ـ[مصطفى فؤاد]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 12:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا أخانا أنس ونفع الله بك وأرجو إن كنت تعرف رابطا آخر للكتاب أن تدرجه لنا وبارك الله فيك
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 04:31 م]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
في الحقيقة أخي قد بحثت عن نسخة إلكترونية للكتاب قبل البدأ في هذا الموضوع فلم أجد , فاضطررت أن أنقل منه كتابةً.
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[23 - 04 - 2008, 04:11 م]ـ
عن أبي هريرة: r قال , قال رسول الله:=:
((لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع , و لا يجتمع غبار في سبيل الله و دخان جهنّم))
رجلان لا يدخلان النار: رجل بكى من خشية الله , و رجل جاهد في سبيل الله.
فلننظر كيف عبر الرسول:= عن هذا المعنى المجرد:
لقد عبّر عن استحالة دخول الذي بكى من خشية الله النار بقوله: لا يلج النار حتى يرجع اللبن في الضرع.
و عودة اللبن في الضرع أمر مستحيل , و يدرك استحالته أي انسان مهما كانت ثقافته و معرفته.
و عبرّ عن نجاة المجاهد بهذه الصورة المادية: لا يجتمع غبار الجهاد و دخان جهنّم.
فالجهاد هنا يبدو غباراً في سبيل الله , و الغبار شيء مرئي ملموس , أما الجهاد فمعنى , و نار جهنّم تبدو هنا دخاناً , مع أن جهنّم من الأمور الغيبية.
ذاك الغبار و هذا الدخان لا يجتمعان أبداً , أي لا يمكن للمجاهد أن يدخل جهنم أبداً.
إنّ هذه الخاصة و هي إيثار التعبير بالصور المادية الملموسة عن الأمور الفكرية المجردة تتضح في هذا الحديث على أتم وجه.
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 07:07 م]ـ
عن سلمان: r قال , قال رسول الله:=:
((المسلم يصلي و خطاياه مرفوعةٌ على رأسه كلما سجد تحاتّت عنه))
و عن ابن عمر: r قال: سمعت رسول الله:= يقول:
((إنّ العبد إذا قام يصلي اُتي بذنوبه فجُعلت على رأسه و عاتقه , فكلّما ركع أو سجد تساقطت عنه)).
الحديثان يقرران تكفير الذنوب بصورة غاية في الجمال و التجسيم , فالذنوب و الخطايا أثقال و أوزار معنوية , و لكنها في الحديث هنا تبدو أمام أعين خيالنا أثقالاً حسية ملموسة.
فالخطايا مرفوعة على رأسه و عاتقه , و كلما ركع أو سجد تحاتّت عنه و تساقطت من حوله.
إننا نعلم أنّ في الصلاة حركات كثيرة من ركوع و سجود و جلوس , فكلّما تحرك سقطت عنه من الخطايا طائفة , لأنها موضوعة في مكان لا يتيح لها الاستقرار.
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 07:18 م]ـ
عن عثمان: r قال , قال رسول الله:=:
((من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتّى تخرج من تحت أظفاره))
يقرر هذا الحديث أن الوضوء يكفّر الذنوب و يحط الخطايا , و تكفير الذنوب أمر معنوي مجرّد , و قد عبر عنه الحديث بخروج الخطايا من جسده.
إن الخطايا تبدو كأنها كائنات تثقل كاهل صاحبها و تهبط به و تقعده عن متابعة الطريق الأقوم ... فعندما يتوضأ و يحسن الوضوء تخرج من جسده حتى من تحت أظفاره ... إنها الخطايا المستكنّة الدقيقة تخرج بالوضوء.
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 05:20 م]ـ
بوركت يا من ثبّتّ الموضوع ,ثبّتك الله بالقول الثابت في الدنيا و الآخرة.
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[29 - 04 - 2008, 05:39 م]ـ
عن أبي هريرة: r أنّ رسول الله:= قال:
((إذا جاء رمضان فُتّحت أبواب الجنة , و غُلّقت أبواب النار , و صُفّدت الشياطين))
قال القاضي عياض في شرح الحديث:
(يحتمل أنه على ظاهره و حقيقته و أن تفتيح أبواب الجنة و تغليق أبواب جهنّم و تصفيد الشياطين علامة لدخول الشهر العظيم لحرمته , و يكون التصفيد ليمتنعوا عن إيذاء المؤمنين و التهويش عليهم.
و يحتمل أن يكون المراد المجاز , و يكون إشارة إلى كثرة الثواب و العفو , و أنّ الشياطين يقل إغواؤهم و إيذاؤهم فيصيرون كالمصفدين و يكون تصفيدهم عن أشياء دون أشياء و لناس دون ناس ... و أن يكون فتح أبواب الجنة عبارة عمّا يفتحه الله تعالى لعباده من الطاعات في هذا الشهر , التي لا تقع في غيره عموماً كالصيام و القيام و فعل الخيرات و الانكفاف عن كثير من المخالفات).أهـ
و يبدو للمؤلف أن الرأي الثاني أقرب للصواب , و مهما يكن من أمر فإن الحديث فيه صورة جميلة , سواء أكانت الأمور الثلاثة (التفتيح و التغليق و التصفيد) حقيقة أم مجازاً.
- فإن كانت حقيقة فعرضها علينا كما جاء الحديث يتيح لخيالنا أن نتصور هذه الأمور على نحو ما , إنّ ترافق حلول الشهر مع هذه الأمور و عرض ذلك في هذا النص صورة مثيرة .. صورة تفتّح فيها أبواب الجنان , و تغلّق أبواب النيران , و تصفّد الشياطين.
- و إن كانت مجازاً فقد جاء شرح الصورة في الكلام الذي نقلناه عن القاضي عياض ... إذ كان التعبير عن كثرة الخير و قلة الشر في هذا الشهر بهذه الصور الثلاث.
¥