ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[01 - 04 - 2008, 06:09 م]ـ
زيادة الواو:
واعلم أن الكوفيين وجماعة من البصريين أجازوا زيادة الواو، قال الفراء في تفسير سورة يوسف: قوله تعالى: " فلما جهزهم بجهازهم "، " جعل السقاية " جواب، وربما أدخلت في مثلها الواو وهي جواب على حالها، كقوله في أول السورة: " فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب وأوحينا إليه " والمعنى والله أعلم أوحينا إليه.
وهي في قراءة عبد الله: " فلما جهزهم بجهازهم وجعل السقاية ". ومثله في الكلام: لما أتاني، وأثب عليه، كأنه قال وثبت عليه. وقد جاء الشعر في ذلك، قال امرؤ القيس:
فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى البيت
وقال آخر:
الكامل حتى إذا قملت بطونكم = ورأيتم أبناءكم شبوا
وقلبتم ظهر المجن لنا = إن اللئيم العاجز الخب
أراد: قلبتم.
وقال أيضاً في آخر تفسير سورة الأنبياء: وقوله تعالى: " واقترب الوعد الحق " معناه والله أعلم: حتى إذا فتحت اقترب، ودخول الواو في الجواب في حتى إذا بمنزلة قوله تعالى: " حتى إذا جاؤوها وفتحت ". وفي قراءة عبد الله: " فلما جهزهم بجهازهم وجعل السقاية " وفي قراءتنا بغير واو. ومثله في الصافات: " فلما أسلما وتله للجبين وناديناه " معناه ناديناه.
وقال امرؤ القيس:
فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى البيت
يريد: انتحى. انتهى كلامه.
(خزانة الأدب؛ لعبد القادر البغداديّ)
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[01 - 04 - 2008, 06:14 م]ـ
ومن ذلك الصَّاعُ يذكر ويؤنث،
وفي التنزيل: "نَفْقِدُ صُوَاعَ المَلِكِ ولِمَنْ جاءَ بِه حِمْلُ بَعِيرٍ"،
وفيه "ثم اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيه".
وقال أبو عبيد أنا لا أرى التذكير والتأنيث اجتمعا في اسم الصُّواع ولكنهما عندي إنما اجتمعا لأنه سمي باسمين أحدهما مذكر والآخر مؤنث فالمذكر الصُّواع والمؤنث السِّقاية.
قال ومثل ذلك الخِوَانُ والمائدةُ وسِنَانُ الرُّمْح وعالِيَتُه والصُّوَاعُ إناء من فضة كانوا يشربون به في الجاهلية.
وقد قدّمت ما فيه من اللغات صُوَاعٌ وصَوْعٌ وصَاعٌ وصُوعٌ، وإنما كررتها هنا؛ لأَقِفَك على أنها كلها تذكر وتؤنث.
(المخصص؛ لابن سيده اللغويّ الأندلسيّ)