الله عز وجل خلق مثانة، لولا المثانة لضاعت كرامتنا كل عشرون ثانية يوجد نقطتي بول لو كان من الكليتين للخارج مباشرةً يحتاج إلى فوط.
ربنا جعل مثانة جعل حالبين جعل عضلات إخراج البول بإرادتك، عضلات قابضة وهي مشدودة إلى أقصى حد أنت مرتاح، هاتان العضلتان فيهما عظمة لا حدود لها.
(سورة التين)
هذا عن خلق جسمه، انظر إلى إنسان فقد عقله في الطريق، حدثني أخ عنده رجل مسن فقد تفكيره، قال لي: نربط له يديه حتى لا يأكل من نجسه.
ألا نظرت في الطريق إلى إنسان مجنون كيف يتكلم كيف يتصرف، هناك قصص يقشعر لها البدن، تراه صحيح الجسم قوياً و لكنه بلا عقل فإذا فقد الإنسان عقله فقد كل شيء لأن قوام الرجل عقله.
(سورة التين)
تتكلم الكلام المناسب بالوقت المناسب أحياناً تتكلم، أحياناً تسكت، تغضب غضباً مناسباً في وقت مناسب، فعقلك يتحكم في المواقف كلها.
لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم عقلاً وفطرةً وجسماً، لو أن الله عز وجل وضع في الشعر أعصاباً حسية لاحتاج الإنسان إلى عمل جراحي في المستشفى عملية حلاقة، لأنها تحتاج إلى مخدر. وكذا شأن الأظافر ليس فيها أعصاب حس، قص أظافرك و لا تحتاج إلى مخدر ولا غرفة تخدير.
كل الخلايا في الجلد تتجدد وهذه من نعمة الله على الإنسان، لكن الله حكيم لو أنه طبق هذا على كل شيء وتجدد الدماغ تفقد كل خبراتك ومعلوماتك، كنت طبيباً ونسيت كل شيء لأنه الدماغ تجدد، أما خلايا الدماغ ثابتة، لا تتبدل، خلايا الدماغ الذي ولدت بها هي كما هي حتى آخر ساعة من حياتك، فيها خبرات فيها معارف، فيها الذكريات والمعلومات كيف تنمو خبرة الإنسان، ربنا عز وجل جعل الدماغ لا يتبدل والقلب كذلك وما سوى ذلك كل شيء بجسمك كل خمس سنوات يتجدد وأشياء تتبدل كل أربع سنوات، الشعر يتبدل كله بثلاث سنوات، أطول عمر لشعرة ثلاث سنوات. أما خلايا الأمعاء تتبدل كل ثمان وأربعين ساعة.
لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم
لماذا خلقناه في أحسن تقويم؟
ليكون في أعلى عليين قال تعالى:
ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم بالبر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا
(سورة الإسراء: آية 70)
خلقنا الله عز وجل في أحسن تقويم لنكون في أعلى عليين، فإذا ضل الإنسان عن ربه، عصاه، نسي لماذا خلقه، نسي الآخرة قال تعالى:
(سورة التين)
يعني أحقر المخلوقات في الأرض الإنسان العاصي عندما يغفل الإنسان عن الله عز وجل ويعطي لنفسه شهواتها، فيطغى على حقوق الناس ويأخذ ما ليس له ويستعلي عليهم ويبني مجده على أنقاضهم وغناه على فقرهم وأمنه على خوفهم هذا في طريقه إلى مرتبة سفلى، إلى أسفل سافلين هكذا قال الله عز وجل، إذا الإنسان لم يعرف الله عز وجل يرد إلى أسفل سافلين لذلك قال عليه الصلاة والسلام:
من قرأ القرآن متعه الله بعقله حتى يموت وطوبى لمن طال عمره وحسن عمله.
الذي يقرأ القرآن ويطبقه لا يخرف، هذه ضمانة من الله عز وجل، أنت كمؤمن في صعود إلى أبد الآبدين، الموت نقطة على هذا الخط الصاعد.
المؤمن في صعود دائم مكانة ومعرفة ومحبة ونشاطاً لذلك المؤمن من إكرام الله له قبضه إليه يكون قبضاً يسيراً، يبقى بكامل صحته ثم يتوفاه الله، انتزع من أهله انتزاعاً تألموا له كثيراً، لكن لو تركه الله سبحانه وتعالى في الفراش عشر سنوات أقرب الناس إليه يدعو الله صباح مساء أن يقبضه وأن يخفف عنه فقد مكانته وصار عبئاً على أهله.
لذلك موت الفجاءة للكافر نقمة وللمؤمن نعمة، ثم رددناه أسفل سافلين، لكن الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليسوا كذلك ربنا قال إلا الذين آمنوا هؤلاء خلقوا في أحسن تقويم وهم في أعلى عليين ولن ينزل خطهم البياني أبداً هم سائرون، نحو الأعلى نحو سعادة أشد، وعطاء أكبر وأمن أكثر وسرور، وتوازن وما شاكل ذلك.
(سورة التين)
أجر غير ممنون أي غير مقطوع، الأجر الذي يعطيه الله سبحانه وتعالى للمؤمنين لا يقطع؟
فكل عطاء ينتهي بالموت ليس عطاءً، فالمال الوفير، والمنزل الفخم والمكانة الاجتماعية الرفيعة ليست عطاء.
فلينظر ناظر بعقله أن الله أكرم محمداً أم أهانه حين زوى عنه الدنيا، فإن قال: أهانه فقد كذب وإن قال: أكرمه فقد أهان غيره حيث أعطاه الدنيا.
¥