وهذا البلد الأمين، هنا تجاوزنا التين والزيتون، التين والزيتون نموذجين، وطور سينين هذه الجبال الخضراء الجميلة أو هذه البيئة الواحدة، الأرض كل شيء فيها.
أنت بحاجة إلى ليف لتستحم به، يوجد ليف طبيعي له وجه ناعم وآخر خشن، مهما صنع الإنسان من أشياء لتستحم بها هذا الليف الطبيعي نبات من الداخل خشن ومن الخارج ناعم ويضاين كما يقولون، أنت بحاجة إلى نباتات حدودية للحدود بينك وبين جيرانك، أنت بحاجة إلى نباتات للزينة، أنت بحاجة إلى شجر ليكون لك مظلة أمام بيتك، هناك أشجار مظلات كأنها مظلة، دائمة الخضرة ذات أوراق لطيفة تتحرك مع الهواء حركة جذابة وهذا البلد الأمين كل شيء تريده موفر لديك.
وأنت في النهاية في أحسن تقويم، يعني في أبدع ما يكون، هل تستطيع يا أخي الكريم أن تقترح على الله عز وجل تعديلاً لخلق الإنسان كأن تطول اليدان أو يتغير موضع الإبهام أو الأظافر، هذا الظفر يأتي هنا من أجل أن تمسك الأشياء بقوة، طول المفاصل وكرويتها، العضلات، والأعصاب، والأوردة و الشرايين، لو فتحت اليد ورسمت لرأيت عجباً عجباً، هذا الجذع هذا الرأس كيف يتحرك ويدور من جعل هذا المفصل دائرياً، هذا السطح هو المتحرك، والرأس هو الثابت لو كان العكس.
مكان العينين، الشعر، الأنف، الفم، الشفتان، الأسنان، منها قواطع، ومنها أنياب وأضراس، لو أن هذه الأسنان تنمو باستمرار، ماذا نفعل؟ من هو القابض؟ نمت ونمت ثم توقفت، من أوقفها عند حدها وماذا نفعل لو أن الله سبحانه وتعالى لم يوقف النمو عند حد معين؟
من جعل هذه الجمجمة ذات مفاصل منكسرة من أجل امتصاص الصدمات؟ من جعل بين الدماغ والجمجمة سائلاً من أجل أن يقي الإنسان ارتجاج الدماغ؟ من جعل هذه الأنسجة حول الدماغ؟ من جعل في الدماغ مائة وأربعين مليار خلية استنادية لم تعرف وظيفتها بعد؟ من جعل على سطح الدماغ أربعة عشر مليار خلية سمراء من أجل المحاكمة:
لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم
من جعل في هذه العين مائة وثلاثين عصية وسبع ملايين مخروط من أجل أن ترى أدق الأشياء وأجملها؟ من جعل العين تفرق بين ثمان مائة ألف درجة من لون واحد؟
من جعل هذا الأنف يعرف الروائح وفي الذاكرة أرشيف للروائح يشم هذه الرائحة يقول انتظر هذه الرائحة كذا.
ماذا حصل في الدماغ أن هذه الرائحة عرضت على قائمة طويلة من الروائح واحدة واحدة فلما وصلت إليها قلت هذه كذا، عندك ذاكرة روائح وذاكرة أصوات وذاكرة طعام، الذاكرة شيء عجيب.
(سورة التين)
الله عز وجل أعفاك من التنفس والدوران، لو أن الله سبحانه وتعالى أوكل إليك التنفس ماذا تعمل هل تنام؟ ينام الإنسان فيموت يجب أن يسهر حتى يتنفس، لو أن الله سبحانه وتعالى أوكل إليك ضربات القلب لا نوم، النوم معناه الموت.
لو أن الله سبحانه وتعالى أوكل إلينا الهضم تحتاج أربع ساعات تضع المواد الهاضمة والعصارات وكلور الماء، البنكرياس والمرارة تتفرغ خمس ساعات بعد الأكل، إذاً خمس عشرة ساعة لهضم الطعام كل يوم.
لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم
جعلك تنام وترتاح في النوم، جعلك تتكلم، كل حرف سبعة عشر عضلة تسهم في صنعه وهناك عضلات معقدة تعمل في الكلام.
الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان
(سورة الرحمن: آية 1ـ4)
جعل الحركة لا إرادية إذا الإنسان شاهد أفعى في بستان يصفر لونه ويدق قلبه ويزداد وجيب رئته تفحص الدم تجد فيه مواداً سكرية زائدة، خلال ثوان ما الذي حدث؟ قال: العين رسمت في شبكيتها صورة الأفعى والعين نقلت هذه الصورة إلى ملك الجملة العصبية الدماغ، والدماغ يملك أرشيف فيقول أفعى هذه، وهذا يسمى الإدراك، العين تحس أما الدماغ يدرك، الدماغ أعطى أمراً إلى ملكة الجهاز الهرموني الغدة النخامية وحجمها كالعدسة، هناك خطر، الغدة النخامية أعطت أمراً إلى الكظر هناك خطر تصرف.
المراكز العليا تعطي أمراً صغيراً موحداً أما الدنيا معها تفصيلات، الكظر أعطى أمراً إلى كل الشرايين بتضيق لمعتها لتوفير الدم، الخائف يصفر أمر ثان إلى القلب ليزداد حتى ينتقل الدم بسرعة، أمر ثالث للرئتين فيزداد خفقانهما حتى تتوافق مع القلب أمر رابع للكبد يفرز مواد سكرية إضافية في الدم خلال ثوان.
(سورة التين)
¥