تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

عنها أن جملة (لا يسمعون) مستأنفة أخبر بها عن حال المسترقين، لا صفة لكل شيطان، ولا حال منه، إذ لا معنى للحفظ من شيطان لا يسمع، وحينئذ فلا يلزم عود الضمير إلى كل، ولا إلى ما أضيفت إليه، وإنما هو عائد إلى الجمع المستفاد من الكلام. وإن كانت (كل) مضافة إلى معرفة فقالوا: يجوز مراعاة لفظها ومراعاة معناها، نحو (كلهم قائم، أو قائمون) وقد اجتمعتا في قوله تعالى (إن كل من في السموات والارض إلا آتى الرحمن عبدا، لقد أحصاهم وعدهم عدا، وكلهم آتيه يوم القيامة فردا) والصواب أن الضمير لا يعود إليها من خبرها إلا مفردا مذكرا على لفظها نحو (وكلهم آتيه يوم القيامة) الآية، وقوله تعالى فيما يحكيه عنه نبيه عليه الصلاة والسلام (يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته) الحديث وقوله عليه الصلاة والسلام (كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها) و (كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته) (وكلنا لك عبد) ومن ذلك (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤلا) وفى الآية حذف مضاف، وإضمار لما دل عليه المعنى لا اللفظ، أي أن كل أفعال هذه الجوارح كان المكلف مسؤلا عنه، وإنما قدرنا المضاف لان السؤال عن أفعال الحواس، لا عن أنفسها، وإنما لم يقدر ضمير (كان) راجعا لكل لئلا يخلو (مسؤلا) عن ضمير فيكون حينئذ مسندا إلى (عنه) كما توهم بعضهم، ويرده أن الفاعل ونائبه لا يتقدمان على عاملهما، وأما (لقد أحصاهم) فجملة أجيب بها القسم، وليست خبرا عن كل، وضميرها راجع لمن، لا لكل، ومن معناها الجمع فإن قطعت عن الاضافة لفظا، فقال أبو حيان: يجوز مراعاة اللفظ نحو (كل يعمل على شاكلته) (فكلا أخذنا بذنبه) ومراعاة المعنى نحو (وكل كانوا ظالمين) والصواب أن المقدر يكون مفردا نكرة، فيجب الافراد كما لو صرح بالمفرد، ويكون جمعا معرفا فيجب الجمع، وإن كانت المعرفة لو ذكرت لوجب الافراد، ولكن فعل ذلك تنبيها على حال المحذوف فيهما، فالاول نحو (كل يعمل على شاكلته) (كل آمن بالله) (كل قد علم صلاته وتسبيحه) إذ التقدير كل أحد، والثانى نحو (كل له قانتون) (كل في فلك يسبحون) (وكل أتوه داخرين) (وكل كانوا ظالمين) أي كلهم.

السؤال الأول: قوله: (إن كانت مضافة إلى منكر وجب مراعاة معناها) لم أفهم ذلك, فإن قلنا مثلا: كل رجل قائم, فلو راعينا لفظ المضاف إليه (رجل) لكان الضمير مفردا مذكرا, لكن كيف نراعي المعنى؟

السؤال الثاني: أرجو أن توضح لي ما خُط بالأحمر, وأرجو ألا يكون كثيرًا, وأسأل الله لك التوفيق؟

السؤال الثالث: أن تقول أن في آية (كل ضامر) أنه النون ترجع على (ضوامر) وهنا يقول أن (ضامر) اسم جمع, فكيف نجمع بين القولين؟

ـ[علي المعشي]ــــــــ[12 - 11 - 2010, 09:27 م]ـ

مرحبا بك أخي محمدا، والمعذرة عن التأخر!

السؤال الأول: قوله: (إن كانت مضافة إلى منكر وجب مراعاة معناها) لم أفهم ذلك, فإن قلنا مثلا: كل رجل قائم, فلو راعينا لفظ المضاف إليه (رجل) لكان الضمير مفردا مذكرا, لكن كيف نراعي المعنى؟

المقصود بمراعاة معناها في كلامه هو أن يراعى معناها حسب المضاف إليه النكرة فيعود الضمير بالإفراد إذا كان المضاف إليه مفردا، وبالتثنية إن كان مثنى ... وكذا فيما يخص الجمع والتذكير والتانيث، وفي مثالك (كل رجل قائمٌ) عاد الضمير بالإفراد والتذكير لأن المضاف إليه مفرد مذكر لفظا ومعنى وعليه لم تُهملْ مراعاة المعنى ما دمت قد راعيت معنى كل المأخوذ من إضافتها إلى المفرد المذكر، وتتضح مراعاة المعنى بصورة أفضل حال كون لفظ المضاف إليه مفردا ولكنه يضم عدة أفراد نحو (فريق، حزب، أمة، قبيلة، حيّ، وَفْد ... إلخ) فإذا أضيفت (كل) إلى واحد مما سبق وكان نكرة راعيت المعنى فأعدتَ الضمير بالجمع نحو (كل فريقٍ يستعدون للنزال) فأنت راعيت معنى (كل) على اعتبار إضافتها إلى (فريق) الذي يدل على عدد من الأفراد.

ويصح أن يعود الضمير بالإفراد (كل فريق يستعد للنزال) على أساس أنك راعيت معنى (كل) على اعتبار إضافتها إلى لفظ مفرد دون النظر إلى تضمن هذا المفرد الدلالة على الجمع.

السؤال الثالث: أن تقول أن في آية (كل ضامر) أنه النون ترجع على (ضوامر) وهنا يقول أن (ضامر) اسم جمع, فكيف نجمع بين القولين؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير