تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والمتابع للخبر عبر الشاشات، إذ استعمل أسلوبا لا يصلح إلا لخطاب السوقة لا طلبة العلم في معهد ديني، مع أنه معروف بالمسالمة والاستجابة للضغوط والخوف من نقد العلمانيين الذين ينعتونه بألقاب الجلالة والفضيلة والاجتهاد، وهو أبعد الناس عن تلك الألقاب، ولكنه بمسالمته التي تصل أحيانا إلى درجة السذاجة وبسكوته عن مخازيهم يوفر غطاء لكثير من تجاوزاتهم، فكل يتساءل إذا قام زنديق أو فاسق فطعن في الملة: أين الأزهر؟!، ممثلا في مشيخته التي أصابتها الشيخوخة بعد رحيل الشيخ جاد الحق رحمه الله.

ويوم اعتدى بعض الصحفيين في مصر على مقام السلطان الذي استعمل الشيخ لقيادة الأزهر، يوم اعتدى أولئك على مقامه، وهم من أصحاب السمعة السيئة، إذ ليسوا سوى مرتزقة يعملون لحساب جهات خارجية مشبوهة تروج لفكر عقدي منحرف متستر برداء البطولة في ظل هزال الدولة المصرية التي يسهل في ظل تخاذلها الترويج لأي فكر معاد لها، ولعقيدة البلاد الرسمية، يوم اعتدى أولئك على السلطان بنشر شائعات كاذبة عنه، انبرى شيخ الأزهر في شجاعة أسدية يحسد عليها!، ليدفع عن السلطان غائلة الجرح، بل طالب بحدهم حد المفتري!، مع أن الشرائع في مصر معطلة، ولكن لا مانع من إعمالها انتصارا للسلطان، وأما الدين الذي تنتهك حرماته ليل نهار، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي تجرأت جرذان آدمية على النيل من مقامه الرفيع، والصحابة، رضي الله عنهم، الذين صار سبهم على صفحات الجرائد أمرا متكررا في ظل تسلل بدعة سبهم إلى الديار المصرية السنية، كل أولئك لا بواكي له، وإنما البواكي بل السوالق الحوالق للسلطان الذي نصبه شيخا للأزهر فله عليه فضل الوالي على عماله!.

فالمنصب سياسي لا اعتبار فيه للكفاءة، وإنما الاعتبار للولاء، فمن كان أكثر ولاء ولو بالتفريط في دينه وكرامته فهو المقدم على ما اطرد من حال السلاطين الذين لا يروق لهم أصحاب الأصوات العالية!.

والتنصير في مصر قد اشتعلت جذوته، والشيخ يتمنى في فتوى على طريقة: يحيا الهلال مع الصليب، وإن شئت فقل: يحيا الإيمان مع الكفر!، يتمنى أن يكون في كل حي مسجد وكنيسة، كما انتزع منه ذلك القول الآثم مستشار الكنيسة الذي ناصره مؤخرا معتبرا تعديه على فتاة مسلمة ملتزمة تبلغ من العمر: 12 عاما بألفاظ سوقية هابطة تنم عن لؤم أصله: (أنا أفهم في الدين أكثر من اللي خلفوكي، أومال لو كنت حلوة شوية كنت عملت إيه!، "عبارات يتعفف عنها الباعة المتجولون في شوارع القاهرة فهم أشد تعظيما لحرمات الله منه" واعتبر ذلك النصراني ما اقترفه ذلك المترسم برسم العلم: نوعا من الاجتهاد في صحيح الدين!، فهو مجتهد في دين الإسلام بشهادة نصراني مثلث كافر!، فهنيئا له، كما يقول أحد الفضلاء عندنا في مصر، هنيئا له تلك الشهادة المخزية، إذ فشل في الحصول على تزكية علماء الأزهر الذين وصفهم بأنهم سمكرية!، فابتغى التزكية عند عباد الصليب.

وذلك يشبه إلى حد كبير تزكية النصارى لمفتي الجمهورية لما أفتى بجواز استتابة المرتد طوال عمره طالما لم يثر شغبا بردته، فهو مرتد مؤدب في حاله يسير على الرصيف بجوار الحائط فلا يؤذي أحدا!، بل هو كما يزعم المتنصرون حديثا الذين أعلنوا عن أول مؤسسة رسمية لهم في مصر، وهم الذين كانوا قبل سنوات يفرون من مصر كالجرذان، هو كما يزعم أولئك: "بيحب مصر وخايف عليها! " فلا بد أن يكون له دور فاعل في أنشطتها، فلا بد أن يعطى حرية الحركة ليفتن من استطاع في دينه في ظل غياب العلم الشرعي الصحيح بتسطيح الخطاب الديني وحجب أهل العلم الربانيين، فقد أعطاهم بتلك الفتوى الآثمة ذريعة ما كانوا يحلمون بها إلى الاستعلان بأنشطتهم، فراحت الكنيسة تستقبل النكرات من المرتدين زاعمة أنها لا تستطيع أن تحجب أحدا عن دخول ملكوت السماء!، ولكنها في المقابل تستطيع حجب إخواننا وأخواتنا من المسلمين المستضعفين الذين يدخلون في الدين الحق بأرقام هي من البشرى في ظل هذه الفتنة المظلمة، فقد قعدنا عن نصرتهم تحت وطأة ضغوط أمريكا التي تجيد اللعب بورقة الاضطهاد الديني لتبتز مصر سياسيا لصالح طفلها المدلل غير الشرعي المسمى زورا بإسرائيل، تستطيع حجبهم في أقبيتها تحت سمع وبصر السلطات المتخاذلة التي صار

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير