تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقال صلى الله عليه وسلم لكعب بن مالك (لقد شكرك الله ياكعب على قولك هذا) (3) ويقصد بذلك قول كعب بن مالك (4):-

جاءت سخينة كي تغالب ربها ***** فليغلبن مغالب الغلاب

والمتأمل في ماأحدثه الإسلام بمصدريه التشريعيين العظيمين والمتمثلين في كتابه العظيم وسنة نبيه الكريم يجد أثر ذلك واضحاً جلياً في جوانب شتى سأذكر منها ماأستطيع إليه سبيلاً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) - ديوان النابغة الجعدي ص36

(2) - الشعر والشعراء لابن قتيبة 1/ 289

(3) - خزانة الادب عبدالقادر البغدادي 1/ 417 – دار الكتب

وأنظر دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة لعبدالقاهر الجرجاني – تحقيق محمود شاكر ص 17 – مكتبة الخانجي

(4) – ديوان كعب بن مالك دراسة وتحقيق د. سامي العاني ص 149– عالم الكتب

==============================================

(6)

المبحث الأول:-أثر القرآن الكريم والسنة النبوية في الألفاظ

تحدث بعض الدارسين للشعر العربي عما أحدثه الإسلام من تغيير في الشعر العربي بعامة وفي ألفاظه بخاصة وبالغ البعض منهم حتى أضفى على الشعر صفة الضعف بعد ظهور الإسلام والحق أن الإسلام هذب الشعر العربي وأحدث فيه تغييراً واضحاً في جوانبه المختلفه سواءاً كان ذلك في ألفاظه أو معانيه أو أغراضه ووضع قيوداً يجب على الشاعر المسلم أن يلتزم بها وأن يكون شعره موافقاً لما جاء في القرآن الكريم أو السنة النبوية من أحكام وما تدعوا إليه من تسامح ونبذ للفرقة وجمع للصف والمتتبع لما طرأ على الشعر العربي في صدر الإسلام وما بعده من تغيير في ألفاظه يلحظ أثر القرآن الكريم والسنة المطهرة في ذلك فقد جاءت ألفاظ الشعر في الغالب موافقة لما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية من وضوح في الدلالة وبعد عن الغرابة وهذا في الأعم الأغلب ومن المتعذر تتبع ماأحدثه القرن الكريم والسنة النبوية على ألفاظ الشعر العربي في عجاله كهذه لذا فأني سأورد بعض الامثلة المتعلقة بذلك ولعلها تفي بالغرض إن شاء الله ويمكن الحديث عن ذلك في النقاط التالية:-

1 - قضى الإسلام على سجع الكهان الذي كان سائداً في الجاهلية والذي أرتبط بها وبما كان لدى العرب من معتقدات وثنية. سواء كان ذلك في الشعر أو النثر لذا نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم قرع أحد الصحابة عندما إلتزم به في كلامه وقال له (أسجع كسجع الكهان؟) (1) ونهى الخطباء عن محاكاة ذلك السجع في خطبهم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) - فتح الباري بشرح صحيح البخاري 12/ 246 وما بعدها

=========================================================

(7)

وجاءت خطبته صلى الله عليه وسلم مثالاً يحتذى في الدقة في أختيار الألفاظ ووضوح المعاني والبعد عن التكلف والزهد في السجع وحذا حذوه في ذلك معظم الخطباء في عصرصدر الأسلام والعصر الأموي.

2 - على الرغم من أن كثير من الشعراء عاشوا جزء من حياتهم في الجاهلية والجزء الآخر في الإسلام وهم من يعرفون بالمخضرمين إلا أن ماأحدثه الاسلام بمصادره من أثر في ألفاظهم كان واضحاً وكانت استجابة بعضهم لهذا الأمر متأخره بعض الشيئ بينما نجد أن حساناً رضي الله عنه شاعر النبي صلى الله عليه وسلم أصبح شعره في شكله وفي مضمونه متوافقاً مع الإسلام وكذلك عبدالله بن رواحه وكعب بن مالك وكعب بن زهير الى حد بعيد. نجد بعض الشعراء كانت أستجابتهم متأخرة بعض الشيئ كالحطيئة والنابغة الجعدي وغيرهم من الشعراء.

3 - ظهر تأثير القرآن الكريم والسنة النبوية واضحاً على الشعر العربي والنثر وخاصة الخطابة. فكثير من الخطب في عصر صدر الإسلام والعصر الأموي كانت متأثرة بالقرآن الكريم وكانت ألفاظها تتضمن بعضاً من ألفاظه بدون زيادة ولا نقصان هذا عدا عن الاستشهاد بآي الذكر الحكيم والآحاديث النبوية في خطبهم سواءاً على سبيل الإقتباس أو التضمين مما لايتسع المجال الي حصره أو التدليل عليه.

أما في الشعر فهذه طائفة من الأبيات لبعض الشعراء الذين بدا تأثرهم واضحاً بألفاظ القرآن الكريم وعلى سبيل المثال لا الحصر:-

أ- الصياغة اللفظية للقرآن الكريم كقول النابغة الجعدي (1):-

الحمد لله لا شريك له ***** من لم يقلها فنفسه ظلما

المولج الليل في النهار***** وفي الليل نهار يفرج الظلما

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير