تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أو تظهر العداء لمسلم يلزمك موالاته فرضا لا نفلا، فضلا عن أن يتطور الأمر إلى وقوع اشتباكات بين المسلمين كما حدث في أحياء من مدينة القاهرة بعد انتهاء المباراة، فقد جرح ما يزيد على الستين إن لم تخني الذاكرة، وسفك دم حرام ونحن في الأشهر الحرم!.

وتعدى الأمر إلى دول الجوار فاتخذت المملكة العربية السعودية إجراءات أمنية عقيب انتهاء المباراة، وذلك عبء يضاف إلى الحرب الدائرة الآن في الجنوب فضلا عن الاستعداد لموسم الحج مع ما يكتنفه هذا العام من تهديدات طائقية من الدولة الفارسية وتاريخها في هذا الشأن معروف، وكذلك الحال في فرنسا التي أحاطت مقار البعثات الدبلوماسية والشركات التجارية بسياج أمني محكم!، فضلا عن الاحتياطات الأمنية في كلا البلدين، وهذا أمر يدعو أحيانا إلى الضحك إذا تدبره الإنسان ونظر فيه.

ومما نقله موقع مفكرة الإسلام: وقوع مشاحنات بين أزواج من البلدين اضطر السفير بنفسه إلى التدخل لحلها حفظا لبيت مسلم أنشئ من نحو ثلاث سنوات رزق فيها الزوجان طفلا، ولكن الزوجة غادرته غاضبة منتصرة لمنتخب بلدها، فكاد البيت أن ينهار من أجل المباراة، وزيجة أخرى بين زوجين من البلدين تعطلت فلم تتم ......... إلخ من صور "الهبل"! كما يقال عندنا في مصر.

فضلا عن استدعاء السفراء من قبل وزارات الخارجية لضمان أمن الجاليات، وهو أمر غريب أن يفقد المسلم الأمان في بلاد المسلمين، أو يخشى من فقده له حتى يتطلب ذلك توصية وتوكيدا من قبل الجهات الرسمية، واعتزام السلطات في أحد البلدين إرسال أطقم أمنية مع جماهيرها لضمان سلامتهم في المعركة الفاصلة! في الجار السودان، وكأنه هو الآخر خلو من المشاكل حتى يضطر إلى استضافة هذه المباراة.

ومن النوادر أن صحيفة معاريف العبرية كانت من أوائل الصحف التي رصدت الأمر من أوله، وربما وجدت فيه مادة للتندر والسخرية من المسلمين الذين تدنت هممهم إلى هذا الدرك، وقد ألقت السلطات المصرية القبض على أحد المصورين اليهود التابعين للصحيفة أثناء تصويره لبعض مظاهر الشغب في القاهرة بعد انتهاء المباراة، وأظهرت القناة العاشرة العبرية الشماتة قي جماهير البلدين متمنية تصاعد التوتر بينهم ومشبهة الأمر بالمعركة الدائرة بين حماس وفتح!، ولو اتبعنا نظرية المؤامرة لألقينا اللوم على اليهود على طريقتنا في مصر في نسبة كل مصيبة تنزل بنا إليهم فلو استيقظ أحدنا من النوم فوجد الماء مقطوعا لاتهمهم بسرقة مياه النيل، أو وجد الكهرباء مقطوعة لاتهم الحكومة بسرقتها وبيعها لهم بأسعار مخفضة!، وهم أهون من أن ينالوا منا في دين أو دنيا بخلاف ما يروجون في إطار حربهم النفسية ضد المسلمين، فليسوا صناعا للأحداث، كما يزعمون، وإنما غايتهم، كما يقول بعض الفضلاء المعاصرين، أن يستغلوا الفرص السانحة لإيقاع الضرر بعدوهم، وقد أعطيناهم فرصة بل فرصا سانحة في هذه المناسبة وفي مناسبات أهم.

وإذا سألت فاسأل عن العقل الجمعي:

وتأمله في الأحزان المفاجئة التي تطرأ على الإنسان فيصاب بالإحباط والفتور التام بعد النشاط ثم يسأل عن سر ذلك، فإذا هي، كما يقول بعض الفضلاء المعاصرين، أحزان متراكمة لم يلق لها بالا في أول الأمر تكاثرت حتى صارت جبلا، ثم جاءت قاصمة الظهر فانهار الإنسان في نازلة بعينها هي بالنسبة إلى ما قبلها: قمة جبل الجليد الطافية، فجذوره ممتدة في الأعماق ولكنها غير مرئية.

وتأمله في تجييش المشاعر الدينية كما يحدث عندنا في مصر من قبل النصارى الذين يضخمون من أعدادهم الضئيلة فيشيعون أرقاما وهمية من قبيل: 15 مليون حتى وصل الأمر بناشط قبطي يعيش في أمريكا إلى القول بأنهم ربع سكان مصر وقريبا سوف يصبحون هم الأغلبية عددا كما هم الآن الأغلبية عدة!، مع أنهم لا يتجاوزون 6 % بمختلف طوائفهم ولكن العقل الجمعي يمكن استخدامه لفرض أوهام على أرض الواقع، تصير بتكرارها حقائق مسلما بها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير