تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[وأبو سليمان الدارني] –عليه رحمة الله- ينام ليلة من الليالي، عابد زاهد عبَد الله، وأخلص لله، وصدق مع الله، يمني نفسه بما في الجنة من نعيم، فيقول في ليلة من الليالي –نائمًا والنفس أحيانًا تحدث بما ترغب وبما تريد وبما تحب- قال: فرأيت –فيما يرى النائم- كأن حورية جاءتني، وقالت: ما هكذا يفعل الصالحون –يا أبا سليمان- أتنام وأنا أربى لك في الخدور من خمسمائة عام. لا إله إلا الله؛ فما نام بعدها إلا قليلا؛ جد وطلب ليلحق بها.

وأبو سليمان إيضاً كانت له رحلة الحج المعروفة، والتي ذكرها صاحب حادي الأرواح -عليه رحمة الله- يقول: رافقه شاب عراقي في طريقه إلى الحج، قال: فما رأيت هذا الشاب إلا باكيًا أو تاليًا أو مصليًا؛ نركب فيتلو القرآن، ننزل فنصلي فيصلي، ويذكر الله، لا يتكلم بكلام إلا بذكر الله أو بالصلاة والقيام، قال: فقلت: لا أسأله ولا أشغله، وعندما رجعنا من رحلة الحج، ووصلنا إلى بلاد العراق. قال: قلت له: أيها الشاب أسألك بالله؛ ما الذي هيَّجك على العبادة؟ ما الذي هيَّجك على العبادة لا تفتر عنها؟ قال: يا] أبا سليمان] أما إن سألتني؛ فإني رأيت -فيما يرى النائم- حورية في قصر من ذهب، وقصر من فضة، له شرفتان من زبرجد وياقوت، وبينهما هذه الحورية مرخية شعرها لم أرَ جمالا كذاك الجمال، وهي تقول لي: جِدّ إلى الله في طلبي؛ فإني أربى لك في الخدور من خمسمائة عام، فوالله برحمة الله، وأقسم على الله برحمته: لأجتهدنَّ حتى أصلها أو أهلك دونها. والله لا أرتاح حتى أبلغ تلك المنزلة، هيَّجهم ذكر الجنة إلى الجنة، طيَّرت الجنة نوم العابدين من جفونهم، فتركوا الفراش، واتجهوا إلى الله في أسحارهم وفي لياليهم (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) يبيتون لربهم سجدًا وقيامًا يأتي أحدهم، فيفرش فراشه، ثم يضع يده عليه، ويقول: والله إنك لَلَيِّنٌ، لكن فراش الجنة ألْيَن، فيقوم ليله كله لا ينام

ولله كمْ حوريةٍ إنْ تبسمتْ ... أضاء لها نور من الفَجْرِ أعظمُ

فيَا لذَّةَ الأبصارِ إنْ هِيَ أقْبَلتْ ... ويا لذة الأسماع حين تكلم

فيا خاطِبَ الحسناءِ إنْ كنْتَ بَاغِيًا ... فهذا زمانُ المَهرِ فَهْوَ المُقدَّمُ

فأقْدِمْ ولا تقنعْ بعيشٍ مُنغصٍ ... فَمَا فَاتَتِ اللّذاتُ مَن ليس يَقْدُمُ

وإن ضاقتْ الدنيَا عليكَ بأسرِها ... ولَمْ يكن فيها مَنزِلٌ لك يُعْلَمُ

فحيَّ على جناتِ عدنٍ فإنَّها ... منازلُنَا الأُولَى وفيها المخيمُ

يقول أبو هريرة رضي الله عنه يوم إن في الجنة حوراء يقال لها العيناء إذا مشت مشى حولها سبعون ألف وصيف كلهن مثل جمالها تقول هذه العيناء أين الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر

وعنْ مُعاذ بْنِ أَنَسٍ رضي اللَّه عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ: (مَنْ كظَمَ غيظاً، وهُو قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ، دَعَاهُ اللَّهُ سُبْحانَهُ وتَعالَى عَلَى رُؤُوسِ الْخلائقِ يَوْمَ الْقِيامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ مَا شَاءَ)

4 - بلال رضي الله عنه والوضوء:

رضي الله عنه مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنه. أسلم قديما فعذبه قومه وجعلوا يقولون له: ربك اللات والعزى، وهو يقول أحد أحد. فأتى عليه أبو بكر فاشتراه بسبع أواق وقيل بخمس، فأعتقه الرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يؤذن له حضرا وسفرا. وكان خازنه على بيت ماله.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال صلاةالغداة:" حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام منفعة، فإني سمعت الليلة خشف نعليك بين يدي في الجنة. قال بلال: ما عملت عملا في الإسلام أرجى عندي منفعة من أني لا أتطهر طهورا تاما في ساعة ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب الله لي أن أصلي ".

5 - أين أمثال أبو الدحداح؟

أبو الدحداح، ثابت بن الدحداح الأنصاري رضي الله عنه شهد أحدا وقتل يومئذ.

وعن جابر بن سمرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" كم من عذق معلق لأبي الدحداح في الجنة ".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير