ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 06:24 ص]ـ
بارك الله فيك أستاذ عبد الله
كنت أقول بالرأي الذي ذكره الأستاذ محمد، أن الهم لم يقع منه، عليه السلام. وانتصر لهذا الرأي أبو حيان - رحمه الله - في البحر والشيخ محمد الأمين - رحمه الله - في الأضواء، وغيرهما.
وكان دار نقاش طويل قديمًا في مخيم، واستضفنا فضيلة شيخنا العلامة ابن عثيمين، رحمه الله، وسألناه عن هذا فكان يميل إلى أن اللفظ على ظاهره، وأنه شاب تهيأت له الأسباب، وهو بشر، وهنا تكمن المنقبة لهذا النبي العفيف، أما لو كان معصومًا من الأصل، كما يقول به المعتزلة، فإنه لا منقبة حينئذ. وأنا إلى رأي الشيخ، الآن، أميَل.
ومن هنا ( http://sound.binothaimeen.com/sound/rpm/a0015/030.html) تستمع إلى كلامه، رحمه الله.
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 08:18 م]ـ
مع احترامي وتقديري لما ذهب إليه الشيخ رحمه الله، إلا أني أقول: نعم قد كان شابا لكن لا كغيره من الشباب، بدليل قوله تعالى: {كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء} أي معصوما محفوظا قبل النبوة وبعدها، ولا دليل على تقييد العصمة، وإلا ما فائدة قول الله سبحانه وتعالى: {إنه كان من المخلصين} وفي غيره {واصطنعتك لنفسي} {ولتصنع على عيني}. ومن صفى قلبُه واصطُفي، وأخلصه لله تعالى واجتُبي، فإنه لا يخطر بباله ماهو أدنى من ذلك، فضلا عن أن يهم به.
والله أعلم وهو الموفق.
ـ[عبدالله الزنتاني]ــــــــ[31 - 10 - 2009, 06:40 م]ـ
السيد الفاضل الأستاذ محمد السلام عليكم ورحمة الله
أولاً بارك الله فيك على عرض المساعدة و إن احتجت سوف أستعين بك إن شاء الله.
و أقول إن أصل كلمة (وهم بها) فعل وليس خاطرة ولولا حرف امتناع لوجود الوقوع بالبرهان
وقولك (لولا أن رأى برهان ربه لهم بها) هذا إذا كان الهم خاطرة
مثال قول الله تعالى عن أم موسى عليه السلام (وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [القصص: 10] الجواب تقدّم يعني لولا أن ربطنا على قلبها لأبدت به أو لكادت أن تبدي به لكن هي لم تبدي به أصلاً ولو جاءت (كادا أن يهم بها لولا إن رأى برهان ربه) لقلنا امتنع الهم أصلاً.
وهذه الأحاديث الثلاثة تبين الفعل من (هم) و الخاطرة من (حديث النفس) ومن السبب (يريد):-
في حديث النبي عليه الصلاة والسلام, حدثنا أبو كريب, حدثنا أبو خالد الأحمر، عن هشام، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة, ومن هم بحسنة فعملها كتبت له عشراً إلى سبعمائة ضعف, ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب وإن عملها كتبت)
و ذكرت في بحث الإرادات في قصة العبد الصالح و سيدنا موسى عليه السلام أن الإرادة تتكون من ثلاثة عناصر وجود السبب والقدرة والاستطاعة و بينتُ الفعل في حالة عدم وجود السبب وفي حالت وجود السبب و القدرة فقط مع الدليل عليه من كتاب الله عز وجل.
والهم كمعنى للكلمة هو فقد الاستطاعة و كفعل من هم يهموا فهو الشروع في الفعل بالقدرة بدون استطاعة.
مثال:- لو كنت على شاطئ البحر و رأيت رجل يغرق وهو يصرخ و يطلب المساعدة هنا أصبح عندك سبب وتحتاج إلى أن تكون عندك قدرة أي لا توجد إعاقة في جسدك و تحتاج إلى استطاعة وهي أن تجيد السباحة لكي تشرع في الفعل (و هذا هو الفعل الإرادي)
و إذا كنت فاقداً الاستطاعة فإن شعورك في تلك الحالة يطلق عليه (الهم)
و إذا حاولت بمجرد القدرة بدون وجود الاستطاعة يطلق على الفعل (هم بـ)
وإذا لم تحقق نتيجة في المحاولة ينطبق عليك قول رسول الله صلي الله عليه وسلم (من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة)
وإذا وفقت في المحاولة ينطبق عليك قول رسول الله صلي الله عليه وسلم (ومن هم بحسنة فعملها كتبت له عشراً إلى سبعمائة ضعف)
لماذا يضاعف الله في الأجر لأن الفعل فعل ما لا تستطيع وهذا يكلفك جهد و ربما تتعرض فيه إلى الخطر.
بعقلك:- عمل حسنة بعشر أمثالها؛ والهم بالحسنة كا (خاطرة) من عشراً إلى سبعمائة وزن من هذا بالله عليك.
وهذا ما قصدت به فعل يوسف عليه السلام في قوله تعالى (وهم بها) إن هم يوسف كان ينطبق عليه قول رسول الله صلي الله عليه وسلم (ومن هم بحسنة فعملها كتبت له عشراً إلى سبعمائة ضعف) لأن يوسف استعمل القدرة بدون وجود الاستطاعة لدفع السوء و الفحشاء و لم أتجرأ عليه.
و أنا أقول بعصمة الأنبياء و الرسل بحفظ الله لهم ورعايته مع الكمال في بشريتهم وليس هناك فضل ليوسف عليه السلام لو نزعة منه الغرائز البشرية في واقعة مثل هذه الواقعة حتى يثني الله عليه فيها.
وهذا الحديث يبين حديث النفس المجرد من الفعل:-
وحدثنا محمد بن رافع, حدثنا عبد الرزاق, أخبرنا معمر عن همام بن منبه؛ قال:
هذا ما حدثنا أبو هريرة, عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (قال الله عز وجل: إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا أكتبها له حسنة ما لم يعمل, فإذا عملها فأنا أكتبها بعشر أمثالها, وإذا تحدث بأن يعمل سيئة فأنا أغفرها له ما لم يعملها, فإذا عملها فأنا أكتبها له بمثلها)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (قالت الملائكة: رب ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة (وهو أبصر به) فقال: ارقبوه, فإن عملها فاكتبوها له بمثلها, وإن تركها فاكتبوها له حسنة, إنما تركها من جراي)
(و انظر إلى عدالة الوزن في الأحاديث الثلاثة)
و أنا انتظر ردك