ـ[مايا]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 08:09 ص]ـ
الأخ (أحمد الغنام) ..... والأخ (صريخ الحيارى) ...
شكرًا لمروركما الكريم ... فما أنا إلاّ نجمة تشعّ في سماء علومكما ....
أدامكم الله لهذا المنتدى .... وجزيتما كلّ خير ...
أما أنا فسأتابع الحلقات ... وسأنتظر ردودكما بعد كلّ حلقة ... إن شاء الله ..
ـ[مايا]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 08:37 ص]ـ
الأستاذ (محمد سعد) ....
قال الشاعر مصطفى الدلاهمة داعيًا الطلبة لتوقير معلميهم:
قم للأساتذة الأفذاذ محترمًا ..... فالاحترام لهم بعض الذي يجبُ ....
وها أنا أقف احترامًا لمداخلاتك الرّائعة ومعلوماتك الواسعة ...
ولنا لقاء في الحلقة القادمة إن شاء الله ...
ـ[مايا]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 08:50 ص]ـ
البلاغة الثّانية
كلمة أب ووالد ومثلها كلمة أم ووالدة تدخل في نفس معنى هذه المنظومة.
أبّ:
كلمة أبّ في القرآن الكريم لها معناها الخاصّ بها والذي يؤدي المعنى المطلوب في الآيات القرآنية. وكلمة أبّ تدلّ على الأبوة بحكم تربية الأب لأولاده والأبوّة هي باعتبار قدرة الإنسان على تربية أولاده ومسؤوليته عنهم ورعايته لهم وكذلك الأم تُسمّى أماً باعتبار رعايتها لأولادها وتربيتها لهم وقيامها بواجباتها نحوهم ولذا جاء في الحديث (الجنّة تحت أقدام الأمهات) ولم يقل الوالدات.
والأبوّة فيها اختلاف ولا يتساوى اثنين في أبوّتهم لأبنائهم فهناك الأب الحنون والأب الظالم والأب المتسامح والأب المفرّط والأب الفوضوي وغيرهم إذن فالأبوة غير منضبطة وهي أمر خاص بكل إنسان.
ويسمى كل من كان سبباً في إيجاد شيء أو صلاحه أو ظهوره أباً ولذلك سمّي النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أبا المؤمنين ولهذا قال تعالى: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) الأحزاب ـ ويُقال أبو الأضياف لتفقده لحالهم.
ويُسمى العم مع الأب أبوين (أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ 133) البقرة ـ واسماعيل لم يكن من آبائهم وإنما كان عمّهم.
وكذلك الأم مع الأب (وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ) النساء آية 11 ـ والمقصود الأب والأم.
وكذلك الجدّ مع الأب (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ 38) يوسف.
وكذلك تطلق كلمة أبّ على معلّم الإنسان كما في قوله تعالى (وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ) الزخرُف 23 بمعنى علماؤنا الذين ربّونا بالعلم (وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا 67) الأحزاب.
وفي قوله تعالى (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا 40) الأحزاب ـ إنما هو نفي الولادة وتنبيه أن التبني لا يجري مجرى البنوة الحقيقية.
ويقال في اللغة أبوت القوم إذا كنت لهم أبا.
وكما يقال للأب يقال للأم ولهذا قيل لحواء أمنا وإن كان بيننا وبينها أزمان وأجيال عديدة. واستعملت كلمة الأم في القرآن لللوح المحفوظ (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ) الزُخرُف 4 ـ ولمكة المكرمة (وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا) الأنعام 92 ـ وتُسمّى الفاتحة أم الكتاب. ومن لفظ الأم جاءت الأميّ أي كما ولدته أمه لا يقرأ ولا يكتب.
والد:
كلمة والد في القرآن الكريم تعني كل من هو قادر على الإنجاب. وهي إذن باعتبار قدرة الله تعالى في الإنسان بأنه سبحانه خلق في الإنسان القدرة على الإنجاب ولا يفعل ذلك إلا ربّ. وأي رضل قادر على الإنجاب يُسمّى والداً وأي امرأة قادرة على الإنجاب تُسمّى والدة.
إذن الوالدية منضبطة وفيها يتساوى كل القادرين على الإنجاب والكل ينجب بنفس الطريقة والكل متساوون من حيث كونهم والدين.
وليس كل والد أبّ وليس كل والدة أم.
¥