ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[02 - 06 - 2008, 11:35 م]ـ
عن أبي ذر: r قال:
قلت: يا رسول الله: ما آنية الحوض؟
قال: ((و الذي نفسي بيده لآنيته أكثر من عدد نجوم السماء و كواكبها , ألا في الليلة المظلمة المصحية. آنية الجنّة , من شرب منها لم يظمأ , آخر ما عليه يشخب فيه ميزابان من الجنّة من شرب منه لم يظمأ , عرضه مثل طوله , ما بين عمان إلى أيلة ماؤه أشد بياضاً من اللبن و أحلى من العسل)).
النص هذا مليئ بالصور المتعددة التّي تعاونت وسائل التصوير كلها لتقديم لوحة واضحة تامّة الوضوح عن أمر غيبيّ لا نعرف عنه في دنيانا شيئاً , فالوصف الدقيق , و التشبيه المبين , و التقدير للأبعاد بما يقرب المعنى من أذهان السامعين. و الموسيقى الداخلية للكلمة.
إنّ كلمة "المصحية" بصيغتها و جرسها تؤدي ههنا صورة تبرز لنا نجوم السماء بشكل نافر , و اجتماعها مع كلمة "المظلمة" بهذا التقابل و التناظر مع الاتفاق في صيغة اسم الفاعل يؤدي كذلك جانباً من التصوير , يدركه الذوق و تتجاوب معه النفس , و قد يقصر عن ايضاحه البيان , و كذلك فإنّ كلمة "يشخب" كلمة كأنها تحكي لنا صوت الماء الذي يصبّ في الحوض من الميزابين الواردين من الجنّة.
إننا لا ننتهي من قراءة الحديث حتى تتمثّل أمام أعيننا لوحة رائعة الجمال فتّانة المنظر لا نستطيع أن نتحول عنها لما نجد من المتعة و السِّحر في استجلائها و التأمل في جوانبها. إنه الحوض الذي لا يظمأ من يشرب منه في يوم شديد عطشه عزيز شرابه. و مع ذلك فإنّ ماءه أحلى من العسل.
اللهم اسقنا من يد حبيبنا:= شربةً لا نظمأُ بعدها أبداً .... آمين
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[05 - 06 - 2008, 02:34 ص]ـ
عن عبد الله بن سلام: r قال , سمعت رسول الله:= يقول:
((أيها الناس , أفشوا السلام , و أطعموا الطعام , و صِلوا الأرحام , و صَلّوا و الناسُ نيام , تدخلوا الجنّة بسلام)).
كلمات مأنوسة , و جمل متناسقة , و سجع لم يجرِ اللفظ فيه على المعنى و لا تعسّف قائله و لا تكلّف , و إنما جاء اللفظ تابعاً للمعنى , فقد ذكر الحديث أسباب السعادة الأخروية من العبادة الخالصة لله تبارك و تعالى و الإحسان إلى الناس بالسلام عليهم و إطعامهم. فذلك يقود إلى دخول الجنّة بسلام.
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[07 - 06 - 2008, 09:34 م]ـ
عن أبي الدرداء: r قال , قال رسول الله:=:
((إنكم قادمون على إخوانكم , فأصلحوا رحالكم , و أصلحوا لباسكم حتّى تكونوا كأنكم شامة في الناس , فإن الله لا يحب الفُحش و لا التّفحّش)).
إنّ هذا الحديث يعالج مسألةً يخطئ كثير من الناس في فهمها , فيحسبون أن الزهد و التواضع يوجبان لبس الممزق القذر من الثياب ... و هذا فهم سقيم و خطأ فاحش.
و الحديث ردّ على هذا الفهم الخاطئ , و فيه يطلب رسول الله:= من المسلمين أن يُصلحوا لباسهم إذا أقبلوا على إخوانهم , و يريد أن يكونوا كأنهم شامة في الناس. و ينتهي الحديث بأن الله تبارك و تعالى لا يحب الفحش و لا التفحّش.
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[07 - 06 - 2008, 09:37 م]ـ
عن أبي هريرة: r قال , قال رسول الله:=:
((من خاف أدلج , و من أدلج بلغ المنزل ألا إنّ سلعة الله غالية , ألا إنّ سلعة الله الجنّة)).
هذا مثلٌ جيدٌ على التحليل الداخلي لهذا الرجل المجدّ الذي يأخذ نفسه بالعزيمة و لا يتهاون في أمر ولا يقصر في واجب.
إنّه إنسان مسافر يخاف أن تنقطع به السبل فلا يبلغ المنزل الذي يقصد , و لا يُحقّق البغية التي يسعى إليها , و لا يحصّل السلعة النفيسة التي ارتحل من أجلها , و لذلك فإنه يسير من أول الليل مجداً في سيره , صابراً على التعب لا يبالي ما يلقى في الطريق.
و هكذا شأن من يقطع هذه الحياة الدنيا ... يريد تلك الجنّة التي هي سلعة الله الغالية , فإنّك لترى على وجهه آثار الخوف من أنْ تنقطع به السبل , و ترى في سلوكه آثار هذا الخوف من تشميرٍ في الطاعة و إقبالٍ على فعل النوافل و عزمٍ على ترك المنكرات ... إنّ المطلوب غالٍ ... إنّه الجنة.
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[07 - 06 - 2008, 09:40 م]ـ
و بهذا الحديث الأخير أكون و إياكم قد انتهينا من هذه الرحلة السعيدة التي تجولنا خلالها بكلام خير البشر , و حططنا رِحالنا في أبهى الأماكن , و التقطنا فيها أروع الصور و الذكريات.
فالله أسال أن أكون قد افدتُ و استفدتُ , و النيةَ أخلصتُ , و أعتذر إن قصّرت.
فما كان في هذه الصفحات من صواب فمن الملك الديان , و ما تخللها من خطأٍ أو نقصان فمن نفسي المقصرة و الشيطان.
و صلى الله و سلم و بارك على النبي العدنان و آله و صحبه و الخِلان , و على من تبعهم بإحسان.
ـ[مايا]ــــــــ[17 - 06 - 2008, 08:51 م]ـ
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الأخ العزيز: أنس عبد الله ...
أفدتنا وأمتعتنا .... جزيت الجنّة ...
ونتمنّى أن تفدنا دائمًا بما لديك .....
¥