تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فضلا عن وقفات صلبة له في مواجهة مؤامرات من قبيل المؤامرة التي عقدت في مصر عام 1994 م، تحت عنوان: "مؤتمر السكان"، فقد تعرض لمقرراته بالنقد مبديا استغرابه صدور مثل تلك المقررات المخالفة للشرائع والأخلاق من عاصمة الألف مئذنة.

وفضلا عن كتاباته، أيضا، عن إفريقيا وأمريكا الوسطى واللاتينية ودور الكيان الصهيوني في إشعال الحروب الصغيرة فيها، إذ هي سوق سلاح رائج له.

وله نقد بارز للشيوعية ومنظريها من أمثال ماركس وإنجلز وتروتسكي، وكوادرها لا سيما: "جيفارا" فتنة جيل الستينيات في مصر!، وقد نشأ الدكتور مصطفى في فترة كانت مصر تعاني فيها من سطوة عصابة يولبو 1952، وكان لكثير منهم توجه شيوعي صريح، أو مستتر تحت ستار الاشتراكية التي بلينا بها في ستينيات القرن الماضي، وقد عانى الإسلام ممثلا في مؤسسته العتيدة الأزهر من أذى كثير من تلك الطغمة الفاسدة فضلا عما تعرض له عموم المسلمين في مصر من أذى في الدين والبدن، توج بفضيحة 1967 م!.

وله كتابات نافعة في الكلام على الطائفة البهائية في "حقيقة البهائية"، وتفنيد جيد في كتاب: "محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم" لنظرية المستغربين في تقديم النبي صلى اله عليه وعلى آله وسلم إلى أمة الغرب على أنه مفكر عظيم أو ثائر جليل على نمط "جبفارا" بمعزل عن حقيقة النبوة التي ينكرها الغرب، فمن يبدي احترامه للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم منهم إنما يبديه للقائد والسياسي والمقاتل لا النبي المؤيد بالوحي، وله كذلك كتابات في فنون الجدال بالحسنى إن صح التعبير من قبيل كتاب: "حوار مع صديقي الملحد".

ولم يكن، رحمه الله، موفقا في تناوله لكثير من القضايا الدينية إذ لم يكن له فيها ذات القدم الراسخة، فكتاباته لا تخلو من لمحات صوفية أحيانا، اعتزالية أحيانا أخرى، كأي مفكر يغلب على كتاباته الجانب العقلي على حساب الجانب النقلي، فبضاعته العقلية، لا سيما في قضايا الصراع الكوني الآنفة الذكر أقيم وأفضل بكثير من بضاعته النقلية. وكل يؤخذ من كلامه ويرد إلا المؤيد بالوحي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. والله يغفر له ويرحمه ويتجاوز عن زلاته بما قدم من خدمات فكرية واجتماعية لأمته.

وعذرا على الإطالة، فإن الرجل بكتاباته الموفقة في الذب عن الإسلام، لا سيما في معاركه السياسية، صاحب فضل علي، وعلى كثير ممن فرأ كتاباته في هذا الشأن فهي تثير الحمية الإيمانية مع ما فيها من زاد عقلي معرفي نافع عن حقيقة الصراع الدائر بين الحضارات تأويلا للمقدرو الكوني من سنة التدافع بين الأمم، فهو، من وجهة نظري القاصرة، مفكر سياسي مدقق بالدرجة الأولى، فقد كان في هذا الباب مسددا بما امتن الله، عز وجل، عليه، من دقة النظر وحدة الذكاء.

ولعل هذه الإطالة تكون من باب الصلة لرحم مفكر له فضل على كاتب هذه الكلمات لا ينكره، وإن لم يعرفه أو يلتق به. وإن لم يوافق كثير من أهل العلم الدكتور مصطفى في كثير من آرائه المثيرة للجدل، وهم فيها أمكن منه وأولى بالاتباع، كما أنه في الجانب الذي وفق فيه جدير بالموافقة والاتباع.

والحمد لله الذي قسم أنصبة الحق بحكمته البالغة بين عباده فلم يجمع الحق برمته إلا لرسله وأنبيائه عليهم الصلاة والسلام.

والله أعلى وأعلم.

ـ[بل الصدى]ــــــــ[01 - 11 - 2009, 08:10 م]ـ

جزيت خيرا أستاذ مهاجر

رحمه الله رحمة واسعة و أسكنه فسيح جناته.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير