ـ[علي المعشي]ــــــــ[30 - 10 - 2010, 09:58 م]ـ
في درس النكرة والمعرفة قال الصبان: في ترتيب (العلم) وأعرفه علم المكان ثم علم الآدمي ثم علم غيره من الحيوانات ..
وقال الخضري: أعرفه العلم الشخصي كما في التسهيل. أما الجنسي، فالظاهر أنه دون الجميع ...
وقال عباس حسن في النحو الوافي: العلم الشخصي ثم العلم بالغلبة ..
السؤال: كما ترى أن الآراء متضاربه في أعلى مراتب العلم, فما التحقيق في ذلك, وقول الخضري: (دون الجميع) هل يعني أنه دون المعارف السبعة؟
ليست متضاربة أخي الكريم، بل ثلاثة الأقوال متفقة في أن العلم الشخصي هو أعلى مراتب العلم، ولو دققت في كلام الصبان (وأعرفه علم المكان ثم علم الآدمي ثم علم غيره من الحيوانات) لوجدت أن كل ما ذكره هو أنواعٌ تندرج تحت العلم الشخصي، وهو ما جعله الخضري وعباس حسن في المرتبة الأولى، بمعنى أن الصبان قد جعل العلم الشخصي في المرتبة الأولى ولكنه قسم المرتبة الأولى إلى درجات، فجعل علم المكان نحو دمشق وصنعاء ... إلخ في الدرجة الأولى لأن الأمكنة والبلدان ثابتة طويلة المكث، والاهتداء إليها أسهل من الاهتداء إلى المتحرك كالإنسان والحيوان، ثم جعل الإنسان في الدرجة الثانية، وما تبقى من العلم الشخصي في الدرجة الثالثة، بينما اكتفى الخضري وعباس حسن بالقول إن العلم الشخصي في المرتبة الأولى دون الإشارة إلى درجات هذه المرتبة الأولى.
هذا مع ملاحظة أن الصبان اكتفى بذكر أعلى المراتب أي المرتبة الأولى فقط (العلم الشخصي) مع تفصيل درجاته ولم يتكلم على النوعين الآخرين من العلم، ولو أنه تكلم على العلم بالغلبة والعلم الجنسي لقال ثم العلم بالغلبة ثم العلم الجنسي، وأما الخضري فقد اكتفى بذكر المرتبة الأولى (العلم الشخصي) والمرتبة الأخيرة (العلم الجنسي) ولو ذكر المرتبة الوسطى لقال العلم بالغلبة، وأما عباس حسن فقد ذكر ثلاث المراتب كما رأيت، وبهذا يتضح الاتفاق على أن العلم الشخصي في صدر الترتيب.
وأما قول الخضري (أما الجنسي، فالظاهر أنه دون الجميع) فيريد أن العلم الجنسي دون أنواع المعارف كلها، ويلزم من ذلك أن يكون أدنى مراتب العلم حينما يكون الكلام على مراتب العلم فقط.
أخيرا أود الإشارة إلى أن العلم بالغلبة لم يكن في أصل الوضع علما وإنما هو نوع من المعارف الأخرى كأن يكون معرفا بالإضافة نحو (ابن عباس، ابن جني) أو معرفا بأل نحو (المدينة، الكتاب) أعني المدينة المنورة وكتاب سيبويه، فهذه الأسماء في مبدئها ليست أعلاما ولكن اشتهر استعمالها لأصحابها حتى غلبت والتصقت بهم فصارت بمنزلة العلم فإذا قيل (ابن عباس) فهو عبدالله ابن عباس وإذا قيل في ميدان النحو واللغة (الكتاب) فهو كتاب سيبويه، ومثل ذلك، ابن مسعود، ابن كثير، الحرَم، المسعى، القبلة ... إلخ، وأما العلم الجنسي فقد تكلمنا عليه بالتفصيل في موضوع سابق، والعلم الشخصي واضح.
السؤال الرابع:
قال الصبان: في المحلى بـ (أل) وأعرفه ما للعهد ثم ما للاستغراق ثم ما للجنس. فإن قلت مدار التعريف والتنكير على المعنى وقد شاع أن المعرف بلام الجنس نكرة معنى وإن كان معرفة لفظاً. قلت التحقيق أنه معرفة معنى أيضاً, أرجو تشرح لي كلامه بضرب الأمثلة؟
لأل الحرفية ثلاثة أنواع:
أ) أل العهدية، وهي التي تدخل على شيء معهود كأن تقول لابنك (أحضر لي الجهاز من السيارة) فهو سيذهب إلى السيارة التي يعهدها ويعرفها (سيارتك) ثم يحضر لك الجهاز الذي يعهده أيضا، وعليه تكون أل الداخلة على الجهاز والسيارة هي أل العهدية، وهي أولى مراتب أل من حيث التعريف.
ب) أل الاستغراقية، وهي الدالة على الاستغراق والاستغراق نوعان:
* استغراق حقيقي، ويكون فيما له أفراد نحو الإنسان في (إنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ) فأل قد استغرقت جميع أفراد الجنس بدليل أنك لو حذفت كلمة ال ووضعت مكانها (كل) فإنه يستقيم الكلام، كأنك قلت: إن كل إنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا.
* استغراق مجازي، ويكون فيما لا يراد منه استغراق الجنس على الحقيقة وإنما هو على سبيل المبالغة نحو (أنت الرجل حزما) كأنك جعلت فيه صفات كل رجلٍ حازم، على سبيل المبالغة. وأل الاستغراقية هذه بنوعيها تأتي في المرتبة الثانية من مراتب أل من حيث التعريف.
ج) أل الجنسية: وهي التي تدل على حقيقة الجنس ولا يلزم أن تستغرقه كله نحو قولك (أنا أشرب الحليب في الصباح) فأنت لا تقصد أنك تشرب كل حليبٍ في العالم، وإنما تقصد أنك تشرب شيئا معدودا من جنس الحليب، وأل الجنسية هذه في المرتبة الأخيرة عند من يرى المحلى بها معرفة، على أن بعضهم يرى مدخولها من النكرات لأنه من حيث المعنى نكرة كما تعلم.
تحياتي ومودتي.
ـ[محمد الغزالي]ــــــــ[30 - 10 - 2010, 10:00 م]ـ
ما شاء الله عليك أيها المعشي, كريم أنت والله, وأسأل الله ألا يحرمك الأجر والمثوبة فيما تعمل, ولكَ تجزيء أسئلتي فيما تراه مناسبًا مع وقتك وفراغك والله يرعاك ..
ولكن الأمر ليس على إطلاقه فإن أضيفت إلى نكرة كان العائد على المضاف إليه كما قال
هل يحضرك الآن اسم مرجع لأحد من المتقدمين ذكر ذلك ..
(إن أمكن) وإن لا فالأمر في سعة أستاذنا ..
¥