تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الله سبحانه وتعالى أعد للمؤمن عطاء لا ينتهي، خالداً فيه إلى الأبد ولا يمكن أن يحد الأبد بحدود لأنه لا نهاية له.

أما الأبد إذا وضعنا رقم الواحد في دمشق وصفار إلى حلب ووضعناها صورة لكسر قيمته لا نهاية القيمة هي الصفر كل عدد مهما كان كبيراً إذا نسب إلى اللانهاية قيمته الصفر.

أعددت لعبادي الصالحين مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

قال تعالى:

لمثل هذا فليعمل العاملون

(سورة الصافات: آية 61)

ابك على الآخرة ولا تبك على الدنيا، البكاء على الدنيا ضعف في التفكير. لو أن الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء.

ليس لها قيمة يعطيها لمن يحب ولمن لا يحب، قال تعالى:

فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون

(سورة الأنعام: آية 44)

كلمة غير ممنون، غير مقطوع عطاء سرمدي أبدي، لا خوف ولا مرض ولا شعور بالحزن حياة سعيدة إلى ما شاء الله، هذه الحياة نزهد بها ونطمع في الدنيا هذا هو ضعف التفكير، لذلك قال عليه الصلاة والسلام:

إن أكيسكم أشدكم للموت ذكراً، وأحزنكم أشدكم استعداداً له ألا وإن من علامات العقل التجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود والتزود لسكن القبور والتأهب ليوم النشور.

(سورة التين)

ما بمعنى من أو بمعنى ما، ما الشيء الذي يدعو إلى التكذيب بالدين كل هذا الكون ومع ذلك تكذب بالدين، الله عز وجل له شهادات، خلق هذا الكون أعرفه من الكون، أتكذب بوجوده أم بأسمائه الحسنى أم بوعده أم بناره وهذا الكون أمام عينيك، الشمس والقمر والنجوم والمجرات والليل والنهار والجبال والوديان والبحار وخلق الإنسان كل شيء أمامك فما يكذبك بعد بالدين.

(سورة التين)

ما الذي يدعوك أن تكذب بالدين، بما وعد الله به، بالجنة والنار، بالحساب الدقيق بالتوفيق بالدنيا بالتعسير في الدنيا هذه الوعود التي وعد الله بها كيف تكذب بها؟ كيف لا تأخذها مأخذ الجد كيف تستخف بها، هذه معصية رب يقول لك هذا حرام، تفعله أنت؟

(سورة التين)

النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا قرأ هذه السورة قال نعم.

لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم فيه معنىً جديد هو أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان مختاراً وخلقه مفكراً وخلقه متكلماً وخلقه سميعاً وخلقه بصيراً وخلقه حكيماً عاقلاً ومتميزاً ليس هناك إنسان آخر يشبهه وهذه كلها أسماء الله الحسنى.

الله سميع وخلق الإنسان بهذه الصفة مع التفاوت الكبير، الله سميع وجعل للإنسان سمعاً لذلك هذا يفسر قول النبي عليه الصلاة والسلام:

إن الله خلق آدم على صورته. (على صورة آدم)

أنت مخلوق مكرم جداً، أسماء الله الحسنى، الفرد، الله عز وجل جعلك فرداً ليس في الأرض إنسان يشبهك في الشكل ولا في طريقة المشي ولا في طريقة الانتعال ولا في طريقة التكلم ولا في طريقة التفكير نسيج وحدك، تكريم من الله عز وجل، الله يفعل ما يشاء أعطاك حرية الاختيار، الله عز وجل سميع وجعل لك سمعاً تسمع به.

وبصير وجعلك بصيراً، الله سبحانه وتعالى خلق آدم على صورته، هذا أعلى تكريم الله سبحانه وتعالى يحكم بين عباده، وكذلك جعل الناس مراتب بعضهم أعلى من بعض ليبلوهم أيهم أحسن عملا، فلذلك أقصى أنواع التكريم أن الله سبحانه وتعالى خلقنا على صورته.

ولقد كرمنا بني آدم، لذلك كما جاء في الحديث الشريف تخلقوا بأخلاق الله، إذا الله عز وجل أعطانا سمعاً وبصراً، ومحاكمة وبياناً يجب أن تكون أخلاقنا مستمدة من أسماء الله الحسنى، أن نكون رحماء كرماء نعفو.

هذه الأسماء الحسنى يجب أن نتمثلها بسلوكنا لذلك النبي الكريم يعد الإنسان الأول في الكون الذي بلغ قمة الكمال الإنساني.

ما هذا الأدب يا رسول الله؟ قال أدبني ربي فأحسن تأديبي، فما يكذبك بعد بالدين، بعضهم قال: من هذا الإنسان الذي يكذبك وقد ظهر الحق؟ ما الشيء الذي يدعو إلى التكذيب أليس الله بأحكم الحاكمين، بعضهم فسر هذه الآية أن الشمس تحكم الأرض بالجاذبية والأرض تحكم القمر بالجاذبية والشمس تبخر الماء والسحاب تحكمها الرياح، كل مادة لها مادة مضادة ومادة مؤثرة الكون كله هكذا.

الذئب يحكم الغنم لأن الغنم تخاف من الذئب، لخوفها من الذئب تبقى مع القطيع حفظاً لها والهرة تحكم بعض القوارض رحمةً بنا.

من جعل المخلوقات يحكم بعضها بعضاً؟

هو الله عز وجل هو أحكم الحاكمين، هو الذي أعطى كل شيء ليسيطر به على الشيء الآخر، أليس الله بأحكم الحاكمين هذا معنى من معاني أحكم الحاكمين، كل شيء يحكم الشيء الآخر والله تعالى فوق الجميع، حكمته ظاهرة في خلقه وفي تصرفاته وفي إرادته وفي كل ما خلق من مخلوقاته.

(سورة التين)

الملخص أنك أيها الإنسان تستطيع أن تصل إلى أعلى عليين وتسبق الملائكة المقربين إذا عرفت رب العالمين، وإن غفلت عنه تهوي إلى أسفل سافلين. أي مخلوق خلقه الله عز وجل هو فوق الإنسان الكافر.

والحمد لله رب العالمين

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير