[العمرموسم]
ـ[وعد]ــــــــ[11 - 09 - 2006, 11:09 ص]ـ
الحساب يقترب يوما ًبعد يوم، وكلما ذهب يومك ذهب بعضك كما قال الحسن البصرى: كثير من الناس فى غفلة عن الهدف الذى خلقوا من أجله وعن الإدراك العلمى لمعانى أسماء الله وصفاته، فكلنا يعلم أن من أسمائه "الرزاق"ولكن كثير منا يخاف إن هدده بشر بقطع الرزق، وكلنا يعلم أن الله سبحانه وتعالى"الضار النافع"ومع هذا تجد من يخاف ويرجو غير الله، والناس فى غفلة عن اليوم الذى سيرحلون فيه من هذه الدنيا وفى غفلة عما سيلاقونه فى القبر، وفى غفلة عن أهوال يوم القيامة. غافلون والأيام تمضى، والعمر كأنه موسم من مواسم التجارة، تعرض فيه السلع المتنوعة فيها الردىء وفيها النفيس. قال ابن الجوزى:"ينبغى لمن عرف شرف الوجود أن يحصل أفضل الموجود، هذا العمر موسم، والتجارب تختلف، والعامة تقول: عليكم بما خف حمله وكثر ثمنه ... "
ـ[أبو طارق]ــــــــ[11 - 09 - 2006, 03:20 م]ـ
بارك الله فيكِ وجزاكِ الله خيراً
ـ[علي عبد]ــــــــ[11 - 09 - 2006, 06:12 م]ـ
الإنسان .. كل إنسان تقريبا .. حين يشعر (أو بالأحري يتحقق) , أن عمره الافتراضي قد أوشك علي الانتهاء , تخامره بعض التساؤلات بينه وبين نفسه .. فإن كان من أهل الآخرة , أي ممن يرجون لقاء الله , لابد سيسأل نفسه: تري هل فعلت كل ما كان يمكنني فعله لكي تربو حسناتي علي سيئاتي؟ هل اتقيت الله ما استطعت؟ أم أنني تجاوزت حدودي ـ في بعض أمري ـ واتبعت ما أملاه علي الشيطان؟ هل اتقيت الله في خلقه؟ هل ساعدت من لجأ الي طلبا للمساعدة .. وقد كان ذلك بإمكاني؟ هل رحمت الضعيف وأعنته علي أمره؟ هل أمهلت معسرا اقرضته بعض المال .. أو تجاوزت عن الدين لما رأيت من عسره؟ هل أحسنت معاملة زوجتي وكنت لها نعم الرفيق , وقدرت خدماتها لي ورعايتها لأولادي؟ هل ربيت أبنائي تربية زرعت فيهم الأخلاق الفاضلة؟ أم انني كنت قدوة سيئة لهم؟ وبالنسبة لأهل الدنيا , فالأسئلة التي سوف يطرحها الواحد منهم علي نفسه , ربما تدور حول: هل حققت لنفسي مركزا اجتماعيا مرموقا؟! هل جمعت الثروة التي كان يمكنني أن أجمعها؟! أم انني تراخيت شيئا ما , وكان يمكنني أن أجمع أكثر؟! هل تبوأت المناصب التي كنت أحلم بها أم أنني فاتتني فرص لم استغلها وراحت لغيري؟! هل استمتعت بما فيه الكفاية أم انه كان يمكنني ان استمتع أكثر؟! هل حياتي التي عشتها كانت حياة زاخرة بالإنجازات التي تذكر لي , أم انها كانت حياة قاحلة لم أكد أنجز فيها شيئا ..
الله مدار تفكير أهل الآخرة .. والناس مدار تفكير أهل الدنيا .. وكل فريق منهم يقوم بإجراء ما يشبه الحساب الختامي لحياته .. واما يرضيه هذا الحساب الختامي أو يسخطه علي نفسه , لأنه لم يفعل ما كان ممكنا أن يفعله .. يشعر الواحد من هؤلاء أو اولئك بأن هناك فرصا اهدرها ومجالات غفل عنها .. وانه كان يمكنه أن يحسن من موقفه هنا أو هناك .. سيظهر كل ذلك واضحا جليا , وسيكون ـ كما تقدم ـ إما مبعثا للرضي وإما مبعثا للسخط والندم ..
وأقول إنه أيا ما كانت الوجهة التي اختارها الإنسان لنفسه لكل وجهة هو موليها (البقرة 148) , ماذا لو قام المرء بعمل بروفة لهذا الحساب الختامي مبكرا قدر الإمكان .. ولا ينتظر به حتي قرب دنو الأجل ..
ليري الايجابيات والسلبيات في حياته وسلوكياته .. فربما أفاد هذا الحساب الختامي المبكر في تصحيح اشياء تتطلب التصحيح , أو في اضافات هنا وهناك .. وكذلك ربما تؤدي الي تغيير النظرة الكلية الي مفاهيم الانسان وتصوراته .. وغاياته ووسائله ..
أتصور أن الحساب الختامي الذي يقوم به المرء مبكرا عن موعده , يمكن أن ينقل عددا من أهل الدنيا الي أهل الآخرة .. لأنهم سوف يتبينون تفاهة الآمال التي كانوا يعقدونها علي الدنيا وعلي الناس .. وأنها لا تساوي كل هذا الاهتمام الذي كانوا يولونه لها .. لأن حياتنا الأولي تتوقف عند الموت .. وما بعد الموت هو الأهم .. لأنه الأبدية .. فلو أجل الإنسان القيام بهذا الحساب الختامي حتي يقترب عمره من الختام , فلن يجني إلا الندم , حتي لو كان من أهل الآخرة .. لأنه سيتبين له كم كان مقصرا في أشياء , لو فعلها لضاعفت من حسناته وأذهبت من سيئاته إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكري للذاكرين (هود 114) , أما لو أجري هذا الحساب في وقت مبكر من عمره , فسوف يكتشف في الوقت المناسب ان هناك مايمكن بلوغه من أفعال الخير لم يكن قد طرقها .. عيوبا يمكنه بالارادة أن يجتثها ويستأصلها , وانه مقصر في أشياء .. قد تكون هي المعاملات الطيبة مع الناس , ويكون مازالت لديه الفرصة لكي يصلح من أمره ما اعوج أو لكي يستكمل ما نقص ..
ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[11 - 09 - 2006, 09:08 م]ـ
لا ينكر الحقيقة عاقل، وجهد مشكور ونأمل بحصاد ونتاج خير العقول ولكم الشكر موصول.