ولاؤها للمناصب والرسوم الزائلة، وأولئك الشيوخ الأكابر نموذج لتلك الشريحة الرديئة التي استولت على مقاليد السلطات التشريعية والتنفيذية في مصر في ظل سنوات التدهور التي نعيشها الآن، وقد فقدت الدولة تقريبا توازنها فلم يصر لها في قلوب المواطنين كبير مكانة اللهم إلا الخوف من سيفها الغاشم. والعجيب أيضا أنه حصل على التزكية المعتادة من شيوخ الجرح والتعديل من النصارى حتى تندر أحد الفضلاء يوما فقال: إنه قد صار مرجعية معتمدة لدى النصارى فعنه يتلقون أحكام دينهم وذلك بعد أن انهالت عبارات الثناء والتأييد لفضيلته من أفواه عباد الصليب! فهنيئا له هو الآخر.
والزندقة هي الأخرى تتزايد بمعدل مطرد حتى اجترأ نكرة آخر على إنكار رسالة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهو ملك وطد أركان الملك لنبي هاشم!، وليس نبيا معصوما يوحى إليه، وشريعته أرضية وضعية، على طريقة يهود في الطعن في داود وسليمان عليهما السلام بنعتهما بنعوت الملك الذي يقع فيه من التجاوزات ما يقع على طريقة أرباب السلطان وساكني القصور، فكان التكريم بنيل جائزة الدولة التقديرية للعلوم والآداب!، ولم نسمع صوتا لذلك الشيخ الهمام الذي يحارب التطرف الديني الذي تجسد صورته في نقاب فتاة تبلغ 12 عاما.
وأخرى تستفز مشاعر المصريين بتصوير أفلام هي إلى الإباحية أقرب في خطوة جريئة لكشف ما كانت عدسات السينما تستحي من كشفه، مع أنها في الأغم الأغلب: قليلة الحياء، ولكن تلك المرأة قد سمت همتها إلى جعلها عديمة الحياء، وتستخف بمعتقدات وثوابت عشرات الملايين من أبناء مصر المسلمة، وكالعادة وقف الأزهر صامتا في حيادية يحسد عليها، وإن شئت الدقة فقل في سلبية وأنا مالية سيحاسب عليها أمام الديان جل وعلا.
والمبتدعة قد غزوا أرض مصر برسم الانتصار لآل البيت، رضي الله عنهم، فخرج كعادته بسماحته المعهودة، ليقول بأن الخلاف بين الفريقين: فرعي لا يفسد للود قضية، فصار الوقوع في عرض الصحابة مسألة اجتهادية لا تستدعي الانفعال أو التشنج، وعرض رئيس الجمهورية يوجب حد من روج شائعة كاذبة عن حالته الصحية!.
ثم خرج منكرا عليهم بعد أن كان الخلاف بالأمس فرعيا، لما توترت العلاقات بين مصر ودولتهم، لا سيما بعد ضبط الخلية الأخيرة التابعة لهم، فأين كان ذلك الإنكار ابتداء؟!
والإشكالية كما سبق، أنه أجير لدى السلطان أينما يوجهه يتوجه، ولكنه لا يأت إلا بكل شر من قول أو فعل فيوقع نفسه في مواقف تجعله عرضة للنقد بل وللسخرية في أحيان كثيرة.
فقد ترك كل تلك المعضلات التي تستغرق أوقاتا بل أعمارا لمجابهتها وتفنيد آرائها الباطلة وشبهاتها الواهية ووقاية المسلمين من شرها ترك كل ذلك ليرتدي لأمة الحرب على التطرف الديني وكان خصمه الشرس في هذه المرة: فتاة تبلغ 12 عاما في الصف الثاني الإعدادي، ومع ذلك قدر الله، عز وجل، له فضيحة إعلامية على شبكات التلفزة العالمية جزاء وفاقا فعاد ليستدرك بقرار منع ارتداء النقاب في التجمعات النسائية الخالصة التابعة للأزهر، ولا يدري السامع ما معنى هذا القرار، وهل كانت النساء قبل ذلك تنتقب بحضرة بعضهن البعض إذا لم يكن ثم رجال!، وذلك من جنس فرية أحد الصحفيين إذ اخترع من عدة سنوات قصة وهمية عن رب أسرة متشدد يجبر زوجته على ارتداء النقاب في البيت بحضرته، ولا يدري السامع: لماذا تزوجها إذن؟!
و:
ما يبلغ الأعداء من جاهلٍ ******* ما يبلغ الجاهل من نفسه
فقد أضحكوا العقلاء والسفهاء من سقطاتهم المزرية.
ومخالفة الإجماع أمر يوقع فاعله في الحرج لا سيما إن كان ممن يشار إليه بالبنان، فالإجماع منعقد على مشروعية النقاب وجوبا أو استحبابا على خلاف بين أهل العلم، فلم يقل أحد من آحاد طلبة العلم فضلا عن فضيلة شيخ الأزهر رأس المؤسسة الدينية أن النقاب: عادة تجري مجرى المباحات التي لا يجوز التعبد بها إذ لا معنى للقربة فيها.
¥