تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الزمخشري ()

ثم بعد أن انتهى من القصر انتقل إلى الطلب، وكتب له مقدمة طويلة استمدها من كلام المناطقة، وقسم الطلب إلى خمسة أنواع هي: التمنيى والاستفهام، والأمر والنهي والنداء.

وتحدث عن الألفاظ والأدوات الموضوعة لكل نوع، وأنها قد تخرج للدلالة على معان إضافية مع الإتيان بأمثلة كثيرة من القرآن وغيره وهو في كل ذلك يستمد من الزمخشري في تصوير هذه الدلالات ()

وهكذا بمثل هذا التبويب الصارم يحصر السكاكي مباحث علم المعاني فإذا ما فرغ منها انتقل إلى مباحث علم البيان فحصرها بنفس الطريقة

ثانيا: السكاكي وعلم البيان:

خص السكاكي البيان بالفصل الثاني، وقسمه إلى مجموعة أقسام أساسية، وقسم كلا من هذه الأقسام، إلى مجموعة من الفروع، وقسم بعض هذه الفروع إلى مجموعة من الشعب، وذلك بأن قسم البيان إلى ثلاثة أصول هي: التشبيه والمجاز والكناية، ثم أخذ في تقسيم كل أصل من هذه الأصول بطريقة خاصة قسم الأصل الأول وهو التشبيه إلى أربعة أنواع هي: طرفا التشبيه ـ وجه الشبه ـ الغرض من التشبيه ـ احوال التشبيه، أما الأصل الثاني وهو المجاز، فقد قسمه إلى مجموعة من الفصول الفصل الأول المجاز اللغوي غير المفيد، وسماه مجاز التعدية، الفصل الثاني: المجاز اللغوي المفيد الخالي عن المبالغة في التشبيه، وهو ما يسمى بالمجاز المرسل، الفصل الثالث: المجاز الراجع إلى المعنى المفيد المتضمن للبالغة في التشبيه، وهو الاستعارة، الفصل الرابع المجاز العقلي، الفصل الخامس المجاز اللغوي الراجع إلى حكم الكلمة ()

ويأخذ السكاكي في بيان أقسام الاستعارة التي هي فصل من فصول المجاز، ويذكر لها ولأنواعها أمثلة كثيرة ()

وينتقل إلى الأصل الثالث وهو الكناية، ويعرفها بأنها ترك التصريح بذكر الشيء إلى ذكر ما يلزمه لينتقل من المذكور إلى المتروك، ثم يفرق بين الكناية والمجاز، من وجهين: أحدهما: أن الكناية لا تنافي إرادة الحقيقة بلفظها، والمجاز ينافي ذلك، والوجه الثاني، أن مبنى الكناية على الانتقال من اللازم إلى الملزوم، ومبنى المجاز على الانتقال من الملزوم إلى اللازم، ويقسم السكاكي الكناية بحسب المراد منها إلى ثلاث أقسام: كناية عن موصوف، وكناية عن صفة، وكناية تدور على تخصيص الصفة بالموصوف، ويلاحظ أنها تدخل في الإسناد، وسماها من جاء بعده من البلاغين كناية عن نسبة ()

ثالثاً: السكاكي وعلم البديع:

أما بحثه في البديع فلم يكن ذا نفع عظيم إذ جعله قوالب جامدة لا روح فيها ولا حياة، فهو لم ينظر إليه نظرة فيها الاحساس بالجمال والروح الفنية، واكتفى بذكر أنواع منه مع أمثلة قليلة، أكثرها متكلف، يضاف إلى ذلك أنه لم يبين ما في الأمثلة من صور جمالية وإيحاءات ()

والمحسنات المعنوية التي وقف عندها هي: المطابقة والمقابلة، والمشاكلة، ومراعاة النظير، والمزاوجة، واللف والنشر، والجمع والتفريق، والتقسيم، والجمع مع التفريق، والجمع مع التقسيم، والإبهام، وتاكيد المدح بما يشبه الذم والتوجيه، وسوق المعلوم مساق غيره، والاستتباع، والاعتراض، والالتفات، وتقليل اللفظ

أما المحسنات اللفظية فهي: التجنيس، والاشتقاق ورد العجز على الصدر والقلب، والسجع، والترصيع وهو في كل هذه الألوان يستمد من الفخر الرازي استمداداً مطابقا للأصل، وما انطوى فيه من الأمثلة ()

وبذلك يتم تلخيص السكاكي لعلمي المعاني والبيان، وما ألحقه بهما من المحسنات البديعية، وهو تلخيص أشاع فيه كثيرا من العسر والالتواء بسبب ما عمد إليه من وضع الحدود والرسوم، والأقسام المتشاعبة، فأصبحت دراسته علمية محددة وجافة، أو إن شئت قلت هي استنتاجات عقلية وتقنين منطقي لما استطاع إدراكه من كلام الأئمة الذين عرفتهم بيئته وهم الإمام عبد القاهر والعلامة الزمخشري والفخر الرازي

انتهى بحمد الله وتوفيقه

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[05 - 03 - 2008, 08:49 ص]ـ

أهلاً ومرحباً بكم أستاذنا الفاضل الدكتور صلاح في الفصيح، ونسأل الله لكم التوفيق والسداد في المشاركات .. وإنّ المتتبع لمقالتكم الكريمة يجد فيها فوائد جمّة .. فجزاكم الله خيراً ونفعنا بعلمكم ..

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير