ومن هذا المعنى لكلمة الأب والأم والوالد والوالدة نفهم الآن الحكم الشرعي في قوله تعالى (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا 23 وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا 24) الإسراء آية، لأن البِّر يجب أن يكون للوالدين الذين أنجبا مهما حسنت تربيتهما لأولادهما أو ساءت ولو قال تعالى بالأبوين إحسانا لما استحق كل الآباء والأمهات البِّر إذن الحكم الشرعي هو البر بالوالدين حتى لو لم يُحسنوا تربية الأولاد وحتى لو جاهدا أولادهم على الشرك والمعصية.
وفي قوله تعالى (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ 14) لقمان ـ أنه عنى سبحانه الوالد الذي ولده وفي القرآن آيات كثيرة وردت فيها كلمة والد وجاء الحثّ على رعاية الوالدين بعد الإيمان بالله والتوحيد لأنهما كانا سبباً في إيجاد الأولاد ولهم عليهم حق الطاعة وإن كانوا كافرين أو جاهدوا على الكفر بالله. وفي قصة مريم عليها السلام وعيسى عليه السلام قال تعالى في سورة مريم على لسان عيسى (وَبَرًّا بِوَالِدَتِي) مريم 32 وجاء في آية أخرى (وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ) مريم 75 ـ في وصف مريم عليها السلام لأنها أحسنت تربية عيسى عليه السلام وكانت رائعة ومتفانية في تربيته فجاء بكلمة (أم) للدلالة على ذلك. وفي قوله تعالى في سورة البلد (وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ 3) البلد ـ أقسم سبحانه بمطلق قدرته على جعل هذا المخلوق والداً يلد الأولاد وهذا يشمل كل من هو قادر على الإنجاب وهو لفظ أعمّ من الأبوة.
والوالدية مُطلقة وعليه فيجب البر بالوالدين ولو كانوا مشركين أما الأبوة فهي خاصة وكل أب وأم تختلف تربيتهما لأولادهما عن غيرهم.
ومما سبق نلاحظ أنه بدون التفريق بين الكلمات وأخواتها في القرآن الكريم لا يمكننا الوصول إلى حقيقة الحكم الشرعي.
المرجع: بلاغة الكلمة في القرآن الكريم وهي من إعداد الشيخ الدكتور/ أحمد الكبيسي
ـ[مايا]ــــــــ[25 - 02 - 2008, 09:33 م]ـ
أين أنتم يا رفاق؟؟؟؟
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[25 - 02 - 2008, 10:07 م]ـ
الأخت الفضلى مايا ..
أتابع قلمك .. وأسجّل إعجابي الشديد بما تسعين إليه في مضمون ما تكتبين .. فجزاكِ الله خيراً ..
ولكِ التحية .. بعدد ما خططتِ هنا من حروف ..
ـ[مايا]ــــــــ[25 - 02 - 2008, 10:11 م]ـ
يعني ... هل أكمل ما بدأت؟؟؟؟
أم أتوقّف عن السّلسلة!!!
ـ[مايا]ــــــــ[25 - 02 - 2008, 10:13 م]ـ
جزيت كلّ الخير على كلماتك الجميلة ...
فلا أجد كلامًا يقال بعد كلامك ....
ـ[مايا]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 07:16 ص]ـ
منظومة أجّ وأُجاج
أُجاج – ملح
هاتان الكلمتان ليستا بمعنى واحد وهناك فرق بين الملح وبين الأُجاج.
أُجاج:
شديد الملوحة والحرارة بحيث تكون الملوحة حارقة.
فالإُجاج ليس الملح المطلق وإنما هو أخصّ من الملح.
فكل أُجاج ملح وليس كل ملح أُجاج.
وأجّ مأخوذة من أجيج النار.
(وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً {53}) الفرقان.
وكلمة مرج لها 12 معنى
ومن هذه المعاني اشتعل ناراً كما في قوله تعالى
(وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ {15}) الرحمن.
وأجّ يؤجّ بمعنى أسرع واليأجوج مشتق من أجّ يؤجّ إذا هرول الإنسان وعدّى عليه (في حديث فتح خيبر لما قال الرسول عليه الصلاة والسلام لأعطينّ الراية غداً ... فدخل علي بن أبي طالب فأعطاه الراية إلى أن قال فذهب يؤجّ بها).
ويأجوج ومأجوج فيها اشتقاقان:
من أجّ يؤج بمعنى أشعل ناراً أو أوقد فتنة أو أحدث ارباكاً فهي مصروفة ويأجوج (فاعول) وقد تكون علَماً على قوم معينين فهي غير مصروفة.
ويأجوج ومأجوج شُبّهوا بالنار المضطرمة والمياه المتموجة لكثرة اضطرابهم.
ملح:
هو الطعم المعروف الذي يجعل الماء متجمداً.
تغلب على الماء الملوحة فيصبح ملحاً ثم يُطلق على الماء المالح وإن لم يكن متجمداً والكلمة ليست عربية ولهذا انتقُد الشافعي لأنه استعمل كلمة كلمة مالح.
يُقال مملح وليس مالح.
ـ[مايا]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 07:45 م]ـ
: rolleyes:
أين أنتم؟؟؟؟ ألا تحبّون البلاغة!!!!!!
ـ[أخابيط]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 08:18 م]ـ
السلام عليكم
بوركت على هذه المعلومات القيمة. واعلمي أن الكلمة لا توصف بالبلاغة ولكن الكلام يوصف بذلك.
والسلام
ـ[مايا]ــــــــ[26 - 02 - 2008, 09:06 م]ـ
أشكرك أستاذي الكريم ....
ومنكم نستفيد!!!!
¥