ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 11:17 ص]ـ
عن النّواس بن سمعان: r عن رسول الله:= قال:
((ضرب الله مثلاً: صراطاً مستقيماً , و على جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتّحة , و على الأبواب ستور مرخاة , و على باب الصراط داع يقول: يا أيها الناس ادخلوا الصراط جميعاً و لا تتعوجوا , و داع يدعو من فوق الصراط فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئاً من تلك الأبواب قال:
ويحك لا تفتحه , فإنك إن تفتحه تلجه.
فالصراط الإسلام , و السوران حدود الله , و الأبواب المفتّحة محارم الله , و ذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله عزّ و جلّ , و الداعي فوق الصراط واعظ الله في قلب كل مسلم)).
الحديث نبويٌ في ظاهره , و لكنّه في الحقيقة حديث قدسي , لأن رسول الله:= ينسب هذا المثل إلى الله تبارك و تعالى فيقول: "ضرب الله مثلاً".
و المثل صورة مركبة تمثل لنا طريق الحق و الهداية , و مزالق المعاصي و الغواية. و تدل هذه الصورة على أن طريق الإسلام طريق مستقيم لا عوج فيه و لا التواء , و هو ميسّر لمن أراد السلوك.
و لتقوم الحجة على الناس كان القرآن ناطقاً يدعو الناس جميعاً إلى سلوك الصراط المستقيم , و أقام الله في نفس كل مسلم وازعاً يُذكِّره بالخير , و واعظاً يحذّره مغبّة الانزلاق و الانحراف.
و تدل هذه الصورة المركبة على أن طريق الغواية خطيرة جداً و أن الخطوة الأولى هي أخطر الخطوات في الطريق لأنها تقود صاحبها إلى الهلاك و تورطه فلا يهون عليه التراجع ... إنّ سرقة البيضة قد تؤدي إلى سرقة الكنوز ... و إنّ الكأس الأولى قد تجعل من صاحبها مدمناً , و لننظر في معالم هذه الصورة الرائعة:
هناك صراط مستقيم , و على جانبه سوران , و في هذين السورين أبواب مفتّحة عليها ستور مرخاة , و هناك داعيان أحدهما يقف على رأس الطريق إنه كتاب الله عزّ و جلّ يدعو و يقول: يا أيها الناس ادخلوا الصراط جميعاً و لا تتعوجوا. دعوة إلى الإسلام عامة للخلق كلهم بلا استثناء و كانت الدعوة هنا أمراً بدخول الصراط , و عدم الانحراف يميناً أو يساراً.
و واضح أن التعبير هنا يؤثر الناحية الحسية البحتة.
إنه أمرٌ و نهي: أمر بالدخول , و نهي عن الانحراف. و الحياة ابتلاء ليظهر فيها الخير و الشر ...
و الداعي الثاني يدعو من فوق الصراط ... إنه واعظ الله في قلب المسلم يقول لمن يريد أن ينحرف و يرفع الستار عن أحد الأبواب المفتّحة في الجانبين يقول له: ويحك لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه , إنّ فيه إغراءً و جذباً و إنّ الخطوة الأولى تقود إلى خطوات. و من دخل باباً أوغل في الانحراف و الانزلاق .... و هكذا يتعاون كتاب الله و واعظ الله في قلب المسلم على البيان و التحذير.
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[17 - 05 - 2008, 08:57 م]ـ
عن كعب بن مالك: r قال , قال رسول الله:=:
((ما ذئبان جائعان أُرسلا في غنمٍ بأفسد لها من حرص المرء على المال و الشرف لدينه)).
الشرف: الجاه.
من طبيعة الإنسان الحرص على المال و الجاه .... و هذا الحرص مفسد لدينه إفساداً شديداً , لا يكاد يترك منه شيئاً. و من فسد دينه تقوضت سعادته و انهارت و مهما كسب مقابل ذلك فهو الخاسر الخسارة التي لا تقدر بمالٍ و لا بمنصب.
لقد عبّر النبي:= عن هذا المعنى بصورة يتذوقها الصحابة رضوان الله عليهم أتم التذوق لأنها مستمدة من واقعهم و بيئتهم. و هي الصورة الآتية:
هناك ذئبان جائعان مضى عليهما حين من الدهر لم يأكلا شيئاً ثم اُرسلا في غنم ... كيف يكون إفسادهما للغنم و قد أُرسلا فيه ... و لا حارس يصدهما , و لا راعي يذودهما؟ إنه فساد كبير.
يقول:=: إنّ إفساد الحرص على المال و الجاه لدين المرء أشدّ من إفساد هذين الذئبين للغنم.
إنّ الحرص على المال , و الحرص على الجاه ذئبان يغتالان الدين فلينتبه المرء إلى نفسه ... فإنه الخطر الماحق.
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[21 - 05 - 2008, 02:43 م]ـ
عن النعمان بن بشير: r قال , قال النبي:=:
¥