ـ[علي المعشي]ــــــــ[06 - 11 - 2010, 06:09 م]ـ
بارك الله فيك وفي جهودك الرائعة شيخنا الكريم, والله كل ما أملكه لك هو دعوة في ظهر الغيب ..
ولقد شرحتَ ووضحتَ وفهَّمتَ فما تركتَ شيئًا, لكن أردت فقط التأكد من الفقرتين التاليتين هل هما صحيحتان أم لك كلام عليها:
أولا: قال لي بعضهم: أن الصفة الجارية على من هي له هي أن يكون الخبر صفة لمبتدئه, فلو قلت: (زيد جالس) كان الخبر جالس جاريا على من هو له لأنه وقع صفة للمبتدأ (زيد) ولو قلت: (زيد فاطمة مكرمها) كان الخبر (مكرمها) جاريًا على غير من هو له لأنه جاء صفة لغير مبتدئه وهو (فاطمة).
ثانيًا: لو قلنا: زيد خالد ضاربهُ, لكان المثال صحيحًا, والضمير في ضاربه (خالد) لأنه أقرب مذكور, لكن إذا أردت أن يكون أن يكون الضارب هو (زيد) يجب إبراز الضمير فتقول: زيد خالد ضاربه هو.
ورحم الله والديك وأصلح ذريتك ..
نعم أخي الكريم، العبارتان صحيحتان، ولكن فيما يخص (زيد فاطمة مكرمها) لا أدري أفهمتَ هذه العبارة: (لأنه جاء صفة لغير مبتدئه وهو فاطمة) على الوجه المراد؟ فإن كنت فهمتها على أن الوصف (مكرمها) جاء صفة لفاطمة وهي غير مبتدئه فليس هذا المراد، لأن فاطمة هي مبتدؤه ولكنه ليس وصفا لها وإنما هو لزيد.
وإن كنت فهمتها على أن الوصف (مكرمها) جاء وصفا لزيد وهو غير مبتدئه ولم يجئ وصفا لمبتدئه فاطمه ففهمك صحيح وهو المراد.
تحياتي ومودتي.
ـ[محمد الغزالي]ــــــــ[11 - 11 - 2010, 08:47 م]ـ
أستاذي الكريم المعشي:
لقد رجعت إلى مغني اللبيب بالنسبة للفظة (كل) المضافة إلى النكرة أو المعرفة, فوجدت ما يلي:
واعلم أن لفظ (كلا) حكمه الافراد والتذكير، وأن معناها بحسب ما تضاف إليه، فإن كانت مضافة إلى منكر وجب مراعاة معناها، فلذلك جاء الضمير مفردا مذكرا في نحو (وكل شئ فعلوه في الزبر) (وكل إنسان الزمناه طائره) ومفردا مؤنثا في قوله تعالى (كل نفس بما كسبت رهينة) (كل نفس ذائقة الموت) ومثنى في قول الفرزدق: وكل رفيقي كل رحل - وإن هما * تعاطى القنا قوماهما - أخوان ومجموعا مذكرا في قوله تعالى: (كل حزب بما لديهم فرحون) وقول لبيد: وكل أناس سوف تدخل يينهم * دويهية تصفر منها الانامل
ومؤنثا في قول الآخر:
وكل مصيبات الزمان وجدتها * سوى فرقة الاحباب هينة الخطب ويروى: * وكل مصيبات تصيب فإنها * وعلى هذا فالبيت مما نحن فيه. وهذا الذى ذكرناه وجوب مراعاة المعنى مع النكرة - نص عليه ابن مالك، ورده أبو حيان بقول عنترة:
جادت عليه كل عين ثرة * فتركن كل حديقة كالدرهم فقال (تركن) ولم يقل تركت، فدل على جواز (كل رجل قائم، وقائمون) والذى يظهر لى خلاف قولهما، وأن المضافة إلى المفرد إن أريد نسبة الحكم إلى كل واحد وجب الافراد نحو (كل رجل يشبعه رغيف) أو إلى المجموع وجب الجمع كبيت عنترة، فإن المراد أن كل فرد من الاعين جاد، وأن مجموع الاعين تركن، وعلى هذا فتقول (جاد على كل محسن فأغناني)) أو (فأغنوني) بحسب المعنى الذى تريده. وربما جمع الضمير مع إرادة الحكم على كل واحد، كقوله:
من كل كوماء كثيرات الوبر *
وعليه أجاز ابن عصفور في قوله:
وما كل ذى لب بمؤتيك نصحه * وما كل مؤت نصحه بلبيب
أن يكون (مؤتيك) جمعا حذفت نونه للاضافة، ويحتمل ذلك قول فاطمة الخزاعية تبكى إخواتها: 329 - إخوتى لا تبعدوا أبدا * وبلى والله قد بعدوا كل ما حى وإن أمروا * وارد الحوض الذى وردوا وذلك في قولها (أمروا) فأما قولها (وردوا)) فالضمير لاخوتها، هذا إن حملت الحى على نقيض الميت وهو ظاهر، فإن حملته على مرادف القبيلة فالجمع في (أمروا) واجب مثله في (كل حزب بما لديهم فرحون) وليس من ذلك (وهمت كل أمة برسولهم لياخذوه) لان القرآن لا يخرج على الشاذ، وإنما الجمع باعتبار معنى الامة، ونظيره الجمع في قوله تعالى (أمة قائمة يتلون) ومثل ذلك قوله تعالى (وعلى كلا ضامر يأتين) فليس الضامر مفردا في المعنى لانه قسيم الجمع وهو (رجالا) بل هو اسم جمع كالجامل والباقر، أو صفة لجمع محذوف أي كل نوع ضامر ونظيره (ولا تكونوا أول كافر به) فإن (كافر) نعت لمحذوف مفرد لفظا مجموع معنى أي أول فريق كافر، ولو لا ذلك لم يقل (كافر) بالافراد. وأشكل من الآيتين قوله تعالى (وحفظا من كل شيطان مارد لا يسمعون) ولو ظفر بها أبو حيان لم يعدل إلى الاعتراض ببيت عنترة. والجواب
¥