ـ[أبو طارق]ــــــــ[05 - 03 - 2007, 04:22 م]ـ
ما فهمته من الكلام المتقدم أنه لايشترط اجتماع الصفات كلها , وقد توصف بامرأة حتى لو بصفة واحدة من بين الصفات وليس جميعها.
والله أعلم
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[05 - 03 - 2007, 06:33 م]ـ
السلام عليكم ..
بداية أشكر أخي الحبيب أبا طارق على تعقيبه القيّم، وأقول للأخ أبي عمرو أنّ هذه المسألة قد نوقشت في موضوع (متى أصبحت امرأة زكريا زوجاً له)، والذي تجده هنا ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=6399) .. ولقد بيّنا هناك المواطن التي يستعمل فيها القرآن الكريم كلاً من كلمتي الزوج والمرأة، والمواطن التي يؤثر فيها إحدى الكلمتين على الأخرى .. ورأينا هناك عدم الردّ على أسئلة بعض الإخوة، لما فيها من روح الجدل العقيم الذي لا يجدي ولا ينفع .. ومع هذا وذاك فإنّا لم ندّع العصمة في قولنا، ولكنّا سقنا أدلّة من القرآن الكريم، ترجّح ما ذهبنا إليه من فروق بين الكلمتين .. ويعجبني في هذا المقام ما جاء في المبدأ الإسلامي الخالد، ذلك الذي يقول: "آية واحدة من القرآن الكريم أوثق من كلام البشر أجمعين" .. وحتى تتّضح المسألة، ويحيط الإخوة بها من جميع جوانبها، فإنّي سأباشر شرحها لغوياً إن شاء الله، لأنّ اللغة هي التي يُتفاوض بها، وتُفهم الأغراض بتصاريفها ..
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[05 - 03 - 2007, 06:42 م]ـ
أولاً: قال ابن منظور: "الزوج: خلاف الفرد، يُقال: زوج أو فرد، ويُقال: هما زوجان للاثنين وهما زوج، والزوج الفرد الذي له قرين .. وكلّ شيئين مقترنين، شكلين كانا أو نقيضين، فهما زوجان، وكلّ واحد منهما زوج" .. إذن الزوج الفرد لا بدّ له من قرين، ولا يُقال لمن لا قرين له زوج .. وهذا ما أكّده الأصفهاني في المفردات، قال: "يُقال لكلّ واحد من القرينين من الذكر والأنثى في الحيوانات المتزاوجة: زوج، ولكلّ قرينين فيها وفي غيرها: زوج، كالخفّ والنعل، ولكلّ ما يقترن بآخر مماثلاً له أو مضادٌّ: زوج" ..
فالزوج في اللغة الواحد الذي يكون معه آخر، هذا زوج وهذا زوج، والاثنان زوجان .. ولا يُقال للفرد الذي لا قرين له زوج .. وبهذا المعنى جاء استعمال هذه المادة في القرآن الكريم، قال تعالى: (ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ ... وَمِنَ الإِبْلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ) [الأنعام: 143 - 144] .. ذكر أربعة أشياء، فقال: ثمانية أزواج، أي: ثمانية أفراد كلّ فردين يشكّلان زوجين .. وقال سبحانه: (قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) [هود: 40]، فهذا زوج وهذا زوج، وأكّدهما بكلمة "اثنين" ..
هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فهناك ثمّة نكتة لغوية أخرى، نذكرها ليتمّ الكلام بها، وهي أنّا إذا قلبنا كلمة "زوج" فتصير "جوز" (الاشتقاق الكبير)، والجوز هو الثمر المعروف، واحدته جوزة، والجمع جوزات .. والجوزة مؤلّفة من فلقتين، كلّ فلقة مماثلة للأخرى .. وبين هذين اللفظين، أعني "زوج" و "جوز"، تناسب في اللفظ والمعنى، يأخذنا إلى الأصل اللغويّ للكلمة، وهو أنّك إذا وصفتَ شيئاً بالزوج فهو ليس أيّ فرد، وإنّما الزوج هو الذي يشكّل مع الآخر زوجين كـ"الفلقتين" .. فلا يمكن تصوّر كلمة "زوج" بمفردها دون أن يتبادر إلى أذهاننا شقّها الآخر .. ولذلك لمّا ماتت أم دُلامة، أنشد الشاعر أبو دُلامة (ت 161هـ):
وكُنّا كزوجٍ مِن قَطَا في مفازةٍ ... لدى خَفضِ عَيْشٍ مُورِقٍ مونقٍ رَغْدِ
فأفردني ريبُ الزمان بِصَرْفِهِ ... وَلَمْ أَرَ شيئاً قَطّ أوْحشَ مِن فردِ
ولكلّ ما سبق قلنا إنّ المرأة التي مات زوجها، لا يُقال لها في اللغة السامية العالية: زوج فلان! لأنّها بانعدام قرينها تصبح فرداً، والفرد من النساء يُقال له امرأة .. ولهذا السبب قال القرآن: (امْرَأَةُ عِمْرَانَ) [آل عمران: 35]، التي انفردت بتسمية مريم عليها السلام، وقالت: (وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ) [آل عمران: 36]، وما ذلك إلا لوفاة زوجها عمران، ولا أظنّ أنّ المسألة تحتاج إلى مزيد من البيان، فهذا ما يقوله اللسان، وهذا هو الذي ينطق به القرآن ..
وللحديث بقية ..
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 03 - 2007, 11:46 م]ـ
¥