ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[18 - 11 - 2009, 12:59 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
جزاك الله خيرا .... على ما تقدم ... جعله الله في موازين حسناتكم ... اللهم آمين
اللهم حبب فعل الخيرات إلى قلب كل مسلم .... واجعله يلج كل أبواب الخير التي توصله إلى محبتك .... اللهم آمين
ـ[مهاجر]ــــــــ[19 - 11 - 2009, 07:35 ص]ـ
وجزاك خيرا على المرور والتعليق، وأجاب دعاءك.
ومن كلام أئمة الطريق في هذا الشأن:
قول الشبلي رحمه الله:
"الغيرة غيرتان فغيرة البشرية على النفوس وغيرة الإلهية على القلوب". اهـ
فالمؤمن يغار على وقته، بل هو في إنفاقه قد صار مضرب المثل في الشح والحرص، فلا يضعه إلا حيث يضع التاجر الحاذق دراهمه فينفق آحادا ليربح ألوفا، فهو يتجر مع أكرم الأكرمين، تبارك وتعالى، الذي يعطي بغير حساب، إذ هو الغني على حد الإطلاق، فلا يقاس على أغنياء البشر، الذين مهما بلغوا من الكرم والأريحية فلا ينفكون عن حساب الورقة والقلم، فلكرمهم حدود فلا ينفقون إلا بحساب معلوم، وإن ظهر للناس خلافه، فزيد من الناس لا ينفق إلا وقد ادخر أضعاف ما ينفقه مهما بدا عطاؤه وفيرا، فحق على من أدرك مواسم التجارة مع الله، عز وجل، كالموسم الذي نحن فيه أن يبادر قبل انقضاء الموسم فهو كسائر مواسم الطاعات: ضيف قد نزل، وسرعان ما ينصرف فلا يكرر الزيارة إلى يوم القيامة ليكون شهيدا لمضيفيه إن أحسنوا ضيافته، أو شهيدا عليهم أن هم أساءوا وقصروا في بذل ما له من حق الضيافة.
يقول ابن تيمية، رحمه الله، في معرض التعليق على مقالة الشبلي رحمه الله:
"وأما الغيرة الإلهية على القلوب على ما يفوتها من محاب الحق ومراضيه فهذا كلام حسن من أحسن كلام الشبلي رحمة الله عليه فإن كان هذا يغار على نفسه فلا كلام وإن كان يغار من حال غيره ففيه شبه ما من قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا حسد إلا في اثنتين: رجل أتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها ورجل أتاه الله مالا وسلطه على هلكته في الحق" فإنه أخبر أنه لا ينبغي لأحد ألا يغبط أحدا إلا على هذا". اهـ
"الاستقامة"، ص354.
فأولئك الذين امتن الله، عز وجل، عليهم بالاستقامة: علما وعملا، فلا يتصور كمال حال بلا علم هو الحكمة التي أوتيها الأول، وعمل هو الذي أوتيه الثاني، فإنه قد سلط قوته العملية المؤيدة بقوة علمية صحيحة على ماله، فاستثمره في نصرة الحق، ولم يكن له أن يفعل ذلك بداهة لو كانت قوته العلمية فاسدة أو ناقصة، فكم أوتي أغنياء أموالا طائلة فسلطوا على هلكتها في الباطل أو في فضول المباحات، على أحسن الأحوال، فتجارتهم قد بلغت الغاية من الكساد، وفي غمرة الحدث الرياضي الذي انقضى قريبا: أتت الأنباء عن قيام رجل أعمال مصري معروف باستئجار طائرات خاصة للجماهير لتشد الرحال في هذه الأيام المباركة إلى استاد نادي المريخ في العاصمة السودانية: "الخرطوم"!، ولا شك أن ذلك أمر قد كلفه مئات الآلاف بل ربما ملايين، وهو نوع استثمار لخلق قاعدة شعبية! تمهيدا لطموح سياسي بعيد المدى اشتهر عنه فليس ساذجا لينفق كل تلك الأموال بلا أي عائد، ولكنه كسائر طلاب الدنيا ينفق ليرى الثمرة العاجلة، فلا أرب له في ثمرة آجلة، ولو كانت أزكى وأطيب، فلو أنفق تلك الأموال في شراء بطاطين في هذا البرد لالآف من المشردين في طرقات مصر لكان خيرا له في العاجلة بثناء الخلق والآجلة بثناء الخالق، عز وجل، ولكنه أتي من حيث يؤتى تجار الدنيا، فقواه المادية والعملية مكتملة، ولكن قواه العلمية ناقصة بل ربما منعدمة، فعنده رأس مال ضخم، وليس عنده من النقل والعقل رصيد يوازيه ليحسن استعماله فيكون من المسلطين على الأموال برسم الوحي المنزل، رسم: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً).
ومن أقوال أئمة الطريق في هذا الشأن النفساني اللطيف أيضا:
قول القشيري رحمه الله:
¥