تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهذا هو القول الأول، أما أبو حيان فمراعاة المعنى عنده على صورتين فيجوز عنده مراعاة المعنى على النحو الذي عليه ابن مالك (كل رجل قائم) أي بمراعاة المعنى تبعا للمضاف إليه كما يرى ابن مالك، ويجوز مراعاة المعنى بالنظر إلى المعنى المفهوم من مجموع المضاف والمضاف إليه، أي أنه يجوِّز نحو (كل رجل قائمون) على اعتبار (كل رجل) بمعنى رجال، فأبو حيان يجوز مراعاة المعنى على هذين الاعتبارين مطلقا وهذا هو القول الثاني، أما ابن هشام فلا يرى الالتزام بقول ابن مالك على إطلاقه، ولا يرى قول أبي حيان بجواز الصورتين على سبيل الاختيار المطلق، وإنما قيد المسألة بنسبة الحكم فإن كان إلى كل فرد فالإفراد، وإن كان إلى المجموع فالجمع كما تقدم.

السؤال الثاني: ... لكن هل القول بأن (كل) المضافة إلى معرفة يجوز مراعاة لفظها ومعناها هو رأي ابن مالك وأبي حيان وباقي النحويين غير ابن هشام؟ ولو كان المضاف إليه النكرة مثنى, كيف تكون مراعاته عند ابن مالك, وأبو حيان, وابن هشام؟

نعم يرى بعض النحاة ومنهم ابن مالك وأبو حيان جواز مراعاة لفظ (كل) المضافة إلى المعرفة وجواز مراعاة معناها، أما ابن هشام فقد أوجب مراعاة لفظها فقط وأكثر الشواهد يؤيد رأيه هذا. وأما إن كانت كل مضافة إلى مثنى نكرة نحو (كل رجلين قائمان) فيتعين عند ابن مالك عود الضمير بالتثنية، وكذا الغالب عند سائر النحاة لأن التصريح بالتثنية أو الجمع مغن عن التأويل، وإنما كان خلافهم حال كون المضاف إليه مفردا على النحو الذي تقدم.

السؤال الثالث: عندما قال ابن هشام (كل المضافة إلى المفرد إن أريد نسبة الحكم إلى كل واحد وجب الافراد) لم يحدد المضاف إليه أهو نكرة أم معرفة, فهل يقصد أن الحكم الذي قاله يشمل النوعين؟

يقصد المضافة إلى النكرة فقط.

السؤال الرابع: ما معنى قول ابن هشام (والصواب أن الضمير لا يعود إليها من خبرها إلا مفردا مذكرا على لفظها نحو [وكلهم آتيه يوم القيامة])

المقصود أن كل المضافة إلى المعرفة لا ينظر إلى ما أضيفت إليه، وإنما يعتد بلفظها المفرد المذكر فيعود الضمير الذي في خبرها عليها مفردا مذكرا دائما كما في الشواهد التي استشهد بها ومنها الآية المذكورة.

وقوله: (وإن كانت المعرفة لو ذكرت لوجب الافراد، ولكن فعل ذلك تنبيها على حال المحذوف فيهما، فالاول نحو (كل يعمل على شاكلته) (كل آمن بالله) (كل قد علم صلاته وتسبيحه) إذ التقدير كل أحد، والثانى نحو (كل له قانتون).

هو يتكلم هنا على (كل) المقطوعة عن الإضافة فهو يرى أن المضاف إليه المحذوف إذا قدرته نكرة مفردا عاد الضمير بالإفراد نحو (كل يعمل على شاكلته) أي كل أحدٍ، وهذا ينطبق على النكرة المثنى والجمع إذ يعود الضمير مثنى أو مجموعا ولكنه لم يمثل لهما، أما إذا كان المضاف إليه المحذوف معرفة مجموعا عاد الضمير بالجمع نحو (كل له قانتون) أي كلهم له قانتون، ولعلك تلحظ الفرق بين المضاف إليه المعرفة المذكور والمحذوف عند ابن هشام إذ يجب العود بالإفراد حال الذكر سواء كان المضاف إليه مفردا أم كان مثنى أم كان جمعا، أما حال الحذف فإن الضمير يعود بالجمع إن كان المحذوف جمعا، وهنا يشير ابن هشام بقوله (وإن كانت المعرفة لو ذكرت لوجب الافراد) إلى أن حق الضمير أن يعود بالإفراد لو كان المضاف إليه مذكورا، وإنما عاد بالجمع حال الحذف ليدل مجيء ضمير الجمع على أن المحذوف مجموع، وما قيل في الجمع يقال في المثنى إلا أنه لم يمثل له.

تحياتي ومودتي.

ـ[محمد الغزالي]ــــــــ[15 - 11 - 2010, 04:48 م]ـ

بارك الله فيك أستاذنا المعشي, وأسأل الله لك في هذا اليوم الفضيل لك التوفيق في الدارين:

السؤال الأول: في المضاف إلى النكرة, هل فائدة الخلاف تظهر فقط في المفرد نحو: (رجل, طالب) وفي الجمع الذي لفظه لفظ المفرد مثل (حزب وفريق وما شابه ذلك) أما في الجمع الذي لفظه بلفظ الجمع أيضًا مثل (رجال) والمثنى مثل (رجلان) فلا يظهر فيهما الخلاف لأن المثنى والجمع لا بد من أن يعود الضمير بالمثنى أو الجمع, فتقول مثلا: كل رجال قائمون, ولا يجو أن تقول (قائم) وتقول: كل رجلان قائمان, ولا يجوز أن تقول: قائمان, هل هذا صحيح؟

السؤال الثاني: يقول ابن هشام: (إن أريد نسبة حكم إلى كل واحد وجب الإفراد) ففي المثال: جاد علي كل محسن فأغناني, الذي فهمته أن كل واحد أعطاه على حدة إلى أن يغتني, هذا الذي فهمته, لكن الدسوقي عندما علق على هذا المثال قال: (فأغناني) أي: إن كان فردا واحدًا دفع له ما يغنيه كمئة دينار ..

سؤالي: كيف يقول الذي أغناه واحدًا فقط!! ونسبة الحكم تعنى أن الجميع أغنوه ولكن كل واحد على حدة يعطيه, نرجو التوضيح؟

السؤال الثالث: في (كل) المضافة إلى معرفة يجوز مراعاة المعنى واللفظ, فتقول: كل الرجال قائم, وكل الرجال قائمون ..

السؤال: لو راعينا المعنى لقلنا: كل الرجال قائمون, لأن معنى (كل) بحسب ما تضاف إليه, والمضاف إليه جمعا فعاد الضمير بالجمع, لكن مراعاة اللفظ هل لأن (كل) لفظ مفرد دون النظر إلى أنه جمع؟

السؤال الرابع: هل (كل) المضافة إلى معرفة تضاف للمثنى والجمع فقط دون المفرد؟

السؤال الخامس: كان الحديث في المسائل السابقة عن (كل) فهل (جميع) مثلها تماما؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير