تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأصحاب المناصب لا ينبغي أن يغفلوا عن خطر شأنهم، فقولهم ليس كقول آحاد البشر، والزلة منهم عظيمة لا سيما إن اقترنت بجفاء وسوء أدب، فذلك مما يفقدهم المصداقية، وهذا أمر مشاهد في كثير من المتصدرين لأمر الدين برسم الوظيفة التي يتطلع شاغلها إلى آخر الشهر ليستلم راتبه، فإن لم يكن معه من الإيمان والورع ما يحجزه عن طرق باب السلطان: طرق السائل الذليل، فإنه سيزري بنفسه، ويزري بالعلم الذي حمله فلم يرع له حرمة بل أهانه حتى تجهم وجهه، إذ ليس أهلا لذلك بل هو على الضد من ذلك: أهل للصيانة، وأهل لأن يصون صاحبه إن كان ربانيا لا سلطانيا معينا من قبل السلطان كآحاد الجند والكتاب في الداووين الحكومية!.

وحاله في نقد تلك الفتاة المسلمة ثبتها الله، عز وجل، وثبت أهلها وجزاهم خيرا على صيانتهم لابنتهم، حاله في نقدها حال أي: متشنج لا يرى الحق إلا معه، فهو من جنس تشنج أوروبا التي لا ترى التاريخ الإنساني إلا تاريخها، ولا ترى الحضارة إلا حضارتها، وكل ما سوى ذلك فهو عاطل باطل، فهو كذلك يعرف الدين أكثر منها ومن اللي خلفوها ومن المصريين جميعا فهو شيخ الإسلام وعلامة الأنام الذي ابتعثه الله، عز وجل، على رأس هذه المائة ليجدد للأمة دينها، وإن شئت الدقة فهو: عقاب كوني سلطه الله، عز وجل، علينا، ليفسد ديننا جزاء وفاقا لإعراضنا عن الالتزام بأحكام ديننا الحنيف، وهو، ولله الحمد، لا يمثل إلا شريحة من المنتفعين في الأزهر، فرغم كل المحاولات المستميتة للقضاء على الأزهر بتسطيح مناهجه واستبدال المصادر الإسلامية الأصلية من كتب السلف بكتب شيخ الأزهر التي يتكسب بها ولو أدى ذلك إلى تدهور التعليم الديني في مصر فالمهم أن يمتلئ جيبه!، رغم كل ذلك لا زال في الأزهر شيوخ وطلبة فضلاء لعل من أبرزهم: علماء جبهة الأزهر حفظهم الله وسددهم، الذين وصفهم الشيخ بسوء أدبه المعتاد بـ: "السمكرية"!، فضلا عن كثير من الإخوة الكرام المنتسبين إلى الأزهر، مع التسليم بوقوع خلل عظيم في نظام التعليم الديني في مصر بفعل المحاولات المتتالية لتخريبه من لدن الزعيم الملهم الذي أصدر قانون تخريب الأزهر باسم تطويره في عام 1961 م إن لم تخني الذاكرة.

وكما يقول أحد الفضلاء من المنتسبين إلى الأزهر عندنا في مصر: رد الفعل الأمثل لهذه الحملة الشرسة، وكان كلامه منصبا على الجانب العلمي، رد الفعل الأمثل هو الرجوع إلى المصادر الأصلية من كتب السلف التي يحاول أولئك حجبها عن الأمة لتظل بمعزل عن تاريخها العلمي المشرق فضلا عن حجبها عن تاريخها السياسي والعسكري أو تقديمه بصورة مشوهة منفرة على طريقة المسلسلات الدينية والتاريخية.

وقد طارت الأحزاب اليمينية المتطرفة في إيطاليا فرحا بفتواه وجعلوها من ضمن أدلتهم النقلية! على أن النقاب ليس سوى عادة متطرفة، فليس من الإسلام في شيء، فضلا عن أدلتهم العقلية إذ النقاب قبيح منفر، جعلوها من ضمن حزمة أدلتهم في سعيهم الحثيث إلى استصدار قانون بحظر النقاب في إيطاليا.

فهو قد صار مرجعية للكفار الأصليين في حربهم على الدين ممثلا في النقاب وهو من الهدي الظاهر الذي يتميز به المجتمع الإسلامي.

وإلى الله المشتكى.

ـ[بل الصدى]ــــــــ[10 - 10 - 2009, 03:39 م]ـ

الله المستعان

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير