ـ[محمد التويجري]ــــــــ[26 - 11 - 2009, 02:59 م]ـ
هذا غير أنها تشتمل على اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به الله استجاب له
أختي الكريمة زهرة متفائلة لأهمية الموضوع اقول:
هل على هذا القول المقتبس آنفا دليل أم هو كما ورد في مدارج السالكين
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[26 - 11 - 2009, 08:34 م]ـ
أختي الكريمة زهرة متفائلة لأهمية الموضوع اقول:
هل على هذا القول المقتبس آنفا دليل أم هو كما ورد في مدارج السالكين
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
الأستاذ الفاضل: محمد التويجري
جزاك الله خيرا .... على التعقيب على الموضوع ....
وهذا الذي قلته أنا في حديثي السابق يحتاج تفصيل .... وهو إن ابن القيم ـ رحمه الله ـ قد ذكر في كتابه مدارج السالكين وذلك في معرض حديثه عن سورة الفاتحة حديثان وهما: حديث عبدالله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو ويقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك الله، لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، فقال: (والذي نفسي بيده، لقد سأل الله باسمه الأعظم،الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى) قال الترمذي حديث صحيح.
فهذا توسل إلى الله بتوحيده، وشهادة الداعي له بالواحدانية، وثبوت صفاته المدلول عليها باسم (الصمد)، وهو كما قال ابن عباس رضي الله عنه: (العالم الذي كمل علمه، القادر الذي كملت قدرته) وفي رواية عنه: " هو السيد الذي قد كمل فيه جميع أنواع السؤدد " وبنفي التشبيه والتمثيل عنه بقوله: (ولم يكن له كفوا أحد) وهذه ترجمة عقيدة أهل السنة، والتوسل بالإيمان بذلك، والشهادة به هو الاسم الأعظم.
والحديث الثاني:
حديث أنس رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يدعو: (اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت، المنان، بديع السموات والأرض، ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، فقال: لقد سأل الله باسمه الأعظم) فهذا توسل إليه بأسمائه وصفاته.
وقد جمعت سورة الفاتحة الوسيلتين وهي التوسل بالحمد والثناء عليه وتمجيده، والتوسل إليه بعبوديته وتوحيده، ثم جاء سؤال أهم المطالب، وأنجح الرغائب ـ وهو الهداية ـ بعد الوسيلتين فالداعي به حقيق بالإجابة.
وقد بدا أنه يريد أن يقول إن سورة الفاتحة فيها اسم الله الأعظم .... وقد قمتُ بتلخيص أو ما يسمى بحوار حميمي كما يسميه (أستاذي وهو دكتور بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بيني وبين المؤلف ابن القيم ... وسأعرض مقتطف صغير مما قمت به ... وقد فاز بحمد الله هذا المبحث الصغير في تلك الفترة بالمركز الأول ...
وهذا ما كتبته وأشرف عليه أستاذي الفاضل بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
(وقفة مع سحابة غيث)
سورة الفاتحة، سحابة لا تقدر بثمن، وجوهرة ثمينة تستحق الاعتناء، ولؤلؤة ضائعة تستحق البحث، و كنزٍ مدفون يستحق النبش، ما أعظمها من سورة تتجلى فيها التعريف بالمعبود، و تدار عليها مراجع الأسماء الحسنى و الصفات العُلا وهي (الله، الرب، الرحمن) و تبنى عليها أساسيات ثلاث تعد من أمهات المطالب، وهي:-
الألوهية بـ (إياك نعبد)، والربوبية بـ (إياك نستعين) و الرحمة بـ (طلب الهداية إلى الصراط المستقيم بصفة الرحمة).
و الناس في معرفة الحق فيها على ثلاثة أنواع:-
1 - فئة عرفت الحق و عملت به و هم المًنْعَمْ عليهم من المؤمنين.
2 - فئة عرفت الحق و لم تعمل به و اتبعت هواها و هم المغضوب عليهم من اليهود.
3 - فئة جهلت الحق و ضلت عن القيام بالعمل به و هم الضالين من النصارى.
واللافت للنظر، إن غضب الله على الفئة الثانية أحق و أغلظ من الثالثة.
في الحقيقة إن سورة الفاتحة لا تحتوي فقط على أمهات المطالب بل هي تحمل في طياتها أنواع التوحيد الثلاثة المشتملة على التوحيد العلمي و التوحيد القصدي الإرادي و توحيد الألوهية و الربوبية، فيا لها من بحرٍ واسعٍ مليء بالسلع الغالية.
و إن المتأمل في الفاتحة لو أمعن النظر فيها لا يستطيع أن يخرج عينيه منها؛ لأسرارها و خفاياها و خزائنها الثمينة و المتناهية في الدقة، فلفظ الجلالة (الله) يعتبر الاسم الوحيد الدال على جميع أسماء و صفات الله الحسنى، لقوله تعالى:" و لله الأسماء الحسنى".
و الحقيقة التي ينبغي أن تدرك هي إن أسماء الله كلها لها معاني و ليست مجرد ألفاظ خالية من المعاني، كما إن لكل اسم له يدل على صفات كماله سواء بالتضمن أو اللزوم.
إنه لأمر جلل، جهل الإنسان بخفايا هذه السورة، فالفاتحة على قصرها إلا إنها تحمل أنْفس ما يبحث عنه الإنسان و هو اسم الله الأعظم، فهي تجمع و سيلتين لا يكاد يرد معهما الدعاء وهما: التوسل بالحمد و الثناء عليه سبحانه و تمجيده، و التوسل إليه بعبوديته و توحيده، ثم يأتي بعدها السؤال الذي يعد من أهم ما يطلبه الإنسان ويرغب فيه و هو الهداية بقوله تعالي: " اهدنا الصراط المستقيم"، فطوبى لمن فهمها و عمل بها فالداعي بها حقيقٌ بالإجابة.
كما إنه حريّاً بالعبد سلوك طريق واحد لا غير، و أن يكون معه في سيره رفيق يؤنس وحدته و يحثه على السير، يقول بعض السلف في هذا الموضع: " عليك بطريق الحق، و لا تستوحش لقلة السالكين، و إياك و طريق الباطل، و لا تغتر بكثرة الهالكين".
و بذلك فالتزم و على الطريق الهدى استقم.
مقتبس مما كتبته سابقا ... هذا والله أعلم بالصواب