تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[د/أم عبدالرحمن]ــــــــ[15 - 03 - 2008, 08:05 ص]ـ

بارك الله فيك أخي أنس

ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[15 - 03 - 2008, 09:16 م]ـ

عن أبي هريرة: r قال: قال رسول الله:=:

((إن الله عزّ و جلّ يقول يوم القيامة: با ابن آدم مرضت فلم تعدني

قال: يارب كيف أعودك , و أنت رب العالمين؟

قال: أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده. أما علمت لو أنك عدته لوجدتني عنده؟

يا ابن آدم! استطعمتك فلم تطعمني.

قال: كيف أطعمك و أنت رب العالمين؟

قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه , أما علمت لو أنك أطعمته لوجدت ذلك عندي؟

يا ابن آدم! استسقيتك فلم تسقني.

قال: يارب كيف اسقيك و أنت رب العالمين؟

قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه , أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي.))

إذا عرفنا أن الغرض من الصور التي يؤثر الرسول:= التعبير بها عن المعاني غرض ديني أدركنا جلال شأن هذه الصورة.

فالعيادة للمريض عيادة لله , وتعالى الله عن أن يمرض , و تعالى أن يكون بحاجة إلى عيادة.

و تفسير هذه الصور ورد في الحديث نفسه عندما قال: ((أما علمت أن عبدي فلاناً مرض)) , ثم بين أنه لو قام بعيادته (لوجده عنده) و كذلك الطعام و السقي , فالمستطعم في الحقيقة هو العبد المحتاج و لكنّ الحديث يجعله هو الله , فالذي يطعم الجائع يجد الثواب عند الله , يقول: ((أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي؟))

إن قلب المؤمن العامر بحب الله عندما يسمع هذا الكلام لا يمكن أن يقعد عن فعل هذه الصنوف من الخير مهما وجد من الصعوبات مادام قادراً على فعلها.

فعيادة الله و إطعام الله و سقيا الله فسّرها الحديث نفسه على وجهٍ رائع.

و لقد زاد الحوار من حيوية الحديث النبوي و قوة تأثيره, و مما يدل على الرغبة في الحوار أن ابن آدم يريد أن يستمر في السؤال عن أمرٍ مشابهٍ لما سأله قبل قليل و تلقى عنه الجواب. لماذا؟

ربما كان هذا لأن الدهشة لم تتح أن يعي أنّ الجواب متضمن في الكلام السابق ...

و مهما يكن من أمر فالحوار زاد من عنصر التشويق الذي يعتمد عليه هذا الحديث اعتماداً واضحاً و ذلك كقول الله في هذا الحديث:

(مرضت فلم تعدني ... استطعمتك فلم تطعمني ... استسقيتك فلم تسقني).

ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[16 - 03 - 2008, 04:37 م]ـ

أشكرك مايا و د. أم عبدالرحمن على مروركما الرائع ,,,,

ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[17 - 03 - 2008, 05:39 م]ـ

عن أبي هريرة: r عن النبي:= أنه قال:

((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل. و شاب نشأ في عبادة الله. و رجل قلبه معلق بالمساجد. و رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه و تفرقا عليه. و رجل دعته امرأة ذات منصب و جمال فقال: إني أخاف الله. و رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه. و رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه)).

هذا النص زاخر بالصور:

- أولى هذه الصور صورة الظل الوحيد , الظل الوارف الظليل ... في يوم تدنو الشمس فيه من الخلائق حتى يلجمهم العرق ... في هذا اليوم لا يكون إلا هذا الظل الذي لا ينعم به إلا سبعة من الناس.

و قد جاء في بعض الروايات أن هذا الظل ظل العرش , و مهما يكن من أمر فإنه ظل الله الوحيد في ذلك اليوم.

و الحديث يصور لنا هذا الواقع الغيبي عن طريق الوصف.

- و قد عبر الحديث عن يوم القيامة بأنه (يوم لا ظل إلا ظله) لأن الأرض تبدل غير الأرض , و السماوات غير السماوت.

- و من الصور في هذا الحديث قوله (و رجل قلبه معلق بالمساجد) , عبر الحديث عن حب الرجل للمساجد بأن قلبه معلق بها , فلا يطيب له عيش إلا أن يكون فيها .. أن يكون إلى جانب قلبه ... و لا يخرج منها إلا و هو يتمنى أن يعود إليها.

إنه يجد فيها الأنس بمناجاة الله و ذكره و التوجه إليه.

- و عبر الحديث عن عفة الرجل بقصة سريعة جداً لا تتجاوز السطر فقال: (و رجل دعته امرأة ذات منصب و جمال فقال: إني أخاف الله).

دعته امرأة ذات منصب (و بهذا يتحقق الأمان من الفضيحة و كسب المال و ضمان قضاء المصالح) , و هي امرأة جميلة (و بهذا يتوافر عنصر الإغراء الشهواني الجسدي و الجمالي) و رغم ذلك فإنه يمتنع. يمتنع لا ضعفاً و لاخوفاً من أحد لكنّه يمتنع خوفاً من الله.

و لم يذكر الحديث امتناعه و إباءه , و لكنه عبر عن ذلك بقوله (إني أخاف الله) أي: خاف الله فامتنع عن الإستجابة.

إن قلبه عامر بالإيمان الذي يستلزم العفه , فخوفه من الله يحول دون إقدامه على المعاصي , و الحق أن هذا النجاح في هذه التجربه دليل على طيب عنصره و صدق إيمانه و عظيم رجولته.

- و من الصور في الحديث قوله (و رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه).

نحن هنا أمام يدٍ ليست كالأيدي , إنها يد تدري و تعرف , و قد كان ذاك الرجل موفقاً حين استطاع إخفاء الصدقة عن تلك اليد. لقد نفخ هذا الحديث الحياة في هذه اليد فأصبحت شخصاً , و يلزم عن هذا أن الصدقة كانت خفية حقاً , فإذا لم تدر اليد الأخرى عمّا فعلت أختها فكيف يعلم أحد عن هذه الصدقة؟ ّ!

في هذه الجملة صورتان: صورة اليد التي لا تعلم و الكناية عن إخفاء الصدقة , و ليس من شك في أن إخفاءها ابتغاء ما عند الله من الثواب دليل على إيمان المتصدق و نبله.

- و من الصور في الحديث أيضاً قوله (و رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه).

إنه رجل صادق في بكائه و مخافته من الله , فقد ذكر الله خالياً فبكى خوفاً من الله , و لم يبك أمام الناس ليظهر أمامهم بمظهر الخائف من الله و هو في حقيقته بعيد عن ذلك كل البعد كما نرى في عدد من الدجالين الممثلين , و قد عبّر الحديث عن البكاء بقوله (فاضت عيناه) إنّ الدموع انهمرت فيضاً لا دمعات معدودات.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير