامسة أو عدمها، وإنما تثبت الملامسة وهي معنى زائد على مطلق الفوقية كما تقدم بقرينة زائدة كالقرينة البصرية مثلا، فلو قيل: الغطاء فوق النائم، فالقرينة البصرية وحتى العقلية تدل على أنه يلامس جسده إذ تلك وظيفة الغطاء فلا يتصور أنه قد علقه فوقه بلا ملامسة وإن كان ذلك جائزا عقلا ولكنه بعيد عادة.
والله أعلى وأعلم.
ـ[أحمد الصعيدي]ــــــــ[18 - 01 - 2010, 01:40 م]ـ
بارك الله فيك أخى مهاجر على هذا التوضيح الرائع جعله الله فى ميزان حسناتك
ـ[الكاتب1]ــــــــ[18 - 01 - 2010, 02:46 م]ـ
ما تفضل به أخونا " المهاجر " صحيح لانخالفه المعنى، ولكن أرى أن ما تفضل به يخص معنى " فوق " أمَّا الحرف " على " فهو بمعنى الاستعلاء
ويكون الاستعلاء على المجرور وهو الغالب نحو قوله تعالى: (وعليها وعلى الفلك تحملون) وقد يكون الاستعلاء على ما يقرب من المجرور (أي ليس المجرور نفسه) ويقصد به المجازي، نجد ذلك في قوله تعالى: (أو أجد على النار هدى) أي: على المكان الذي هو قريب من النار، هدى: أي هاديا أو ذا هدى أي: شخصا يهديني إلى الطريق.
وقد يكون الاستعلاء معنويا، نحو قوله تعالى: (ولهم عليَّ ذنب) فاستعلاء البعض على البعض معنوي لا حسي.
فإن كان على بالمعنى الحسي فلابد أن تقيد بالملامسة هذا حسب فهمي وأنتظر تصويبكم إن كنت حدت عن الصواب
والله أعلم.